الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قبيل لقاء ترامب وبوتين.. القمم الأمريكية الروسية مواقف عصيبة مضحكة غيرت ملامح العالم.. مؤامرة هددت حياة روزفلت وستالين.. ويلتسين تجول بملابسه الداخلية في واشنطن.. صور

أول قمة أمريكية روسية
أول قمة أمريكية روسية عام 1943

-القمم الأمريكية الروسية بدأت إبان الحرب العالمية الثانية عام 1943
-روزفلت نبه تشرشل إلى "سوستة" بنطاله المفتوحة بحضور ستالين
-يلتسين تجول مخمورًا بملابسه الداخلية في طريقه إلى مطعم بيتزا بواشنطن
-بوتين لم يعقد قمة ثنائية مع أوباما لهذا السبب


يترقب العالم انعقاد لقاء القمة المرتقب بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين في العاصمة الفنلندية هلسنكي الاثنين المقبل، فيما تتواصل تحقيقات اللجنة الأمريكية الخاصة برئاسة مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي السابق روبرت مولر، حول التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

وبحسب صحيفة "إندبندنت" البريطانية، فإن القمة المرتقبة ستكون الحلقة الأخيرة - إلى حين - من سلسلة قمم قديمة بين الزعماء الأمريكيين والروس، بدأت إبان الحرب العالمية الثانية، ولعب بعضها دورًا في تغيير مجرى التاريخ.

وكان لقاء القمة الثلاثية بين الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت والزعيم السوفيتي جوزيف ستالين ورئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل في نوفمبر 1943 بالعاصمة الإيرانية طهران، هو الاول بين ثلاثة لقاءات جمعت زعماء القوى العظمى للحلفاء خلال الحرب، حيث اتفق الزعماء الثلاثة خلال لقائهما الأول على فتح جبهة جديدة ضد ألمانيا النازية لاستنزاف جيشها.

وحاول عميل المخابرات النازية الألمانية أوتو سكورزيني نسف مقر السفارة الروسية في طهران، التي استضافت الاجتماع، غير أن ضابط المخابرات السوفيتي "كي جي بي" جيفورك فارتانيان أحبط المحاولة بعدما تلقى بلاغًا بها من العميل السري نيكولاي كوزينتسوف.

وقالت "إندبندنت" إنه في إحدى لحظات الاجتماع الثلاثي، لاحظ الزعيم السوفيتي ستالين، المتشكك بطبعه، أن روزفلت مرر قصاصة من الورق لتشرشل، فما كان من ستالين إلا أن طلب من مدير جهاز المخابرات الداخلية السوفيتي إيفان أرجايانتس أن يعرف فحوى المكتوب بالقصاصة، واتضح فيما بعد أن روزفلت كتب لتشرشل "سيدي، سحّاب (سوستة) بنطالك مفتوح".

والتقى الثلاثة لكبار مرة أخرى في منتجع يالطا على البحر الأسود بشبه جزيرة القرم في فبراير 1945، لمناقشة ترتيبات ما بعد الحرب العالمية الثانية وهزيمة ألمانيا النازية، وحينها طلب روزفلت من ستالين الدعم في مواجهة الجيوش اليابانية في المحيط الهادي (قبل هزيمتها)، وتم خلال القمة توقيع إعلان أوروبا المحررة.

وبعد خمسة شهور التقى زعماء القوى العظمى مرة ثالثة في بوتسدام، وهذه المرة اتحدت بريطانيا والولايات المتحدة ضد روسيا ومحاولتها تنصيب نظم حكم شيوعية في بولندا وتشيكوسلوفاكيا ورومانيا وبلغاريا والمجر، لكن في هذه القمة كان هاري ترومان قد خلف روزفلت كرئيس للولايات المتحدة، وكان كليمنت أتلي هو رئيس الوزراء البريطاني خلفًا لتشرشل.

وخلال هذا الاجتماع وافق الحلفاء على شروط استسلام اليابان، فقط ليأمر ترومان بعدها بخمسة أيام بضرب اليابان بقنبلتين نوويتين.

وفي 19 يوليو 1955، التقى الرئيس الأمريكي دوايت أيزنهاور مع رئيس الوزراء السوفيتي نيكولاي بولجانين ورئيس الوزراء البريطاني أنتوني إيدن والرئيس الفرنسي إدجار فاور، في العاصمة السويسرية جنيف، لمناقشة الأمن العالمي في العصر النووي، حيث اعتُبرت القمة ناجحة وأشاعت مناخًا من التفاؤل بشأن إمكانية تخفيض وتيرة التسلح النووي للقوى العظمى.

وفي 15 سبتمبر 1959، كان الزعيم السوفيتي نيكيتا خروشوف أول رئيس روسي يطأ أراضي الولايات المتحدة، حيث اجتمع مع أيزنهاور في منتجع كامب ديفيد بولاية ماريلاند الأمريكية.

لكن نتائج القمة فسدت حين أسقط الاتحاد السوفيتي طائرة تجسس أمريكية وأسر طيارها فرانسيس جاري باورز، الذي تمت مبادلته مع الجاسوس السوفيتي الذي كان مسجونًا لدى الولايات المتحدة رودلف آبل.

وبسبب ضغوط المتطرفين البلاشفة في الاتحاد السوفيتي على خلفية قضية طائرة التجسس الأمريكية، ألغى خروشوف قمة جماعية كان من المقرر أن يلتقي خلالها مع أيزنهاور ورئيس الوزراء البريطاني هارولد ماكميلان والرئيس الفرنسي شارل ديجول، في مايو 1960.

ومع ذلك، التقى خروشوف مع الرئيس الأمريكي جون كينيدي في يونيو 1961 بفيينا، وكانت قمة سيئة فشل خلالها كينيدي في إقناع خروشوف بالانضمام إلى معاهدة منع التجارب النووية، وثارت خلافات بينهما حول السيادة في ألمانيا الشرقية، التي كانت تحت الإدارة السوفيتية وقتها.

وغادر كينيدي الاجتماع في حالة عصبية، بعدما سخر خروشوف من عملية "خليج الخنازير" الأمريكية الفاشلة لتدبير انقلاب على الزعيم الشيوعي الكوبي فيدل كاسترو.

كانت القمة الأمريكية الروسية التالية هي التي جمعت الرئيس الأمريكي ليندون جونسون مع رئيس الوزراء السوفيتي أليكسي كوسيجين في يونيو 1967، على هامش اجتماع للأمم المتحدة حول حرب 1967 بين العرب وإسرائيل.

وفي أوائل السبعينيات، جمعت ثلاثة لقاءات، اثنان منهما في موسكو والثالث في واشنطن، بين الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون ورئيس الوزراء السوفيتي ليونيد بريجنيف، اللذين وقعا خلال لقاءاتهما تلك عددًا من الاتفاقات، بينها معاهدة منع انتشار الصواريخ الباليستية، واتفاقية منع الحرب النووية.

لكن فضيحة "ووترجيت" التي أجبرت نيكسون على الاستقالة حالت بينه وبين عقد قمم أخرى كان يخطط لها مع الزعماء السوفيت. أما الرئيسين التاليين، جيرالد فورد وجيمي كارتر، فعقدا قممًا مع بريجنيف في فيلاديفوستوك وهلسنكي وفيينا، ركزت هي الأخرى على الحد من التسلح ومباحثات الأمن الدولي.

وشهد عقد الثمانينيات لقاءات قمة كانت ثمرة التقارب الشخصي بين الرئيسين الأمريكي رونالد ريجان والسوفيتي ميخائيل جورباتشوف، فقد آمن ريجان بأن الطريقة الوحيدة لكسر دائرة توازن الرعب والتهديد المتبادل بالتدمير بين القوتين العظميين هي التقارب الشخصي بين زعيميهما.

وقال ريجان لجورباتشوف خلال قمتهما الأولى في نوفمبر 1985 بفيينا إن "الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي هما القوتان العظميان في الأرض، وهما الدولتان الوحيدتان القادرتان على إشعال الحرب العالمية الثالثة، لكنهما أيضًا الدولتان الوحيدتان القادرتان على تحقيق السلام في العالم".

وفي العام التالي 1986 بالعاصمة الأيسلندية ريكيافيك، اتفق ريجان وجورباتشوف خلال قمتهما الثانية على الحاجة إلى خفض حجم الترسانتين النوويتين الأمريكية والروسية، لكن ريجان رفض طلب جورباتشوف بأن تتخلى الولايات المتحدة عن برنامج الدفاع الاستراتيجي، الذي نقل سباق التسلح بين القوتين إلى الفضاء.

أما القمة الثالثة بين ريجان وجورباتشوف في 8 ديسمبر 1987 في واشنطن، فهي التي شهدت توقيع معاهدة القوى النووية متوسطة المدى، التي اتفق خلالها الطرفان على وقف إطلاق الصواريخ الباليستية من على اليابسة.

والتقى ريجان بجورباتشوف للمرة الرابعة في موسكو في مايو 1988، ثم عقدا قمتهما الخامسة الأخيرة في نيويورك بعد خمسة أشهر.

وانعقدت القمة الأولى بين جورباتشوف والرئيس الأمريكي جورج بوش (الأب) في ديسمبر 1989، على متن سفينة حربية سوفيتية قرب سواحل مالطا بالبحر المتوسط، ولذلك عرفت باسم "قمة الماء المالح"

واستمر جورباتشوف في العمل مع بوش، خلال ست قمم تالية، حول قضايا منع انتشار الأسلحة الكيماوية، والغزو العراقي للكويت، إلى أن تفكك الاتحاد السوفيتي عام 1991.

كانت العلاقات بين أول رئيس روسي بعد تفكك الاتحاد السوفيتي بوريس يلتسين والرئيس الأمريكي بيل كلينتون جيدة، لكن موقفًا في غاية الغرابة وقع حينما زار يلتسين البيت الأبيض في 1993 لإعلان التزام بلاده بالديمقراطية.

فقد ذكر المؤرخ الأمريكي تايلور برانش، في كتابه (تسجيلات كلينتون) الصادر عام 2009، أن يلتسين كان يتصرف على نحو غريب، حيث كان يتناول الخمر بإفراط حتى يفقد التحكم في تصرفاته، وقد عثر عليه رجال الأمن خارج مسكنه وهو يرتدي ملابسه الداخلية ويحاول إيقاف سيارة أجرة كي يذهب إلى مطعم ويتناول "البيتزا".

أما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فقد عقد ثلاث قمم مع الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش (الابن)، لكنه لم يلتق قط بالرئيس السابق باراك أوباما في لقاءات قمة رئاسية ثنائية، حيث كان رئيس الوزراء الروسي الحالي ديمتري ميدفيديف يشغل منصب الرئيس حين انعقدت القمة الأمريكية الروسية في 8 أبريل 2010، وهو الذي اجتمع بأوباما.

وخلال لقائهما الأول في مدينة ليوبليانا بسلوفينيا في 16 يونيو 2001، أطلق بوش تصريحه الشهير الذي قال فيه إنه نظر إلى بوتين في عينيه ووجده إنسانًا مستقيمًا وجديرًا بالثقة. لكن الأمور ساءت بعد ذلك بين الدولتين - وبين الرجلين بالتالي - بسبب موقف موسكو المعارض لاستراتيجية واشنطن في الحرب على الإرهاب، والرفض الأمريكي للتدخل العسكري الروسي في جورجيا عام 2008.

وفي 2016، تقابل بوتين مع أوباما على هامش قمة مجموعة العشرين في مدينة هانشو الصينية، حيث أعرب أوباما عن مخاوفه بشأن وجود أزمة ثقة بين القوتين العظميين، خاصة فيما يتعلق بالأمن السيبراني.

وتأتي قمة ترامب وبوتين المرتقبة في هلسنكي بينما تتعرض روسيا لحملات من التشكيك والاتهامات بانتهاك حقوق الإنسان في الداخل، والتآمر على الدول الأخرى، خاصة فيما يتعلق بمحاولة اغتيال ضابط المخابرات الروسي السابق سيرجي سكريبال وابنته يوليا في بريطانيا باستخدام غاز أعصاب، وكذلك التدخل للتأثير على اتجاهات الناخبين خلال الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016 التي فاز بها ترامب.