ما بعد رمضان .. رجعت ريما

يرجع أصل المثل إلى قصة "حليمة" زوجة "حاتم الطائي" الرجل الذي اشتهر بالكرم والجود وكانت زوجته تتسم بالبخل إلى حد ما، حيث كانت تقتصد في استخدام كل شيء، حتى أنها كانت تضع السمن في الطعام بملعقة صغيرة جدا، وفي محاولة من زوجها لتشجيعها على الكرم قال لها إن هناك رواية عن السابقين تقول إن المرأة كلما وضعت ملعقة سمن زائدة في طعامها كلما زاد الله في عمرها يوما، فأخذت "حليمة" تستخدم السمن بسخاء حتى تعودت على ذلك وأصبح طعامها شهيا.

وفي يوم أصابتها مصيبة عندما توفى ابنها الوحيد فحزنت كثيرا حتى وصل بها الأمر أنها تمنت الموت لتلحق به، لذا عادت تقلل السمن في طعامها حتى لا يزيد عمرها –حسب رواية زوجها- وهنا قال الناس "رجعت حليمة/ ريما لعادتها القديمة"، وانتشر المثل بسبب هذه القصة، ويستخدم هذا المثل حينما يخبرك أحدهم أن شخصًا تغير حاله بشكل كبير ولكن سرعان ما عاد إلى طبيعته الأولى، حينئذ يمكنك التعبير عن ذلك بقوله هذا المثل.

وها نحن بعد انقضاء شهر رمضان المبارك وانتهاء العيد ربما سنفعل مثل "حليمة" ونقلل السمن في الطعام !
لقد اكتسبنا خلال شهر رمضان المعظم عادات وطقوس دينية طيبة، كتلاوة القرآن والإكثار من الصدقات، وقيام الليل ... وغير ذلك من الطاعات، ومن الجميل التمسك بهذه العبادات حتى بعد رمضان والتأقلم معها رغم ضيق الوقت وتزايد المسؤوليات، حاول قدر المستطاع الاحتفاظ بعادة واحدة على الأقل كتلاوة القرآن، اصطحب المصحف الذي كان رفيقك في رمضان، اغتنم أوقات التنقل وأوقات الفراغ في العمل لتقرأ ولو صفحة واحدة كل يوم، إعط جنيها واحدا كل يوم لأحد المحتاجين، وتذكر أن الصدقة تطفئ غضب الرحمن، أما بالنسبة لعملك فأنا أعتقد أنك قصرت إلى حد ما في عملك في هذا الشهر الكريم، لذلك قد ينتظرك في العمل ما ليس عاديا، ملفات لم تدرس خلال شهر رمضان وأعمال كثيرة تم تأجيلها، لذلك عليك إعادة تخطيط لبرنامجك القادم، وأفضل طريقة لذلك الاستعانة بأجندة لتدوين جميع مواعيدك وواجباتك المهنية بل والعائلية، وتحديد أوقات الفراغ، إذ عليك العمل سريعا على كل ما تم تأجيله من قبل حتى يغفر الله لك تقصيرك غير المقصود في عملك ،،، دُمتم بخير وفن.