الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أفيقوا الثقافة من رقدتها


مرة أخرى عن الثقافة المصرية الأصيلة التي تعرضت لعملية موات وتجميد خلال السبع سنوات الماضية. نتيجة لإهمال رسمي من المؤسسات الثقافية الرسمية والمدنية. التي انبطحت أمام مشاغل اللحظة السياسية وحوادثها فأماتت الأنشطة الثقافية تحت دعوى انشغال الناس بلحظة التحول بعد اندلاع ثورتي 2011 و2013.

ونتيجة كذلك لاستمرار رؤية البعض وخصوصا في الدوائر الرسمية المسؤولة عن الثاقفة،أنها شيئًا تافهًا أو ترفًا يمضغه المثقفون والأدباء والشعراء وليست شيئا أساسيًا من ضرورات الحياة المصرية الراهنة.

لكن العكس هو الصحيح فالثقافة المصرية بكل تجلياتها سواء كانت أغنية جميلة أو رواية متقنة الصنعة أو شعرا يعبرعن حالة الواقع واستشراف المستقبل، أو كتاب يكشف مكنونات الحاضر وألغازه. أو فكرة دينية أو سياسية تزيل اللبس و الجمود أو اكتشاف جديد في عالم الأثار المصرية هى الحياة الحقيقية المصرية.

فالثقافة مرادفة للحياة في مصر، وعشرات الملايين بل مئات الملايين يشاهدون المسلسلات المصرية ويستمعون للمطربين المصريين في مختلف العصور.

كما أن الفيلم المصري والرواية المصرية، تقرأ في كل العواصم العربية والمفكرون والأدباء ومشاهير الكتاب الصحفيين معروفون بالإسم في الدول العربية والإسلامية كذلك.

إن الثقافة المصرية بؤرة إشعاع حقيقية من أرض الكنانة وللمحيط والإقليم.

إننا في مصر لا نملك بترولًا يدفعنا لأن نكون في مصاف دول الخليج وثرائها. ولا موارد وثروات طبيعية زراعية وطبيعية هائلة ننشغل بها. ولكننا نمتلك تراثا ثقافيًا وحضاريا متجددًا نعيش كلنا عليه.

وهذ التراث وهذه الموارد والكنوز الثقافية والحضارية لابد من إحيائها وإيقاظها من رقدتها.

إن دعوتنا لتوجيه الاهتمام الرسمي والشعبي للثقافة ليس ترفا ولكنه ضرورة حياتية مصرية.

فالثقافة نور لملايين المصريين وغيرهم. ونحن الان و في غياب حالة الإشعاع الثقافي نشعر أننا عرايا من كل شىء يسترنا.

فالثقافة هى الزاد وهى الكنز وهى ما أنتجه المصريون على مدى تاريخهم.

ومما هو معروف ان صناعة السينما في مصر في الخمسينات، كانت المصدر الثالث للدخل القومي والعملة الأجنبية. كما أن هذه الصناعة التي تقام على أكتاف روايات ونصوص أدبية وسينمائية تمثل مصدرًا رئيسيا للدخل في الهند وفي الولايات المتحدة الأمريكية. وتقوم عليها صناعة كاملة تستوعب عشرات الآلاف من العمال والمبدعين وهكذا كانت في مصر.

كما أن السياحة في أسبانيا مثلا، والتي لا تمتلك ربع الآثار المصرية تدخل عشرات المليارات كل عام للخزانة الاسبانية.

ونحن في مصر نمتلك ثلث آثار العالم وعندنا كنوز مخفية تحت الأرض ربما يفوق ما هو فوقها ونكاد أن ندفنها مرة اخرى بإهمالنا.

وعليه فإن إهمال الثقافة رسميا وشعبيا جريمة في حق مصر. وفي حق آلاف المبدعين والشعراء والأدباء والمفكرين تزخر بهم القاهرة.

والمطلوب من وزارة الثقافة وبعد 7 سنوات كاملة ضاعت في الزخم السياسي والثوري، أن تبدأ من الآن على يد د. إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة عملية إحياء ثقافي شاملة في الكتاب والرواية وقصيدة الشعر وأن تعاد المهرجانات الثقافية الرسمية وأن تعاد الورش الثقافية والندوات والصالونات الفكرية للحياة مرة ثانية.

حرام أن نحيا في الجهل، أو يكون لدينا هذا التراث وهذه الامكانيات الثقافية التي يتحاكى بها العالم ثم نقتلها عبر سنين من الإهمال والتغييب بإيد باردة..

الثقافة المصرية كائن عملاق يشع حضارة ونورًا وعلمًا على الجميع ولابد من إحيائه من رقدته.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط