الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تبرعوا لردم "الحفرة" اللي جنب المستشفى


كان ياما كان في سالف العصر والآوان يا سادة يا كرام: كان فيه حٌفرة في شارع ضلمة وكل اللي بيعدي من الشارع ده يقع فيها واللي رجليه تنكسر واللي تنكسر ايده واللي تنكسر رقبته كل واحد وبخته.. وبعد أن تزايد عدد مُصابي الحُفرة تجمع سكان الحي وقالوا لازم نشوف حل للمصيبة دي لأن كل يوم عدد مُصابي الحُفرة أصبح بالآلاف.. وكالعادة في بلادنا المحروسة لازم تلاقي عشرة عشرين تلاتين واحد بيفتي في اللي يعرفه واللي مايعرفهوش.. راح واحد ناطط وقال بصوت عالي: إحنا لازم نبني مستشفى جنب الحُفرة عشان اللي يُقع نلحقه على المستشفى بسرعة.. الأهالي استحسنوا الفكرة وقرروا فتح باب التبرعات لبناء المستشفى جنب الحُفرة.. وانهالت التبرعات بالمليارات وتم بناء المستشفى بأحدث الأجهزة بجوار الحُفرة، وبعد افتتاح المستشفى زاد عدد المصابين من الحفرة، وانتشر الموضوع في الصحافة والإعلام وقرر القائمون على المستشفى التوسع فيها وجمع المزيد من التبرعات وهلم جرا.

الخلاصة من الحكاية إنه بدل ما نقوم بجمع تبرعات بالملايين لبناء أكبر مستشفى لعلاج السرطان بالمجان.. ليه مانوجهش التبرعات الى إنشاء أكبر مراكز للأبحاث لعلاج السرطان، وكمان نبحث عن مسببات انتشاره في مصر وارتفاع أعداد المصابين به ونعالجها ونمنعها، سواء كانت في مياه الشرب والزراعة أو مخلفات المصانع التي يتم القاؤها في النيل ومياه الشرب، والتي تتسبب في حالات الفشل الكلوي والكبدي وأيضا ارتفاع نسبة الاصابة بالأورام والسرطان.. ياريت يا سادة نفكر إزاي نسد الحفرة اللي هي مُسببات الأمراض والتلوث والإهمال وغياب الضمير، وتعالوا نجمع تبرعات لإنشاء مراكز أبحاث علمية وأيضا متابعة مسببات هذه الأمراض والقضاء عليها سواء كان من خلال التوعية أو الاهتمام بالهندسة الزراعية والطب البيطري، والحرص على أن يكون الطعام الذي يتناوله المصريين صحي ونظيف، ومياه الشرب خالية من أي ملوثات، وكمان نوجه التبرعات لإنشاء الصرف الصحي في كل قرى وأقاليم مصر بدلا من الطرق البدائية الموجودة وهي من أكبر مسببات تلوث مياه الشرب لاختلاطها بالصرف الصحي لأن قرى مصر تعوم على مياه جوفية وصرف صحي.. وهو ما يتسبب في الزيادة الكبيرة والمخيفة بالأمراض.

تعالوا نتبرع لسد الحفرة وإنشاء صرف صحي في أرياف مصر وكمان نتبرع للمستشفيات.. لا مانع من ذلك ولكن أتمنى أن يتم توجيه التبرعات لردم (حُفرة) التلوث والإهمال والفساد والفقر.. أفضل كثيرا من بناء أكبر مستشفى في العالم لعلاج مرضى السرطان (وربنا يشفي كل مريض)، شيء جميل جدا حالة التكافل اللي بنشهدها في مصر وخاصة في شهر رمضان المبارك والزيادة الكبيرة في الاعلانات التي تناشد المواطنين التبرع لإنشاء مستشفيات متعددة سواء للحوادث والحروق أو القلب أو الكبد أو أمراض الأورام.. ولكن في رأيى المتواضع أن يتم توجيه التبرعات لإنشاء صرف صحي في كل أرياف وقرى ونجوع مصر.. هو الأولى والأجدى لأن غياب الصرف الصحي عن كل أرياف وقرى مصر هو المصيبة الكبرى ونعرف جميعا أن هناك مشروعات صرف صحي متوقفة من عشرات السنين، بسبب عدم توفر التمويل اللازم لها.. أتمنى أن نطلق حملة تبرعات للمساهمة في إنهاء مشروعات الصرف الصحي المتوقفة في أنحاء مصر ومحافظاتها.. ورمضان كريم والله المستعان.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط