الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لامورى.. في زورى!


شعور مركب من الألم والقلق والأسف سيطر على كيانى عندما وقع الفرعون الصغير محمد صلاح على أرض الملعب فى نهائي أبطال أوروبا بين ليفربول وريال مدريد وأصيب بـ"خلع" فى كتفه يستوجب علاجا مكثفا 3 أسابيع ليسترد عافيته ويواصل انتصاراته وإنجازاته المشرفة، الألم لسببين، أولهما لإصابة النجم المصرى الأصيل وابتعاده عن الملاعب لفترة بعد أن صار هو "أيقونة" الفخر للمصريين، والسعادة لجماهير الساحرة المستديرة في العالم أجمع، وثانيهما حرمان لاعبنا العالمي من فرصة تتويج فريقه بأكبر لقب أوروبى مع أول موسم له والاقتراب من إنجاز فردى جديد بإمكانية حصوله على الحذاء الذهبى أو المنافسة عليه بقوة أمام المارد البرتغالى كريستيانو رونالدو، والبرغوث الأرجنتينى ليونيل ميسى.

أما القلق فكان من نصيب المنتخب القومى الذى من المؤكد سيتأثر أداء لاعبيه وحسابات جهازه الفنى بغياب "مو صلاح" عن الفريق فى أولي محطات مونديال روسيا 2018، واللافت للنظر أنه بمجرد حدوث الإصابة تعالت الأصوات والهتافات ضد الجزار الإسبانى اليهودى "راموس" لعنفه العنصرى، وانهالت الدعوات للسماء ناجية السميع العليم بسرعة شفاء "صلاح" ليلحق بأول مباراة في كأس العالم لعدم وجود "ماكينة أهداف" متوفرة في جعبة الخواجة هيكتور كوبر!! وعقب نقله للمستشفى تضاربت الأنباء حول مدة العلاج وكيفية تجهيز النجم النادر لأكبر حدث رياضى علي الأرض، ومن هذه النقطة تحديدا قادنى المشهد إلى الشعور الثالث!

الأسف، كلمة مخففة تصف فى أدب واحترام وضع اللعبة الشعبية الأولى في مصرنا المحروسة ومنظومة كرة القدم التى أقصتنا عن بطولة الكبار 56 عاما قبل جيل 90 بقيادة الجنرال العبقرى محمود الجوهرى، ثم 28 عاما أخرى لم نتعلم خلالها الدرس ومازلنا فى صفوف البُلداء، كيف يعتمد منتخب بأكمله على قدم لاعب واحد مهما امتازت قدراته وتفوقت ملكاته؟! وما معنى ألا يتوفر بديل لهذا اللاعب في حالة تعرضه لأي حادث أو إصابة وهو أمر وارد بشدة سواء داخل المستطيل الأخضر أو خارجه؟ ولماذا انتظر مدير فنى مخضرم في حجم العجوز الأرجنتينى شبح فقدان فتاه المدلل دون البحث عن نسخ أخرى؟!

أذكر جيدا أن الكابتن الجوهرى واجه مثل هذه الأزمات فى ظروف مختلفة، ونجح فى أن يصنع بدائل ومحركات لكتيبته المحترمة استطاعت أن تعوض غياب أي عنصر حيوى من عناصر فريقه، بل وكان المدرب العظيم وصانع الأجيال مستقرا على التشكيل الأساسى في المبارايات التجريبية قبل مونديال إيطاليا بشهر على الأقل وليس قبل الامتحان الكبير بعدة أيام!! ولا ننسى المعلم حسن شحاتة وإنجازه التاريخى بالتربع على عرش أفريقيا 3 بطولات متتالية بكوكبة من النجوم ترفض فلسفة "اللاعب الواحد" وتعترف بالجماعية في الأداء والانسجام الكامل بين خطوط الملعب ومراكز اللاعبين.

بهذه الصورة تتحقق الانتصارات وتطمئن الجماهير لمنتخباتها عندما يحكمها منطق الاختيار السليم والحلول الذكية وتغيير مفاتيح اللعب والجمل التكتيكية في أى توقيت، وأمام أى منافس مهما كانت قوته وتاريخه وشراسة نجومه "السوبر ستارز"، هكذا تعلمنا الكرة وهضمناها منذ الصغر، وعاصرنا نماذج حية على مدار سنوات أثبتت صدق هذه النظرية بعد أن نجحت في تطبيقها، وعندئذ يحق لأي مدرب أو مدير فنى أن يعلنها قاطعة مدوية للجميع: "لامورى.. فى زورى"!.. وموعدنا فى روسيا يا مصريين.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط