الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هيجل و"مًكَر التاريخ" .. والقاسمي "مؤرخ العصر"


بعد مرور عام على قرار الرباعية العربية (مصر والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية ومملكة البحرين)، بمقاطعة نظام الحمدين الحاكم في قطر بسبب دعمها للأرهاب تذكرت مقال سابق لي بعنوان " قطر بين ظلم الجغرافيا ومكر التاريخ ".

 تحدثت فيه عن ممارسات نظام الحمدين الحاكم في قطر المعادية لمصر ولجيرانها في الخليج ودعمها للإرهاب وتعمدها تمويل حركات وميلشيات تُخرب وتدمر البلدان العربية ومؤسساتها الوطنية تحت دعوى نشر الديمقراطية والنموذج الأمريكي الذي يريدون فرضه على الدول العربية والإسلامية لتفتيتها إلى كيانات صغيرة متناحرة فيما بينها لمصلحة إسرائيل لا أكثر ولا أقل ولا يريدون لنا لا ديمقراطية ولا خير ولا يحزنون ثم سيأتون لنا بمن يزيف التاريخ ويتحدث عن ربيع عربي مزعوم وماكر مكر التاريخ عند هيجل واللي جابو هيجل. 

وأكبر دليل ما تفعله قناة التخريب والخريف العربي الجزيرة حتى الآن وأخرها محاولات التحريض على التخريب في المملكة الأردنية مستغلين التظاهرات المطالبة بإلغاء ضرائب على الدخل قررت الحكومة الأردنية فرضها للتغلب على بعض الصعوبات الاقتصادية التي تواجهها المملكة.

والحمد لله أن خيب الله ظنهم وظن قناة الجزيرة وتم احتواء الأزمة بتغيير الحكومة وسحب مشروع القانون .. وليس كل من يكتب عن التاريخ ويؤرخ في منطقتنا العربية ماكر أو مغرض كقناة الجزيرة ومؤرخيها الكاذبين .. فعلى الجانب الآخر نجد الرجل الحكيم المؤرخ الأمين الدكتور الشيخ سلطان القاسمي حاكم الشارقة أو مؤرخ العصر .. وقد قرأت له محاضرة ألقاها منذ أيام تحدث فيها عن خلاصة تجربته في التأريخ وتأكيده على ما قاله إبن خلدون بأن التاريخ في ظاهره إخبار وفي باطنه نظر وقوله أن التاريخ دونته الجماعات التي شوهته ورفعت الدين شعارا والتشدد استنباطا وانكبت تقرءوه قراءة أيديولوجية متحيزة لمذهب دون غيره ولطائفة دون غيرها. 

الرجل أمضى سنوات طويلة سخرها لخدمة مشروعه التاريخي الهادف الى كتابة تاريخ منطقة الخليج بشكل عام وإمارات الساحل العربي التي هي دولة الإمارات العربية بشكلها الحالي وحرص على تنقيته من الشوائب وتنقيحه مما علق به من دسائس ومكر تلاميذ المدرسة الاستعمارية ومن سار على نهجهم لتزييف تاريخ المنطقة والدول العربية وتحريف القول عن موضعه لخدمة مصالحهم الشخصية وحرص الشيخ ألقاسمي على الرد على الماكرين والمغرضين ودحض أكاذيبهم ومكرهم بالمنهجية والوثائق وأدواته المعرفية الراقية كما أنه شاهد عيان على كثير من الأحداث ولديه الوثائق الصحيحة التي تؤكد مكرهم وكذبهم ومكرهم. 

ولا نستطيع الكتابة عن الشيخ القاسمي دون الإشارة إلى حبه الشديد لمصر وللشعب المصري ووطنيته وإخلاصه ومواقفه المشرفة عبر السنوات الماضية وهي معلومة للجميع. و

أتحدث هنا فقط عن المؤرخ الأمين الدكتور الشيخ سلطان ألقاسمي الذي يعتمد في كتاباته عن تاريخ المنطقة على المنهج العلمي وعلى إيضاح الحقائق ونسف الأخطاء والشبهات التي روجت لها جماعات الإسلام السياسي والتي خرجت من رحم الاستعمار البريطاني وهو الذي أسسها من أجل أدوار محددة ولبث الفرقة والمذهبية والطائفية في الدول العربية من أجل تنفيذ مشروع التفتيت العربي أو سايكس بيكو 2 .. نعود للشيخ القاسمي ونوجه له كل التحية والتقدير على أمانته التاريخية وإسهاماته الكبيرة في حقول الأدب والثقافة والتاريخ .. والله المستعان على الماكرين ومكر التاريخ.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط