الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د.كريم عزمي يكتب: الشخصية النرجسية.. وكيفية التعامل معها؟

صدى البلد

الشخص النرجسي هو شخص عاشق لنفسه متيم بها يرى أنه الأفضل والأحسن والأجمل والأذكى.. يرى الناس أقل وأدني وأبعد من أن يكونوا منافسين له في شيء ولذا فهم ليسوا جديرين بأي شيء فهو الأجدر والأحق وعليهم أن يخضعوا له وأن يتباروا في إرضائه وأن يتنافسوا في خدمته.... و ايضا يستبيح لنفسه إستغلال الناس وتسخيرهم،ويعتبر ذلك تفضلًا منه عليهم أن يعطيهم الفرصة لكى يكونوا قريبين منه وفي خدمته، وينكر عليهم حقوقهم وما يستحقونه من أجر أو مجاملة فهم الذين يجب عليهم أن يجاملوه وأن يودوه وأن يهادوه.
وهو شخص يهتم بمظهره بطريقة مبالغ فيها، حريص جدا على أناقته، يدقق في اختياره لملابسه، ولا يحب النقد ويرفض التوجيه ويريد أن يسمع فقط المديح وكلمات الإعجاب ...وتعتبر الشخصية النرجسية أكثر الشخصيات غير الناضجة
و يجب علينا الاعتراف بأن بعضنا أو لفيفًا منا من يقف عاجزًا عن كيفية التعامل مع تلك الشخصية ؛ والتي وضعت نفسها في قفصٍ من التعالي والغرور وتعظيم الذات ولا تريد الخروج من ذلك القفص لجهلها أن الحرية بخارجه لا بداخله !
وستجد علاقاتهم انتهازية استغلالية تبرز فيها المصلحة الشخصية ولا يهمهم فقد صديق أو خسارة موقف ؛ المهم هو تحقيق أكبر قدر من المكاسب الذاتية ولا عبرة بمشاعر الآخرين وأحاسيسهم .
ولذا فالتعامل مع هذا الإنسان مزعج ومؤلم.. وهو إنسان كريه رغم إعتقاده بإعجاب الناس به.. فالإنبهار يكون بالقشرة ولكن الحقيقة أن في داخلهم جميعا نفورا منه ورغبة في تحاشيه والإبتعاد عنه وعدم رؤيته أو التعامل معه.

فالنرجسي مطلوب منك أن تنافقه وإلا..

مطلوب منك أن تترك له القيادة وإلا..
مطلوب منك أن تتفانى في خدمته وإلا..
مطلوب منك ألا تتوقع إمتنانا أو أجرًا وإلا..
مطلوب منك أن تتحمل النقد الساخر وإلا..
اذا كيف نتعامل مع الشخص النرجسى؟؟
يحتاج التعامل مع أصحاب هذه الشخصيات إلى قدر كبير من التفهم لطبيعة الشخصية المعقدة، لأنه لا يتحمل النقد المبالغ بل يحتاج إلى المدح وبداخله بعض النقد الخفيف
ومن الممكن أيضا أن تعمل على تحفيز الشخصية النرجسية عن طريق التوضيح بمعالم شخصيته وكيف يستطيع أن يتعامل مع الأفراد ويصبح شخصا محبا ومحبوبا عند الناس وأن يحب الخير للأخر قبل أن يحبه لنفسه.

وننصح بتجاهلها فى بعض الاوقات وعدم الخضوع لها او لمتطلباتها الزائدة عن الحد التى تثير فيها حبها لذاتها , ولابد من اعطائها درس مهم وهو ان كل اخذ لابد له من قيد وشرط وهو العطاء، فهذه الشخصية لا تستطيع أن تتفهم قيمة العطاء إلا إذا حرمت من الأخذ وتجاهل امرها المحيطين بها , فى هذه الحالة قد تشعر بضرورة العطاء حتى وان كان رغما عنها حتى تستمتع بالعطاء.