الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الأبواب المغلقة


رغم كل ما تم من إنجازات في مجال الصناعة والاستثمار وخلق فرص عمل للشباب، وإتاحة الفرصة لغيرهم للاقتراض لإقامة المشروعات الصغيرة والمتوسطة، إلا أنه ما زال هناك العديد من الشباب وذوي المواهب المختلفة لا يجدوا من يدلهم علي الطريق السليم لتنمية مواهبهم وتشجيعهم على الإنتاج والتقدم نحو مستقبل أفضل.

يعاني قطاع كبير من الفنانين العاملين في مجال الفنون اليدوية المختلفة من تسويق منتجاتهم ومن إيجاد سبل للأرزاق، تقف أمامهم العديد من العقبات، منهم من لا يستطيع توفير مكان خاص كورشة أو أتيليه، ومنهم من يسعى للاقتراض ولا يستطيع استيفاء الشروط المطلوبة لذلك، وما زال حتى الآن دور وزارة الثقافة محدود في ذلك ، بالفعل تقيم وزارة الثقافة العديد من المعارض الفنية ولكنها لا تقدم الدعاية الكافية للفنان حتي يستطيع تسويق منتجاته الفنية بشكل يساعده على الاستمرارية.

والبعض يحاول التوجه إلي وزارة التضامن للانضمام إلي مصنعي الحرف اليدوية ويشارك في المعارض المقامة من قبل الوزارة لتسويق تلك المنتجات ولكن مع الأسف يواجه البعض منهم أيضًا بعض العقبات منها ضرورة الاشتراك من خلال جمعية أهلية والتي تطالب الفنان بنسبة ربح ليست بالقليلة مع غلو أسعار الخامات يصل الحال به إلي الابتعاد عن تلك الطرق لتسويق منتجاته.

لمن يلجأ هؤلاء ، وهل من المعقول أن تضيع المواهب هباءًا بسبب الأبواب المغلقة التي تحيط بالفنان؟...ومن جهة أخري يتجه البعض إلي عرض منتجاته الفنية في بعض المعارض الخاصة وتسويقها عن طريق مواقع التواصل الإجتماعي فيواجه عقبات أخري ليس لها حل جذري كسرقة الأفكار وعرضها بأسعار أقل مما يؤثر سلبًا علي الفنان ويحطم آماله في تسويق منتجاته.

قطاع الفنانين في مصر قطاع كبير لا يستهان به يحتاج إلي مزيد من الاهتمام والمساعدة، لا ننكر أن الدولة قد انتبهت في الآونة الأخيرة إلي إحياء العديد من قطاعات الصناعة التي أُهْمِلتْ لفترات طويلة ولكن قطاع الفنانين مازال يحاوطه الإهمال بشكل كبير، نحتاج إلي قوانين وتشريعات تحافظ على المواهب من الاندثار وتفتح كل الأبواب المغلقة، وتهتم بالفن كصناعة أساسية يمكن الاستفادة بها لتنمية الاقتصاد المصري ، والتركيز على تصدير الفن وترويجه عالميًا ونشر الوعي الثقافي لدى المواطن المصري بأهمية الفن في الحياة ودوره المهم في تحسين الحالة النفسية والمزاجية لدى الإنسان.

نحتاج إلى سبل جديدة لتسويق الفن داخليًا وخارجيًا والاهتمام بالنقابات الفنية وتفعيل دورها الحقيقي في الحفاظ علي الفن المصري من الاندثار والتفتت، ولا يخفي علي أحد أننا في مرحلة إصلاح اقتصادي وإزالة الدعم عن الطاقة ، مما يزيد العبء على المواطن المصري نظرًا لغلاء الأسعار فيهتم حينئذ المواطن المصري بتوفير الموارد الأساسية فقط للحياة والابتعاد عن كل ما يستطيع الاستغناء عنه، فينحدر معه سوق الفن المصري ، ويتأثر الفنان الذي يحيا من مبيعات أعماله الفنية وتضيق به الحياة. يحتاج هؤلاء للنظر في احوالهم ومساعدتهم على إيجاد فرصة حقيقية لحياة كريمة تؤمن استمرار المواهب المصرية في الإبداع وتحمي الفنون المصرية من الاندثار.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط