الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الأحزاب المصرية ورق أبيض


أحاول جاهدا أن أطل بذاكرتى على المشاهد القديمة فى الحياة السياسية المرتبطة بالأحزاب والتى أسست فى الماضى البعيد والماضى القريب بعد ثورة 25 يناير 2011 فلا أجد ما يجذبنى داخل الأحزاب بقدر ما أجد ما يبعدنى عن المشاركة فى كيانات ورقية لا تعمل من أجل الصالح العالم فى مصر، ولكنها تعمل من أجل الشو الإعلامى أو من أجل التواجد فقط بدون أى نشاط ملموس يخدم الفرد والمجتمع.

ومع كامل إحترامى لكل الأحزاب إلا أننا لو تعمقنا أكثر ودرسنا الشخصية التى تدير الأحزاب وخاصة أمناء المحافظات لكثير من الأحزاب سنجد أن أكثر من شخصية تنتمى لأكثر من حزب ليس لديها المقومات السياسية بل ليس لديها المقومات الإجتماعية ولا القدرة على التفانى والعطاء فى العمل العام والسياسى والإجتماعى , لأنهم فى الأساس وإن كانوا شخصيات محترمة على المستوى الشخصى إلا أنهم لا يملكون المقومات السياسية بل لا يدركون ماهية السياسة وماهية العطاء الحقيقى من اجل الوطن وبالتالى فإن هناك قصورا كبيرا داخل المؤسسات الحزبية لإعتمادها على إستخدام كوادر لا تعى من الأساس معنى كلمة سياسة وما هو الدور المطلوب منهم لتنفيذه على أرض الواقع بعيدا عن الجمود والفكر العقيم.

إن العمل السياسى فى مصر يحتاج إلى الإخلاص فى تنفيذ السياسات العامة للأحزاب , بل لا أكون مبالغا أن العمل السياسى الحقيقى لا يتم من خلال منظومة فردية , بل منظومة جماعية تتكاتف فيها كل القوى والأفكار لإنجاح مسار الدولة التى ترسمه السياسات العامة من خلال الحكومة بالإضافة الى توجيه الحكومة وإعطائها أفكار لحل المشاكل المعقدة منذ سنين , وعدم الإكتفاء بالمعارضة من أجل المعارضة فقط .

وإذا تطرقنا لمنظومة الأحزاب داخل المحافظات ستجد المشهد عبارة عن "مشهد تخلى" , بمعنى أن كل حزب يتخلى عن الحزب الأخر فى الفاعليات والقرارات التى يعبث فيها وبها , كما أن كل حزب يعمل فى دائرة مفرغة بعيدا عن دوائر الأحزاب الأخرى , إعتقادا من صاحب القرار الذى يدير المنظومة أنها وليمة ويجب أن يقتسمها مع نفسه .
وإن كان الهدف الأساسى للأحزاب فى الماضى البعيد هو الوصول الى السلطة كما كانوا دائما يتغنون بأنه الهدف الأكبر والأسمى للعمل السياسى , إلا أن هذا الهدف هو أكبر دليل على فشل الأحزاب لأن الهدف الأهم للأحزاب هو وضع السياسات العامة للدولة من النظام الحاكم , بل الأكثر من هذا هو مساعدة النظام وحكومته على النهضة التنموية والإجتماعية والسياسية , وهذا لن يتم إلا من خلال تشبيك الأيادى والإتحاد , ليس من خلال العمل الفردى العقيم , كما يجب إختيار قيادات حزبية فى المحافظات تعى حجم المسئولية الملقاة على عاتقهم , كما يجب إختيار أشخاص مدربين ولديهم القدرة على القيادة والإبتعاد عن رؤس الأموال التى تتحكم فى السياسات.

كما يجب إختيار من لديهم القدرة على العطاء , بعيدا عن الأشخاص الذين يعتبرون أن منصب الأمناء فى المحافظات هو منصب شرفى برغم أنه منصب يحمل من المسئولية الكثير التى يجب أن يدركوها لأنهم سيظهروا أمال الناس أنهم قدوة , ولذلك يجب أن يكون الشخص القدوة صاحب مواصفات خاصة.

ياسادة ... إن دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسى بدمج الأحزاب مع بعضها يجب تطبيقها بسرعة وذلك لاعادة انتاج الوسط السياسي وعلى جميع الأحزاب استغلالها بشكل صحيح والبدء فى صياغة اهداف مشتركة و لوائح حزبية جديدة تسمح بتلك الاندماجات حتى لا تبقى الأحزاب المصرية ورق ابيض لم يدون فيه كلمة .
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط