الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كأس العالم يا فرحة ما تمت.. خسارة للمنتخب مكسب للقهاوي

صدى البلد

كانت عقارب الساعة قد وقفت بأذيالها عند الساعة الواحدة ظهرًا، لتعلن حالة الطوارئ بأحد مقاهى وسط البلد "هات الكراسي وابدأ رصها يا حسن، وأنا هحط كراتين الكانز في التلاجة، وشوف محمد يظبط الشاشتين والريسيفر"، تعليمات انطلقت من فم أحمد مجدي صاحب المقهى، لتدخل حيز التنفيذ لكل من جاء اسمه، فلم يعد سوى ساعات قليلة على بدء المباراة المنتظرة والأخيرة لمصر في كأس العالم.

"كان نفسنا مصر تكمل في كأس العالم، وأهو فرحة لمصر ومكسب لينا" هكذا أضاف "مجدي"، فـ 15 جنيها هي قيمة الكرسي الواحد لمن يريد أن يحضر إلى المقهى لمشاهدة المباراة، فلم يحسب "أحمد" من ضمن ثمن الكرسي حق المشروب، "المشروب لوحده والمشاريب بتبدأ من أول 5 جنيهات كوباية الشاي، الزبون بقى يشرب شاي، بيبسي اللي هو عاوزه"، فمن ثمن الكرسي يسدد أحمد قيمة الاشتراك المخصص للقنوات التي تذيع مباريات كأس العالم.

ومن وسط البلد للمطرية لم يختلف ثمن مشاهدة المباراة كثيرًا فالمقعد يقف في المقهى الصغير الذي يمتلكه عم أسعد 15 جنيها بالمشروبات، "التسعيرة ديه لماتشات مصر والدول العربية بس، إنما باقي الماتشات عادي بالمشروب عشان العدد فيها مش كبير أوي"، تلك هي فلسفة التسعيرة التي اعتمد عليها عم أسعد لإدارة حقوق مشاهدة المباراة من قلب قهوته الصغيرة بالمطرية، التي زودها بوصلة من جاره صاحب محل الإليكترونيات التي يجاوره استعدادًا لتحويل محله إلى إستاد يجمع مشجعي منتخب مصر.

من أول مباراة بين مصر وأوروجواي كان عم أسعد قد جمع ثمن الوصلة والكراسي الجديدة التي زودها لمقهاه "في أول ماتش لميت ثمن الوصلة 120 جنيه، وحق الكراسي الجديدة اللي اشتريتها عشان خاطر مصر في كأس العالم، ديه حاجة كبيرة أوي عندنا، بس يا فرحة ما تمت"، فبعد مباراة مصر الخيرة والتي تلقت فيها خسارة 3 أجوال على يد روسيا اتخذ أسعد قراره بإرجاع الوصلة لصاحبها "هخليها على أيه هخلص الشهر وهرجع الوصلة بقى مالهاش لازمة".

وسط صوت الماء وقرع الأكواب ببعضها كان يحاول أحمد جاهدًا أن يستمع للمباريات، التي يشغله عنها تحضير المشروبات للزبائن وغسل الأكواب "انا بحب الكورة جدًا بس في نفس الوقت عندي شغلي في القهوة، كل اللي عليا أن ابص بصة كل شوية أشوف النتيجة ايه، بغسل وبحضر المشاريب اه بس ودني بتكون مع المعلق والماتش".

ويصف محمد عبدالله الشاب العشريني الذي يعمل داخل مقهى بمنطقة عين شمس لـ"صدى البلد"، كيف تبدو المقهى من بعد رحيل الزبائن " بيتهد حيلنا قبل الماتش في رص الكراسي وبعده في لمها وجمع الكوبيات والأزايز وغسلها"، رغم المتاعب إلا أن مثل هذه المباريات التي تجذب عدد كبير من الزبائن تدخل أرباح جيدة إلى المقهى "ده يعتبر الموسم بتاعنا".

الأمر الذي استفز لعقد "محمد"، مقارنة بين مكاسب المقهى وغيرها من الأماكن التي تعرض المباريات "مش بنستغل الوضع أي كافيه القعدة فيه بالمشروب ساعة الماتش أقل حاجة 100 جنيه، فالـ 15 جنيه مش حاجة فالزمن ده"، ليتمنى أحمد بان تكون مصر ضمن مونديال 2022 "احنا عرفنا سكة كأس العالم مش عايزين نتوه عنها تاني، واهو فرحة للمصريين ومكسب لينا".