الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

العيد جاى امتى؟؟


طرق الباب بشدة صارخا وهو يسأل من خلف الابواب عن العيد متى يأتى ؟واستمر فى التساؤل مذكرا اياهم بالاعياد التى كان فيها ينعم بوجوده معهم ويلح فى تذكيرهم بالايام والليالى الجميلة التى عاشها وعاشوها معا ويسرد اعيادهم وكيف كانت تبدأ من ليلة الوقفة بمساعدتها فى تركيب الستائر واحضار ماتطلبه منه وهو سعيد برؤية السعادة فى وجهها وملامحها ..ويصف اول ايام العيد وصلاة العيد والبيت يعج بالفرح والاقارب وكل الوان المحبة والسعادة ..يتواصل فى التذكير والذكرى ويتحدث عن العمر الجميل الذى عاشه ولهفتها عليه عندما يتأخر وحضنها الذى لايعادله حضن حين عودتها ،قلقها حينما تلمح لوهلة حزن فى عينه او قلقا او سرا ما يخفيه عنها ،يتذكر ايضا سهرها بجواره فى كل اوقات حياته الحرجة سواء كان مرض ام مذاكرة ام ترقب لنتيجة عمل من اجلها بدأب وبلا كلل .تتسارع الذاكرة وتلقى عليه طوفانا من المشاعر وكلمات الحب ونظرات الحنان والحنية التى انطلقت منها واحتوته كل الوقت والسنين التى عاشها معها وعاشته معها ..يحدثها من وراء الجدر ويطلب منها ان تخرج ولو للحظة يراها يحتضنها يقبلها يتأسف لها عن اى شىء اخطأ فيه تجاهها بقصد او بدون قصد..
يقول لها من وراء الخراسانات الفاصلة ان حياته من غيرها لم تعرف طعم الاعياد فكل الايام ذات لون وطعم واحد ،بل ان عمرى كله صار ثابتا بلا نقصان منذ تركتنى ومازاد فيه كان احساس الفقد ومقدار الالم ..يستجمع قوته ويحول طرقه الى تحطيم للباب الفاصل بينه وبينها ويتمكن من خلعه بل وكسره ويدخل اليها فيجدها ملتفة ببقايا كفن مجموع فيه بقايا عظام ولكنه يسعد بما تبقى ويجلس بجواره ويشد الباب المحطم محاولا غلقه ليستقر بجوارها ماتبقى له من ايام حتى يأتى ذلك العيد الذى لم يشعر به الا معها !!
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط