الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مجلة «الصحفيون»


ظلت نقابة الصحفيين، على مدار تاريخها، الذى يمتد لأكثر من قرن من الزمان، نموذجا للتأكيد على الأداء المهنى، ليس فقط فى الصحف المملوكة للدولة، ولكن أيضا فى الصحف الحزبية، التى كانت لا تنفصل، دعما وتقييما، عن دور النقابة، رغم تراجعه فى الآونة الأخيرة، لصالح الصحف المملوكة للدولة.

ومن فرط النقابة فى التأكيد على المهنية، وحسن الأداء، تم تصدير هذه المبادئ ليس فقط لجميع المؤسسات داخل بلادى مصر، وإنما امتد لخارجها، فكان لنقابة الصحفيين دور فى إنشاء النقابات والجمعيات الصحفية فى الدول العربية، بل إنها ساهمت فى إنشاء اتحاد الصحفيين العرب، وصدرت إليه المبادئ المهنية، وأرست قواعده فى العمل النقابى، والمؤسسى.

ومن بين الصور التى جسدت العطاء النقابى، هو المطبوعة التى كانت تحرص النقابة عليها، وهى مجلة "الصحفيون"، والتى كانت تصدرها النقابة حتى أوائل تسعينيات القرن الماضى، والتى كانت تنبض بالنشاط والحيوية النقابية، حتى أنها كانت مدرسة علمية لفنون الصحافة، وأنواع الكتابة، حتى صارت منهلا للمعرفة.

ومن أسف أن المجلة لم تدم طويلا، ولم يصدر منها سوى 13 عددا، بدء من فبراير من العام 1990 حتى مايو من نفس العام، وكانت تصدر بشكل دورى شهريا، فى عدد مستقل، حتى تقلص الأمر وأصبح أكثر من عدد يخرج فى مطبوعة واحدة، وهو ماحدث بدءا من العدد الخامس، والذى صدر مع السادس والسابع فى مطبوعة واحدة، ثم كانت الأعداد من الثامن حتى الثانى عشر، وقد صدر فى يناير 1991 فى مطبوعة واحدة، وهو الأمر الذى يدل على أن حالة مادية متعثرة تعرضت لها النقابة بسبب الطباعة، وعدم مقدرتها على الخروج بعدد شهرى، خاصة أنه كان عددا ثريا من حيث الموضوعات والطباعة.

وبعيدا عن الأسباب التى أدت إلى توقف الإصدار، وهو بالضرورة مادى، إلا أن المطبوعات السبعة، التى تضمنت الأعداد الثلاثة عشرة، شارك فيها كتاب كبار، أسهموا فى إثراء المجلة ، سواء بالموضوعات التى تم اختيارها، أو من حيث الكتاب الذين كانت بصماتهم واضحة فى المجال الصحفى.

صدر العدد الأول برئاسة تحرير الكاتب الصحفى مكرم محمد أحمد، نقيب الصحفيين آنذاك، وتولى رئاسة التحرير التنفيذية الراحل صلاح عيسى، بينما تشكل مجلس تحرير المجلة، من مجلس النقابة الذى كان يشكله فى ذلك الوقت، جلال عيسى، وابراهيم حجازى، وأسامة سرايا، ومحمد عبد القدوس، ومجدى مهنا.

ورغم مرور ما يقرب من ثلاثة عقود على صدور أول عدد للمجلة، إلا أنها تضمنت، ومنذ العدد الأول، موضوعات، لاتزال مطروحة حتى الآن، منها تقييم أداء الصحف المملوكة للدولة، وكذلك الحصف الحزبية، والحديث عن ديون المؤسسات المملوكة للدولة، وأسباب تعثرها، بجانب موضوعات أخرى تم عرضها فى حينها، غير أنه لايزال بعضها قائما.

ما نريد قوله فى الحديث عن مجلة "الصحفيون" هو أنها كانت تمثل انعكاسا حقيقيا للعمل النقابى، وكيف أن النقابة كانت على تواصل مع قضايا المهنة، وتسعى لحلها بالقول والعمل، وهو أمر ما أحوجنا إليه فى هذه المرحلة، التى يشكو فيها كثيرون- وأنا منهم – ابتعاد النقابة عن المهنة ومشاكلها، وهو الأمر الذى أدى بها إلى التراجع، وبالنقابة إلى مزيد من أعباء الأعضاء، سوء المهنية، أو المادية.

مجلة "الصحفيون"، إذن، ضرورة يمليها الواقع المهنى، وأمر تفرضه تبعات المرحلة، التى تعانى فيها المهنة تراجعا فى الأداء، والمؤسسات مزيدا من الأعباء المالية والديون، وقبل ذلك كله يجب أن تعود المجلة حتى تعيد صوت النقابة عاليا، قويا، مؤثرا، على المهنة وعلى أبنائها، سواء فى داخل أو خارج بلادى مصر.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط