الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في شهر الصوم والانتصارات.. الشهداء ورثة الأنبياء


لعله من روعة ما جرت به المقادير أن تحل ذكرى انتصارات العاشر من رمضان المجيدة هذا العام بالتزامن مع استمرار العملية العسكرية الشاملة سيناء 2018 التي انطلقت شرارتها الأولى في 9 فبراير المنصرم.. والتي حققت إنجازات بطولية على الأرض لا تقل عن تلك الانتصارات التي تحققت في حرب السادس من أكتوبر 1973.

ومن واقع بيانات العمليات العسكرية للحربين المقدستين نرى عدة متشابهات، بخلاف وقوعهما في شهر الصوم المعظم، حيث كانت أرض الفيروز سيناء هي قلب المعركة وهي الهدف الأسمى في قلب كل مقاتل وطني مخلص لحماية كل حبة رمل في أراضيها.. وإن كانت حرب العاشر من رمضان لتطهير الوطن من الاحتلال الصهيوني فإن العملية المقدسة سيناء 2018 تسعى أيضًا لتطهير كل شبر في أرض مصر من التنظيمات الإرهابية التي استوطنت الجبال وشقت الأنفاق لتهريب الأسلحة والمتفجرات بهدف تقويض الأمن وزعزعة الاستقرار.. لكن يأبى الله تعالى إال أن يتم نوره ولو كره الحاقدون.

فقد أيد الله جنوده بالنصر المبين في هذه الأيام المباركة.. وكيف لا وهو سبحانه وتعالى الذي وعد من يقاتل في سبيله بالحياة الأبدية في جنة الخلود وقد استحقوا أن يكونوا ورثة الأنبياء حقًا.. فقد تحدى رجال القوات المسلحة كل الطبائع البشرية التي تتشبع بغريزة الحياة.. واستحبوا الشهادة في سبيل الدفاع عن الوطن وأهله والذي يعد أعلى مراتب الجهاد.

ويشهد التاريخ على أنه منذ انتصار العاشر من رمضان، الذي رفع خلاله الجيش المصري رأس العرب ومصر إلى عنان السماء، لم يتوان "خير أجناد الأرض" أو يتخاذلوا يومًا عن نصرة أشقائهم في العروبة والإسلام.. فمنذ نشأة الدولة المصرية الحديثة وتأسيس قواتها المسلحة الباسلة.. حمل جنودنا الأبرار على عاتقهم أمانة أن مصر هي الشقيقة الكبرى للعرب.. ولإيماننا العميق بأن الشقيقة الكبرى لا تتوانى أبدًا أو تتردد في حماية ودعم أشقائها بل وجيرانها.. خاض الجيش المصري عدة حروب دفاعًا عن حقوق الشعب الفلسطيني في أراضيه وواجه ببسالة عدوان وتآمر الاحتلال الصهيوني والدول الداعمة له سواء في أوروبا أو أمريكا كما هو الحال في حروب 1948 و1956 و1967 إضافة إلى حرب الاستنزاف الفدائية التي نجحت خلاله قواتنا المسلحة في تكبيد العدو الإسرائيلي خسائر فادحة.

حتى جاء النصر المبين في حرب العاشر من رمضان / 6 أكتوبر 1973، والذي رفع رأس العرب عاليًا أمام جيش الاحتلال الإسرائيلي وإسقاط أسطورة "الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر".. فمنذ ذلك الحين بدأ عهد جديد قوامه التعامل بندية وتحد بعيدًا عن الإذلال والانكسار.

ولم تتوقف أدوار بطولة الجيش المصري عند حدود الأشقاء في فلسطين.. بل خاض الجيش المصري معركة بطولية حاسمة لتحرير الأراضي الكويتية من الاجتياح العراقي الذي جاء في أوائل التسعينيات من القرن الماضي.. ففي أعقاب القمة العربية الطارئة التي عقدت في القاهرة وأسفرت عن صدور قرار ضد العراق وتشكيل تحالف دولي من 34 دولة لتحرير الكويت وكانت في عداده القوات المصرية التي أرسلت 35 ألف مقاتل لم يعودوا إلى وطنهم إلا بعد تحرير آخر شبر في الأراضي الكويتية.

واستمرارًا للدور البطولي الذي تقوم به القوات المسلحة المصرية الباسلة من خلال دورها الإقليمي الرائد.. تقدم أرض الكنانة مصر جميع أشكال الدعم لنصرة أشقائنا الفلسطينيين في مواجهة الاعتداءات الصهيونية الغاشمة، فلم يتوقف الدور المصري على بذل كافة الجهود لتحقيق المصالحة الفلسطينية ولم الشمل الوطني ذلك الدور الذي شهدت بعظمته جميع الفصائل الفلسطينية، بل تبذل القيادة السياسية المصرية كل ما في وسعها للإقرار حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.. وتحدى قائدنا العظيم الرئيس عبد الفتاح السيسي رغبة الولايات المتحدة رافضًا قرارها بنقل السفارة الأمريكية للاعتراف بالقدس عاصمة أبدية للاحتلال الإسرائيلي.

كما تقدم القوات المسلحة المصرية جميع أشكال الدعم لأهالي قطاع غزة الذين يتعرضون لقصف وحشي من قبل جيش الاحتلال.. ويشمل فتح معبر رفح في الاتجاهين لنقل جميع العالقين الفلسطينيين الذين يحتاجون لعلاج أو الحالات الإنسانية كما تمد أهالي غزة بالمساعدات الطبية والأغذية.

وخير الكلام (مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا).
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط