الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د.عمرو عباسي يكتب : اصبحت اكره العالم الافتراضي

صدى البلد

أصبحت التكنولوجيا هي سمة العصر متحدية جميع المسافات بين الشعوب سواء علي المستوي الجغرافي أو الطبقي أو الثقافي. بكبسة زر ممكن أي إنسان استكشاف عالم افتراضي يعيش فيه ملايين الناس باختلاف اهوائهم. فتري هؤلاء مولعين بكرة القدم ونجومها ، واخرين بالفنانين وأخبارهم المثيرة للجدل، وفئة أخري بالسياسة 
والاقتصاد، كل يغني علي ليلاه. ولكن السؤال هل سكان هذا العالم سعداء؟ هل الهروب الي هذا العالم الخيالي الخالي من أعباء الحياة والرقابة والهموم الدنيوية الحل للتعايش مع تغير الحياة و المناخ العام. 

بالنسبة لي اصبحت اكره هذا العالم الافتراضي الوهمي الذي لا يمط للواقع بتاتا، ملئ بالاكاذيب والمظهرية 
والتشويه. فتري كل شخص واضعا لنفسه صورة مبتسم فيها و ملئ بالبهجة وهو في الحقيقة انسان بائس جدا 
ومكتئب لدرجة عنيفة . وتري كمية شتيمة بكل اللغات علي بوست اهبل او صورة مستفزة. ناهيك عن الفيديوهات للتعذيب او الاعمال الارهابية. 

حتي ابسط وسائل الترفيه كالكوتشينة، تري أصحاب يجلسون معا علي طاولة واحدة ويلعبون مع اخرين في العالم الأفتراضي. قطها هناك فوائد كثيرة لهذه التكنولوجيا في التواصل بين الناس و لكن بجب ان نعترف ان السلبيات اصبحت عنيفة. و انا كطبيب اكاد ان اجزم اننا علي وشك ان نري امراض نفسية ناتجة عن السوشيال ميديا لم نراها من قبل لحداثة هذه التكنولوجيا نسبيا ، ناهيك عن حالات الادمان و انفصام الشخصية.  

وشاهدت ايضا حالات طلاق بين زوجين بسبب خيانات زوجية من نوع فريد علي العالم الافتراضي. 

ظاهرة اخري شديدة الخطورة علي المستوي الصحي حيث يلجأ الكثيرون للعلاج من علي الصفحات الإنترنت او استشارة الأطباء لعلاجهم عن طريق الواتس اب و الفيسبوك، متطلعين أن يوصف لهم الطبيب أدوية لعلاج مرضهم . ضاربين عرض الحائط اهمية اخذ تاريخ مرضى والكشف الكلينيكي والعامل النفسي لارتياح المريض للطبيب.
سأعكس الآية وعايز روشتة من عم مارك و القراء الأعزاء إزاي استفيد من التكنولوجيا دي من غير ما تبتلعني بالهموم والرد علي كومنتات وتفاصيل، ازاي احافظ علي شخصية موحدة في العالم الافتراضي والعالم الحقيقي، ازاي و ده الأهم أحافظ علي ولادي وأسرتي والهوية المصرية في ظل هذا الانفتاح الجارف. فعلا صدقت المقولة الشهيرة ' كلمني شكرا' !.