EN 
صحا من نومه فزعا اثر حلما رأى فيه اهل بلده كلهم يلبسون اثوابا جديدة زاهية الألوان ووجوههم سعيدة ويحملون فى أيديهم أموال كثيرة وفى حلمه الغريب رأى ايضا شوارع نظيفة وطرق مواصلات حديثة فائقة التقدم والجمال.وفى نفس ذات الحلم وجد ان وطنه بلا متسولين ولا فقراء ولا بائعى مناديل وايضا وجد القانون يسرى على الكل لايستثنى أحدا كبيرا او صغيرا مكانا ومكانة ولا وجيها ولا قاضيا ولا غنيا ولا متجبرا الكل سواسية ووجد فى بلد الحلم الذى يحلمه حرية مسئولة تنطلق من مفهوم حريتك تنتهى عند حرية الاخرين وانت حر مادمت لا تضر ..
حلما غريبا وعجيبا رآه ورأى فيه جناحا التنمية الا وهما التعليم والصحة على رأس اهتمامات الدولة وعلى قمة اجندتها وتبذل قصارى جهدها من اجلهما .راى المرأة فى قمة اوجها وراى الرجال يعلمون مالهم وماعليهم تجاه شريكتهم فى الحياة سواء اكانت امهم او اختهم او ابنتهم او زوجاتهم ،رأى فى حلمه بلد بلا مرتشون وبلا فساد وتأكد ان السبب وراء ذلك جاء من غلطة القوانين وسرعة تنفيذها واقرارها على الكل وايضا نابع من التدين الحق .
واكتمل الحلم بأن راى رجال دين اشداء فى الحق غير موالين لنظام او سلطان يقولون ماهو صواب ولايخافون فى الله لومة لائم ولا يفصلون الفتاوى والادعية حسب الطلب والمكان والزمان ،كما رأى فى حلمه زوال تجار الدين واختفاءهم للابد لان الدولة عملت بجدية على تنقية المناهج الدينية من العبث الذى يزاحمنا ويسلب الباب الصغار ممن لايملكون اى رصيد معرفى دينى .وفى نفس هذا الحلم وجد اعلام وطنى توعوى مدرك لاهمية الاعلام فى ارتفاع الوطن وعلو قيمه وقيمته وايضا يعلم جيدا ان مصلحة الوطن هى اهم مايهتم به ،غاب اعلام السبوبة والمصالح وانزاحت سطوة رأس المال على الاعلام واندثرت سيطرة النون على الميم اعلاميا.. وجد فى حلمه بلدا وعالما اخر فقام من سريره منزعجا وجرى مسرعا وصب على رأسه المال صبا كى يفيق ويعيش واقعه ولكنه اراد ان يتوضأ ويصلى شاكرا لرؤياه التى يطلب من الله ان تكون واقعا ..
