الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وبدأت قرارات الوزراء الجدد !!!


هل كانت فكرة إذاعة السلام الجمهورى بالمستشفيات وليدة لحظة ؟
هل كانت من بنات أفكار سيادة الوزيرة ؟ أم كانت اقتراح من أحد مستشاريها، والذى حتما كان يبحث عن مصلحتها ؟
كم مستشفي لدينا تملك إذاعة داخلية، أو نظام صوتيات ؟ أم فى وقت محدد سيتم تشغيل النشيد علي التليفون المحمول فى كل غرفة ؟
الحقيقة تلك أسئلة راودتنى عندما سمعت خبر إتخاذ السيدة وزيرة الصحة قرارا بإلزام المستشفيات إذاعة السلام الجمهورى يوميا، ولكنى بعد تفكير قليل عدت لأقول إنتظرى تأكيد الخبر، لابد أن ذلك مجرد إشاعة (فيس بوك)، ولكن وبكل أسف فقد تأكدت من صحة القرار وكانت هذه هى المفاجأة الحقيقية!!!
وكلما كان يمر الوقت، تزداد السخرية علي مواقع التواصل الإجتماعى، هناك من يسخر من القرار، ومن يسخر من مستوي وزرائنا، وفئة أخري إنتهزت الفرصة للإستهزاء من كل شيء حتي نشيدنا الوطنى نفسه، بالتأكيد تلك الفئة الرافضة أصلا لفكرة الوطن، والمعنية بتصدير اليأس والإحباط فى كل خبر وتحويل كل قرار لشيء تافه ومحاولة إقناع المجتمع بعدم جدواه، تلك فئة ضالة من الأصل .
أهنئك سيادة الوزيرة لأنك قد أهديتى تلك الفئة الفاقدة لمعني الوطن صيد ثمين تستطيع أن تطهو عليه وليمة كفيلة بكسب محبين جدد لها !!
وأما أمثالى من عاشقين تراب بلدى فإننا نقاوم شعورنا بالإحباط من أشياء كثيرة ومنها بالتأكيد حالة القطاع الصحى فى وطننا، بداية من قلة النظافة و الحيوانات الأليفة التى تقاسم المرضي مستشفيات الحكومة وشكل و هيئة و معاملة التمريض و المرضي المفترشين الأرض نظرا لقلة عدد الأسرة، هذا إن تواجد السادة الأطباء بالمستشفي أصلا!
سيادة الوزيرة اذهبى لمستشفي عام و حاولى أن تقنعى أحدهم أن يترك ما يفعله خارج نطاق العمل لينتبه لعمله أو لطلبك، إن كان يقرأ بالمصحف فتأكدى أنك ستعلنين إسلامك بعد نظرة الازدراء التى ستنالينها منه (رغم أن العمل عبادة)، وإن كان يتناول الفطور، فبكل سخافة سيجيبك( تعالى بعد شويه) ولا أخفى علي سيادتكم أنه مازال هناك من يعملون بجد.
السؤال هنا: أى الفئتين قصدتى تقوية روح الانتماء فيه؟
من مات أو كاد يموت بداخله شعوره الإنسانى؟ أم من يقاوم من أمثالى حبا وانتماء لهذا الوطن ؟
إسمحى لى أن أسألك كيف إستطعتم سيادتكم القفز علي كل مشاكل الصحة و أوجزتيها فى السلام الوطنى!!
تعالي لنتخيل شكل المريض النائم أرضا وزجاجة المحلول معلقة علي مسمار أكله الصدأ بجانبه وهو ممتلئ بمشاعر حزن وألم ويلعن ظروفه التى أتت به لهذا المكان وفجأة يستمع للنشيد الوطنى ! هل حقا سيزداد إنتمائه، أم سيكون له رد فعل آخر نحن فى غني عنه .
الانتماء للوطن يتطلب العمل الجاد، أفكار نحو حل مشكلات حقيقية، توفير لمزيد من إحتياجات المواطن، إلزام العاملين بقواعد النظافة الشخصية ونظافة الزى و نظافة المكان و الالتزام بالزى.
الانتماء لا يعنى البحث عن ما يشهرنا أو ما يدغدغ مشاعر من حولنا لأننا شعب تحصننا بما فيه الكفاية، وأصبح لدينا ردود أفعال حقيقية وقاسية وعنيفة تجاه قرارات مثل تلك، بل وأصبحنا لا نستطيع حسن الظن بأصحابها.
الإنتماء يعنى أن تنتبهم سيادتكم أن الإدارات الطبية وإدارات المستشفيات سوف تعقد اللجان وتتخذ القرارات بتشكيل لجان أخرى لشراء وتوريد وتركيب وصيانة نظم سمعية لتنفيذ قرارات سيادة الوزيرة التى لا تستطيع أن لا تنفذها.
وما يتبع ذلك من أعمال حفر ثم محارة ثم دهان ثم صيانة الدهان .... إلخ .
من سيتحمل تلك التكاليف، ومن الذين سيتم إختيارهم داخل اللجان، وما مبالغ المكافآت التى ستصرف، هذا إن لم ندخل فى فساد المناقصات وخلافه.
سيادتكم هل كنتى تعلمين تلك التوابع، إبحثى عن صاحب الإقتراح، أم أنه كان من بنات أفكار سيادتكم ؟
الحقيقة أن أصحاب القرارات هم من جعلونا ودون خجل نتطاول و ننقد قراراتهم، ونتشكك فيها، على الرغم من إيمانى بالتخصص.
هل من رد فعل لصاحب الاختيار!!!
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط