الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ذكرى الثورة .. المصريون بأوروبا يرسمون المشهد


يظل إيماني مطلقا في أن دور المصريين في الخارج يتخطى كثيرا ذلك الدور المباشر في دعم الاقتصاد المصري، من خلال تلك التحويلات المالية التي يقوم بها المصريون، إضافة لإفساحهم لإخوانهم في الداخل مكانا في كافة المجالات.

 ففي نزوح المصري للخارج فائدة، حتى ولو لم يكن له غير ذلك الخروج من فعل، ففي الظروف التي تمر بها البلاد، يصبح إفساح المجال لأحد أبناء مصر في التعليم أو الرعاية الصحية، أو المواصلات، مصلحة كبيرة.

 فلو تصور القراء الأعزاء معي أن المصريين بالخارج قد حزموا حقائبهم، واستقلوا الطائرات وعادوا لأرض الوطن، ماذا سيكون الحال بزيادة عشرة ملايين دفعة واحدة، التي ستؤول له كافة المجالات الحياتية، فما بالنا وأن للمصريين في الخارج أدوار أخرى لا تقل – إن لم تزد – عن هذا الدور الذي يجعله البعض الهدف من الهجرة أو العمل في الخارج، وهو تحويل عملة أجنبية، تلك الأدوار التي تشمل أيضا كافة مناحي الحياة.

لا يمكن لي أن أنسى أو أتناسى الدور الهائل للمصريين بالخارج في ثورة الثلاثين من يونيه المجيدة، والتي كان لها أكبر الأثر على نظرة الشعوب الغربية لثورتنا المجيدة، فما أن خرجت جموع الشعب المصري في شوارع مصر وميادينها، رفضا لحكم جماعة الإخوان، حتى قبل الخروج الكبير في الثلاثين من يونيه.

كان هناك مخطط إخواني في الخارج تعمل على تنفيذه دول وجماعات ضغط، ذلك المخطط الذي كان يسعى لمحاصرة مصر من خلال تصوير الثورة المجيدة، بانقلاب عسكري، وانتشرت تلك الفرية انتشار اللهب في الهشيم، ما أكد ظننا الذي كان يقترب من اليقين أن هناك عدة مخططات للنيل من مصر، يتم استخدام المخطط تلو الآخر، وكان على أبناء بل بالأحرى جنود مصر في الخارج أن يقوموا بدورهم وأن يؤدوا ما عليهم من واجب تجاه وطن عاش فيهم رغم مغادرة أجسادهم إياه.

وقدم مصريو الخارج المثل في الانتماء، ووقفوا في خندق الشعب في الداخل وتصدوا لتلك المخططات، التي كانت تدبرها وتديرها جماعات الإخوان، وكل من تركيا الأردوغانية وقطر، ومكتب الشرق الأوسط بالإدارة الأمريكية، ورسموا المشهد في الخارج بنفس الفرشاة التي رسم بها مصريو الداخل مشهد ثورتنا المجيدة، وكانت النتيجة مذهلة، حينما تضافرت الجهود الرسمية مع الشعبية، فعلم المواطن الغربي البسيط الصورة الحقيقية، وأُجْبِرَ صانع القرار على الاعتراف بالحدث الأهم بالشرق الأوسط في القرن الواحد والعشرين وهو الثورة المصرية المجيدة في الثلاثين من يونيه.

وتمر الأيام تعقبها الشهور، وتتوالى السنون، ويحتفل المصريون بذكرى ثورتهم الخامسة، حيث أكد المصريون في أوروبا على اعتزازهم الكبير بثورة الثلاثين من يونيه، كما عبروا عن فخرهم بها في ذكراها الخامسة، باعثين من خلال الاحتفالات التي أقامتها الجاليات المصرية رسالة قوية للعالم الغربي على أنهم يقفون صفا واحدا خلف القيادة السياسية متمثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي هو أيقونة الثورة، ورسالة أخرى للمصريين في الداخل بأن اشقاءهم في الخارج لن يتركوهم وحدهم في بناء دولة الثورة.

فلقد استعدت الجاليات المصرية لإقامة الاحتفالات بثورة الثلاثين من يونيه، وذلك بالتزامن مع احتفالات المصريين في الداخل، حيث تم حجز الميادين الأوربية لتشهدها، فوجدنا في فرنسا – على سبيل المثال - مجهودا كبيرا من أبناء الجالية شارك فيه الزميل عبد الحميد نقريش منسق حملة مواطن لدعم الرئيس في فرنسا الحملة الرسمية للرئيس عبد الفتاح السيسي والتي تَشرَّفْتُ أني منسقها في القارة الأوربية، فرسموا مشهدا - يوم السبت الماضي - مصريا مبدعا.

ذلك المشهد الذي امتد عبر القارة في العديد من دولها إن الاحتفالات المصرية الكبيرة في أوروبا هذا العام والتي جاءت بعد احتفال نفس الجاليات بفوز الرئيس عبد الفتاح السيسي قائد ثورة الثلاثين بولاية رئاسية ثانية، إنما أكدت ذلك الترابط العضوي بين المناسبتين، فالرئيس السيسي جاء للحكم بعد أن ضرب المثل في الوفاء للشعب حينما حماه من بطش جماعة الإخوان، فما كان من الشعب إلا أن حَمَلَه على حمل رسالة الثورة لبناء مصر الحديثة، فما كان منه إلا أن لبّى، وأخذ يسارع الزمن في ذلك البناء، باستنهاض همم المصريين، الذين لا يرضون لبلدهم إلا تبوأ المكانة التي بها تليق.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط