الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

محمد الشافعي فرعون يكتب : الى فخامة الرئيس : أعلنها قبل أن يعلنها غيرك


- فخامة الرئيس كتبت اليك مهنئا بالرئاسة في رسالة نشرت وقتها بإحدى الصحف اليومية الورقية وبعض الصحف الالكترونية ، وذكرتك أن عيون (90) مليون مصري عليك ، بعضها يخاف عليك ويدعوا لك بالتوفيق ، وبعضها يخاف منك ويظن بك الظنون ، وبعضها أحضر (نظارات ) مكبرة لرصد تصرفاتك وتصريحاتك على مدار الساعة أملا في أن تخطئء ولو بغير قصد لتبدأ الحرب ضدك .
ويوما وراء يوم يتزايد البعض الأخير أصحاب (النظارات ) المكبرة بفضل الإعلام الذي أفرد لهم الكثير من صفحاته ، والساعات الطوال على قنواته و لازال يهلل لهم ، وبفضل أصحاب المصالح والداعين الى عودة القطار الى الوراء ، وأصحاب النوايا الخبيثة من نخبنا المصرية الحزبية والسياسية والمثقفة التي تملك مفاتيح الحشد الجماهيري بالعزف ( الجماعي ) على أوتار الأوجاع اليومية للمواطن المصري وهي كثيرة .
فخامة الرئيس ليست المشكلة في الاعلان الدستوري الرئاسي الأخير وما صدر به من تحصين للقرارات الرئاسية فهي موجودة في كل الأنظمة القانونية الدولية ودساتير الأمم وفي المادة (191) من ستور مصر في 1956 م ، كما أن المجلس العسكري قبل رحيله قد حصن قرارات لجنة الانتخابات الرئاسية في مادته (28) من إعلانه الدستوري الاول ولم يعترض أحد ولم تزحف جيوش المتظاهرين الى كوبري القبة حيث مقر وزارة الدفاع .
وليست المشكلة أيضا في مسودة الدستور أو أي مادة من موادها ، ولا في الدعوة الى الاستفتاء عليها ، وإنما لأن مسودة الدستور جاءت خالية من المادة الذهبية التي كان يطمح اليها عواجيز الفرح ، وهي التي كان من المقرر في حالة وجودها أن تدعوا الى انتخابات رئاسية عقب إلاستفتاء على الدستور وإقراره ، ليعود لهم الأمل الذي فقدوه مرة أخرى في الجلوس على كرسى الرئاسة ولا يهم إن كان طريقهم اليه معبد بجثث المصريين ... كل المصريين .
المشكلة تكمن في الكرسي الموجود خلف المكتب بقصر الاتحادية والمسمى (كرسي الرئاسة ) .
فخامة الرئيس عجلة التظاهر والاعتصامات والزحف الى قصر الاتحادية بدأت ولن تتوقف عن الدوران ، كما أن دماء القتلى والجرحى والمصابين لن تتوقف حتى ولو تم الغاء الاعلان الدستوري ، وتأجيل الاستفتاء على مسودة الدستور ، فما هي إلا مبررات لإفتعال الأزمات ، وكانوا سيجدون الف سبب وسبب لدوران هذه العجلة فأوجاع المصريين المزمنة لا حصر لها .
هم أشعلوا النار ويصبون الزيت عليها يوما وراء يوم لتزداد اشتعالا ، ولن يرضيهم التراجع عن الاعلان الدستوري ، ولا تأجيل الاستفتاء على الدستور ، كما أن البيانات الرئاسية المتتالية للتفسير والتبرير والتوضيح لن تجدي نفعا معهم ، والحوار الوطني ماهو الا مضيعة للوقت واستهلاكا له ، فقد صمت آذانهم وعميت عيونهم عن رؤية أي شيء سوى كرسي الرئاسة .
فخامة الرئيس حقنا لدماء المصريين التي سالت ولاتزال ، وتضميدا لجراح وآهات الجرحي والمصابين الذين سقطوا ولا زالوا ، وإطفاءا للنار التي إشتعلت ، وإيقافا لعجلة الاعتصامات والتظاهرات ، وحماية لمصر من حرب الشوارع التي توشك أن تندلع بفضل من أشعلوا النار لتحرق مصر وشعبها ، وبما لديك من صلاحيات تنفيذية وتشريعية أناشدك أن تدعوا الى انتخابات رئاسية مبكرة .
فخامة الرئيس أعلنها مدوية حتى وإن إعتبرها البعض جنونا ، فهي تمام العقل والحكمة وسيذكرها لك التاريخ بالفخر ولن ينساها ، فحرر رقبتك من الدماء التي سالت وتسيل ، ومن القتلى والجرحى الذين سقطوا ويسقطون .
فخامة الرئيس أنقذ مصر فقد أصبح جسدها المتهالك مليئا بالثقوب التي تنزف دما ولم يعد فيه موضعا لجروح أخرى ، أنقذهــا قبل أن نقرأ نعيها في صفحات الوفيات الدولية ...... أعلنها قبل أن يعلنها غيرك.