الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رفقا بنا


أتعجب من الشركات المملوكة للدولة والتي قامت بحملات إعلانية طوال شهر رمضان المبارك ورعاية لمباريات كأس العالم، كم المصروفات الرهيبة الذي تم صرفها على إعلانات للممثلين ولاعبي كرة القدم كان من الممكن أن يتم صرفها بطرق أخرى وبشكل يهدف إلى الصالح العام، كل ما ظهر لنا من إعلانات إما يحصد ثمارها ممثلون لا حاجة لهم بمثل تلك الأموال أو لاعبو الكرة ذوي الدخل الكبير.

ومن جهة أخرى تشبعنا بإعلانات التبرعات للمستشفيات والجمعيات الخيرية، قد أجد مبررًا للمستثمرين رغم كم الاستفزاز الذي يشعر به معظم الشعب المصري من رؤية إعلانات لمجمعات سكنية من الطراز المتميز وبمبالغ طائلة إلا أنه في أول الأمر وآخره هدف المستثمر الربح وحقه مكفول في الإعلان عن منتجه بالشكل الذي يتراءي له ، لكن الشركات المملوكة للدولة حينما تنفق مثل تلك الأموال الطائلة لفئة ميسورة من الشعب لا أجد لهم مبررا حقيقيا، وكان من الممكن دمج تلك الإعلانات مع إعلانات التبرعات التي زادت زيادة رهيبة ويكأن المواطن المصري مطالب بأن يتحمل أعباء الإصلاح الاقتصادي وغلو الأسعار بصورة لا تتناسب مع الدخول، وكذلك مطالب بالتبرع لمساعدة المرضي واليتامى والمساكين والفقراء مع العلم بصعوبة الحياة التي يحياها.

تبرع العديد من الجمعيات في جذب المتبرعين بعبارة "اتبرع ولو بجنيه" أو "رسالة بـ5 جنيهات من خلال التليفون المحمول"، وفِي نفس الوقت نشاهد الشركات الكبرى المملوكة للدولة وهي تصرف ببذخ على لاعبي كرة القدم والممثلين في الحملات الإعلانية، أين المنطق في هذا التصرف، وهل تكون رعاية مباريات كأس العالم بطريقة تستفز معظم الشعب المصري، كان من الممكن دراسة الأمور بشكل أفضل ويصب في صالح الجميع وفِي مصلحة الفقير البائس، كان من الممكن أن تقوم تلك الشركات بمد شبكات للصرف والمياه لإحدى القرى بالتعاون مع إحدى المؤسسات الخيرية ودمج الإعلانات لتعبر عن كلتا الجهتين وتصب في النهاية في مصلحة الإصلاح الاقتصادي الذي ندفع ثمنه جميعًا، على الرغم من ضيق حال ملايين من فئات الشعب المصري، كان من الممكن أن توجه الأموال لاتجاه يتناسب مع خطة الدولة للتعمير، لكن ما حدث وما يحدث دائمًا في مصر أن الغني يزداد غنًا والفقير يزداد فقرًا، وانتهت تقريبا الطبقة المتوسطة التي كانت تعدل كافة الميزان ويعتمد عليها الاقتصاد المصري في الأساس.

مهزلة حقيقية أن يتحمل من لا يستطيع الحياة أعباء تحني ظهره ويشاهد كم من الاستفزاز الذي لا معني له، يشاهد من يستطيع التكيف مع الحياة وهو يدعوه إلى التقشف من أجل العبور لمستقبل أفضل، من يصلح كافة الميزان؟ وكيف تدار تلك الامور؟ تقبلنا جميعًا في صمت سداد فاتورة الإصلاح على أمل أن يحيا الجيل القادم حياة بلا معاناة فهل يجب علينا أيضا أن نتحمّل أعباء الاستفزاز المستمر من الحملات الإعلانية غير الموفقة؟ والتي تصب في مصلحة من يستطيع التكفل بحياته ويحيا حياة كريمة؟ ويظل الفقير مطالب بالتبرع لإنقاذ أمثاله ممن يحيون علي هامش الحياة؟

رفقا بنا أيها السادة الكرام، يكفينا ما نتحمله من معاناة لبناء الوطن ، طالما لديكم فائض من المال لتلك الحملات الجبارة تبرعوا بها لصالح الفقراء لإنشاء شبكات للطرق والصرف أو لعلاج المرضي وبناء المستشفيات الخيرية، وارحموا الشعب من الاستفزاز.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط