الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د.فتحي حسين يكتب: مصر هبة النيل !

صدى البلد

لا ينكر أحد ان القيادة السياسية المصرية تبذل قصاري جهدها من اجل الحفاظ على حصة مصر من النيل وعدم المساس بها لأنه يعتبر مصدر الحياة للمصريين ولا يمكن باي حال من الأحوال التفريط في نقطة مياه تحتاجها البلاد لأجل الحياة ومواجهة متطلبات زيادة العمران والمواليد والنهضة الاقتصادية المنتظرة ولكن الجانب الاثيوبي هو الاخر يريد ان يقيم تنمية في دولته وهذا حقه بشرط الا يؤثر علي حصة مصر من المياه حتي لا تتأثر الحياة بالسلب في مصر وهو ما دعا القيادة السياسية والحكومة الي ان تولي هذا الملف الخطير اهمية كبيرة خلال السنوات الماضية والتي كانت فيه اثيوبيا و منذ فترة طويلة تسعى لبناء سد يوفر لشعبها الاحتياجات المائية ولكنها لم تقدم فعليا على هذه الخطوة إلا مؤخرا حيث بدأت في بناء السد عام 2011 منذ ثورة المصريين علي نظام مبارك وانشغال الجميع بالثورة فبدأت في البناء السد الذي تقول عنه بانه سيكون اكبر سد مائي في افريقيا كلها وعندما التقي الرئيس السيسي برئيس الوزراء الاثيوبي مؤخر اكد الاخير بان بناء السد الاثيوبي لن يضر بمياة النيل في مصر وبحصة مصر كاملة من الماء الذي هو شريان الحياة لكل المصريين ومن مخاوف بناء السد أن مصر تخشي من تأثيره على إمداداتها من المياه الأمر الذي قد يؤدي موت جزء من أراضيها الزراعية الخصبة ويضغط على عدد سكانها الكبير الذي وصل إلى 104 ملايين نسمة.! ويحتاجون الي مصانع وانشطة واغذية وكهرباء وهذا كله ربما سيتأثر بانشاء السد ما لم تضع اثيوبيا في حسبانها هذه الاضرار علي جيرانها مصر والسودان علي سبيل المثال..!
وقد رصدت الحكومة الأثيوبية مساحة واسعة من الأراضي لبناء هذا السد حيث يعمل نحو 8500 شخص في هذا المشروع على مدار 24 ساعة يوميًا و يمتد المشروع على مساحة تبلغ 1800 كيلو متر مربع ويبلغ ارتفاع سد النهضة 170 مترًا ليصبح بذلك أكبر سد للطاقة الكهرومائية في أفريقيا , وتكلفة المشروع نحو 4.7 مليار دولار مولت أغلبه الحكومة الإثيوبية فضلا عن بعض الجهات الإقليمية والدولية ووتصل السعة التخزينية للسد لـ 74 مليار متر مكعب، و هي مساوية تقريبا لحصتي مصر و السودان السنوية من مياه النيل !ويقع السد في منطقة بينيشانغول، وهي أرض شاسعة جافة على الحدود السودانية تبعد 900 كيلو متر شمال غربي العاصمة أديس أبابا.ولهذا السد القدرة على توليد نحو ستة آلاف ميجاوط من الطاقة الكهربائية، وهو ما يعادل ثلاثة اضعاف الطاقة الكهربائية المولدة من المحطة الكهرومائية لسد اسوان لدينا ! وبعد مشاورات طويلة امتدت لسنوات حول هذا السد اعلن وزير الري المصري في 13 نوفمبر 2017 عن عدم التوصل لاتفاق بعد رفض إثيوبيا والسودان للتقرير المبدئي الفني حول تأثيرات السد , كما اكدت الحكومة المصرية في 15 نوفمبر العام الماضي أنها ستتخذ ما يلزم لحفظ "حقوق مصر المائية ! وفي 18 يناير الماضي اعلن رئيس الوزراء الإثيوبي السابق، هايلي مريام ديسالين، إنه لن يعرض مصلحة الشعب المصري للخطر بأي شكل من الأشكال، في إشارة إلى حصة مصر من مياه النيل بعد بناء سد النهضة! ولكن تأكيدات الرئيس السيسي بانه لا احد يمكنه ان يمس مياه النيل المصري وحصته المتعارف عليها ادخلت الطمأنينة الي القلوب الحائرة والقلقة من تداعيات بناء هذا السد علي حصتنا من المياة , فعندما قال المؤرخ اليونانى القديم هيرودوت عبارة «مصر هبة النيل» كان صادقًا - ولا يزال - مائة فى المائة! فلولا النيل، ما كانت مصر!.