الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الغش العقاري


يتعرض المواطن المصري لأنواع متعددة من الغش والنصب ، وخصوصًا في المجال العقاري، قد يتعرض البعض لشراء شقة من مشروع وهمي أو يتعرض لشراء شقة مباعة من قبل لأكثر من مواطن ولكن الأصعب من هذا وذاك هو الغش في مواد البناء الذي قد يودي بحياة السكان ويؤدي إلي هلاكهم.

أين الضمير ،كيف يستطيع أمثال هؤلاء النوم وهم يُعرضون أرواح الآخرين إلي الموت في أي لحظة؟ هل وصل بِنَا الحال إلي الغش في الخرسانة بشكل مفضوح وواضح ، وأين الرقابة علي أمثال هؤلاء؟

تعرض بالفعل العديد من المصريين لأمثال تلك المواقف وانتهت نهاية مأساوية في أغلب الأحيان .

من ضمن قصص النصب المتكررة، شركة للاستثمارات العقارية بالقاهرة قامت بأعمال بناء في التجمع الخامس بالقرب من مدينة الرحاب ... وانتهت منها وباعت الوحدات وقام المشترون بكامل أعمال التشطيبات وتكلفوا مبالغ كبيرة علي أمل أن يكون ذلك المكان الجديد مقر يستقرون فيه ما تبقي لهم من حياة،، و إذا بهم وبعد الانتهاء من كافة أعمال التشطيب والانتقال للمعيشة داخل المنزل الجديد يفاجئون بشروخ تنتشر في كل أرجاء المنزل..

أسرع الملاك الجدد إلي شركة المقاولات فإذا بهم يتقدمون بتقرير من خبير بسلامة المبني وعدم وجود أي عيوب في الخرسانة وأنها مجرد ترييحات في المباني كما يحدث عادة في بعض المباني ، ولكن ما ظهر في الجدران مخالف لمعني الترييح ومسير للقلق مما أدي بالملاك إلي اللجوء لاستشاري هندسي آخر علي نفقتهم الذي بدوره بعد معاينة العقار أثبت وجود عدة شروخ في الأعمدة الخرسانية والكمر وليست بالهينة فهي في صلب المبني وفِي منتهي الخطورة علي الساكنين فيه.

وصل الحال إلي عدة محاولات لترميم بعض الأعمدة داخل المنزل مع تعديل بعض الكمرات لزيادة معدل الأمان بها مما كلّف الملاك الجدد مبالغ طائلة ، وأدي بهم إلي اللجوء للقضاء ، المشكلة ما زالت قائمة لوجود جزء من المبني ما زال يحتاج إلي ترميم ، قد يؤثر علي سلامة المبني ككل في حالة وجود بعض الهزات الأرضية الغير متوقعة لا قدر الله .

تخيل نفسك قد أنفقت كل ما لديك من مال لتشتري منزل العمر لتحيا فيه في أمان وتتعرض للديون لتكملة ثمنه و إذا بك تُفاجأ بعد الانتهاء من كافة أعمال التشطيب ، أن المنزل مهدد بالانهيار ، ولا يوجد لديك بديل ،، فليس في استطاعتك أن تشتري منزل جديد أو تتحمل أعباء الإيجار الجديد، وهنا لا تستطيع أن تلوم المشتري ، فالمباني مرخصة تراخيص سليمة وتم الانتهاء من أعمال البناء مما يجعلك لا تستطيع أن تميز إذا كان المبني قد تم بناؤه بالطرق الانشائية السليمة أم أنه يحتوي علي أعمدة وكمر مهلهل لم يتحمل مدة طويلة حتي انكشف أمره.

ماذا يفعل هؤلاء لحين الانتهاء من مداولات القضاء وإعادة الحق لأصحابه وإلي أين يذهبون وكيف ينام أهل هذا المالك الجديد المسكين والخطورة تحاوطهم من كل مكان ؟ أين الرقابة علي المباني وشركات الاستثمار؟ كيف يُترك هؤلاء للعبث بأرواح المصريين بدم بارد وقلب ميت؟ وإلي متي نحيا في تلك المؤامرات التي لا تنتهي ، فساد وغش وعبث بالأرواح ، ويتناسي هؤلاء الرحمة والضمير ، وتتحول الأحلام إلي كوابيس مستمرة تمنع عنك النوم وتقلق راحتك.

الرحمة يرحمكم الله كفي بِنَا عبثًا بأرواح البشر ، لابد من وجود جهات رقابية علي الأعمال الإنشائية للتأكد من سلامة المباني قبل عرضها للبيع والعبث بأرواح المصريين ، يجب الانتباه قبل أن تقع المصائب وتتحول إلي كوارث تضر بالبشر ... علي الجميع أن يتنبه إحذروا قبل شراء أي عقار ، يجب أولًا أن تتأكدوا من خبراء من سلامة المباني إنشائيًا وقدرتها علي التحمل ، حتي تدوم الفرحة وتستقر الحياة.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط