الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عفوًا معالي وزيرة الصحة


تفضلتي مشكورة بإصدار قرار بإذاعة السلام الجمهوري بجميع مستشفيات مصر بالإضافة إلي قسم الأطباء حتي تقوي لديهم روح الانتماء، ربما يكون الهدف سامي، ربما خبرة معاليكم في مجال الطب البشري وما عاصرتيه علي مر الأيام أثارت لديك الرغبة في تنمية روح الانتماء لدي زملائك في مجال الطب البشري وغيرهم من العاملين في مجال الأمن والنظافة والتمريض والتغذية وغيرهم.

بالطبع الشعور بالانتماء يحتاجه الكثيرون من طبقات الشعب المختلفة حتي يستوعب الجميع معني الوطن وأهميته وكيفية الحفاظ عليه باعتباره أمانة يحاسبنا الله جميعًا عليها، فالوطن قبل أن يكون أرض وسماء ، الوطن مواطن يتمتع بالروح والحياة يحتاج للآخر مدي الحياة حتي يستطيع أن يحيا وينهض ويتقدم ويعلو بين الأوطان، فأرض بلا مواطن لا قيمة لها ولا حياة.

ولكن أعتب علي معالي الوزيرة الطبيبة التي لطالما عاصرت معاناة العمل في المستشفيات الحكومية ولطالما مرت عليها العديد من الحالات الحرجة من الفقراء غير القادرين علي العلاج ، وعايشت المواطن الحقيقي الذي يحيا علي أرض مصر صاحبة السلام الجمهوري ، هل حقًا ما يحتاجه المريض والطبيب هو سماع السلام الجمهوري أو قسم الأطباء؟ هل حقًا تم التخلص من كل العقبات التي تواجه المريض والطبيب والعاملين في هذا المجال وكل ما ينقصهم اليوم هو سماع السلام الجمهوري؟

استضفت أحد كبار الصيادلة للحديث عن المعوقات التي تواجه قطاع العاملين في مجال الأدوية والنواقص وقضايا الغش وغيرها ، فوجدت أن آخر ما يحتاجه هؤلاء هو سماع السلام الجمهوري، ما يحتاجه حقًا هذا القطاع العريض هو مساندة الوزارة لاحتواء مشاكل القطاع والإسراع في إيجاد الحلول اللائقة حتي لا يبحث أحد المرضي عن دواء ولا يجده.

 ما يحتاجه هؤلاء هو قرار حاسم وسريع من سيادتكم للوقوف علي أسباب المعوقات وطرق التخلص منها، وحينها سوف تقوي لديهم روح الانتماء الحقيقية ، الإحساس بالاحباط معالي الوزيرة لا يعالج بنشيد وطني وقرار لا تراجع فيه لإذاعته، الإحباط المستمر في عدم إيجاد حلول للأزمات في مجالات الطب والصيدلة وغيرها من القطاعات التابعة لهم تحتاج لقرارات سريعة وحاسمة وردع حقيقي للغش في مجال الدواء والتصدي بكل حسم وقوة لتجار الأعضاء البشرية في المستشفيات المتخفية وراء شرف المهنة والتي تعمل علي سلب أرواح أبناء هذا الوطن من الفقراء والغير قادرين علي إعالة أنفسهم.

معالي الوزيرة الفاضلة، هل يحتاج المريض في المستشفيات إلي الهدوء والراحة والسكينة أم يحتاج وهو علي فراش المرض سماع السلام الجمهوري بصوت مرتفع قد يفزع النائم ، ويوتر المريض الذي يعاني في العناية المركزة ، المريض يحتاج للهدوء النفسي والتداوي الحقيقي والوجوه المبتسمة ، وليس لسماع السلام والقسم. المريض يحتاج للاحتواء والطمأنينة وبث الأمل في الشفاء ، ربما تأتي خطوة السلام الجمهوري في النهاية بعد الانتهاء من كل الأزمات التي تواجه القطاع، ربما وقتها يشعر الطبيب والمريض بالفخر لأنه ينتمي إلي وطن عظيم يحتويه عن حق ويحقق له جميع آماله ويؤمن له مستقبله.

أوافقك معاليكم الرأي أن رسولنا الكريم قد أرشدنا جميعًا إلي طرق آمنة للتداوي ومنها الصدقات كما جاء في حديثه صلي الله عليه وسلم ، ولكن قبل أن ندعو المواطن المصري للتداوي بالصدقة يجب علي الجميع أن يؤدي دوره الحقيقي ويحقق المرجو منه بما يرضي المولي عز وجل، العمل عبادة وأمانة وقد روي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ فَالْإِمَامُ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالرَّجُلُ فِي أَهْلِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالْمَرْأَةُ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا وَالْخَادِمُ فِي مَالِ سَيِّدِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ)) فالمسئولية تأتي أولًا في توفير العلاج الآمن ثم تأتي من بعدها الصدقات ، قد يحتاج المريض لدعوة للشفاء وليس لصدقة ولكن هذا الأمر بينه وبين ربه لا يمكن أن نتدخل فيه جميعًا كل ما علينا أن نتحمّل مسئولية الرعية كل منا في مجاله ونترك الصدقة والدعاء للمولي عز وجل هو الشافي المعافي.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط