EN 
بملامح أنهكها الدهر وشعر وجد الشيب طريقه إليه، يعكف الشيخ محمد الذي تخطى عقده الخامس، على حراسة مقابر أبناء الجاليات اليونانية المسيحية التي كانت تعيش بمصر، لمدة قارت على الـ 20 عامًا، دون ملل.
كان للصدفة دور أن منحت الشيخ محمد عزام الذي بدأ العمل في مقابر اليونانيين التي تقع بمنطقة الشاطبي بالإسكندرية، عندما جاء وفد من المهندسين اليونانيين للمشاركة في أعمال تطوير وترميم المقابر حيث احتاج الوفد إلى مصري يتقن اللغة اليونانية للتواصل بين المهندسين والعمال المصريين، وكانت اللغة وراء تعيين الشيخ محمد بالمقابر، حيث عاش في اليونان ما يزيد على 10 سنوات مما جعله يتقن اللغة كما يروي لـ"صدى البلد".
يقول "الشيخ محمد"، إن المقبرة بها العديد من الشخصيات المعروفة والشهيرة بينهم مسئولون في عهد الرئيس جمال عبد الناصر وما زالت أسر هؤلاء الموتى تتوافد على المقابر على فترات متباعدة، موضحًا أن الأمانة أهم شيء في العمل، حيث إن هناك بعض الأشياء الأثرية بالمقبرة.
على مرمى حجرين من مدخل المقبرة تظهر حجرة ذات ارتفاع مميز بداخلها يقع تمثال لفتاة حسناء يقف على باب مقبرتها ملاك بجناحين لحراستها يضع سبابته على شفتيه طلبًا للصمت في رحاب جثمان الفتاة، التي تبلغ من العمر 18 عامًا وتُوفيت بفرنسا عام 1889 نقل جثمانها إلى المقابر، حيث إنها ابنة أحد الأثرياء اليونانيين يدعي "زورفاداكي".
