الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ألد الخصام


في هذا العالم العجيب شخصيات تحتاج لدراسة وتحليل منها ما هو منقسم علي نفسه ومنها ما هو مشقوق روحيًا يحتوي علي النقيضين أحيانًا يُظهر الشق الإنساني الطبيعي بكل ما فيه من صفات ومشاعر وأحيانًا أخري يتمكن منه شقه الخفي الذي يحمل صفات قد تدمره وتدمر من حوله...

المنقسم علي نفسه ربما يكون في باطنه شخصية لوامة تُقدم علي التصرف ثم سرعان ما تتراجع وتلوم نفسها، شخصية مترددة تميل إلي الفشل أكثر من النجاح يحتاج لوقت طويل حتي يأخذ القرار السليم ويمضي قدمًا في حياته بكل ما فيها من تجارب وفتن.

أما الروح المشقوقة فهي من الأرواح التي يصعب التعامل معها تُظهر لك نقيض ما تُخفيه، تتحدث عن المبادئ والقيم والطيبة والرجولة وهي في باطن الأمور تحيا حياة الحواه، تستطيع أن تتلاعب بالكلمات في الوقت المناسب ، تحاول السيطرة عليك وتحاول امتلاكك، فإذا خرجت من قبضتها قامت قيامتك، وتتحول إلي النقيض العدواني الذي يحمل في داخله براكين من الغضب الفتاك.

قد تهددك أحيانًا، وقد تستعطفك أحيانًا أخري، وإذا لم تستجب، تستخدم الخطة البديلة، الضغط بالكلمات التي تصورك في أسوأ الصور، وتجد نفسك في محل الاتهام، ويكأنك فجأة أصبحت من أعوان إبليس و أنت لا تدري، تسمع منهم أسوأ الأوصاف ، ويُطلقون أسهم ألسنتهم حتي تظهر في خانة الخائن اللئيم، الذي لا مشاعر له ولا عهد.

أتعجب كثيرًا من تلك الروح المشقوقة، كيف يمكن التعامل معها وكيف يمكن إرضاؤها، كيف تستطيع التلاعب بالكلمات وارتداء ثوب المبادئ الذي فجأة تجده قد ذاب وظهر الوجه الآخر الذي يحسب الأمور بالورقة والقلم وبلغة الأرقام. قد تعامله بنية حسنة وتحاول كسب وده وتحاول تقديره فإذا به يُظهر لك أنه لا يستحق هذا التقدير ويوهمك بذلك وهو في باطن الأمر ينظر لذلك التقدير نظرة استنقاص بمعني أنه يشعر أنه يستحق أكثر من تقديرك فيلقيه في وجهك ويتحدث بلغة الأرقام.

أحداث حقيقية تصدر من أرواح مشقوقة قد توهمك بأنها لا تستحق وأنها تعمل كل الخير لوجه الله تعالي لكنها في الحقيقة تضع لنفسها تسعيرة مخصوصة حتي ترضي ، تظن أنها من أهل الخير ولكن في وقت الخصام يظهر لك وجه آخر ، وجه قد تعامل معك للمنفعة، فأنت بالنسبة له مجرد صفقة، أو مجموعة متتالية من الصفقات.. تأتي الواحدة تلو الأخري.. وتظهر لغة الأرقام وقت اللزوم وفِي الوقت المناسب لذلك.

إذا قابلت هؤلاء احذر أن تصدقهم فكل ما يوهموك به من عمل لوجه الله ماهو إلا صفقة محددة السعر.يفرش لك فرشة التقي المقدام الذي يُضحي بوقته من أجل أن يقف بجانبك ليُنجز لك مصالحك وهو في باطن الأمر يحسب أموره كلها بالأرقام ، ويضع لنفسه تسعيرة محددة ، إذا لم تلاحظ ذلك يستطيع بكل سهولة أن يعاملك بالوجه الآخر، قد يهينك وقد يستهين بتقديرك له الذي لا يحمل أي مشاعر من الاستغلال أو لم يُحسب من جانبك بلغة الأرقام، وهو في باطن الأمر يسحبك برفق حتي تقف علي بساطه ثم سرعان ما يوقع بك ليُملي عليك شروطه وطلباته ، أنت بالنسبة له مجرد رقم يضعه لنفسه ، مجرد مصلحة مالية ، تظهر وقت اللزوم ..

هل وصلنا إلي الزمن الذي يتلاعب فيه البعض بمشاعر الناس وعقولهم تحت شعار البطولة والشهامة وحب الخير ، وتكتشف في النهاية انها مبادئ زائفة ، وما أنت إلا صفقات محسوبة بالأرقام؟.....

سبحان الخالق الذي وصف البعض في سورة البقرة بهذا الوصف البليغ "وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ".. صدق الله العظيم

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط