الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هند العربي تكتب: لعنة المصريين!!

صدى البلد

هل حقا هناك ما يسمى "لعنة القدماء المصريين"، وأن تلك اللعنة لأي شخص كان يزعج مومياءً لشخص مصري قديم فعليه لعنة، أي تحل على من تغضب عليه وتظل تطارده!! قصص وأساطير كنا نسمعها وكدنا نصدقها ونحن صغار، ولكن من الغريب فى الموقف أن الأمر بات يشبه الحقيقي الذي يداهمنا لنصدق أن اللعنة بالفعل قد حلت على بعض المسئولين من داخل حكومتنا الجديدة الموقرة!!

فمع قرار رفع زيادة سعر تذاكر المترو والتي على أثرها اعترض العديد والعديد من الكادحين ومتوسطي الحال على التعريفة الجديدة، والتي من المفترض أنها جاءت لتحسين الخدمة وإكمال بعض الإصلاحات، فوجئ الجميع بعد فترة بسيطة بحادث انحراف عربات المترو بالمرج، ومنها إلى انقلاب عربات القطار المتجه من القاهرة إلى قنا، الحادث الذي وقع في المرازيق بالبدرشين وإصابة العشرات، ليخرج علينا وزير النقل بتعليق عقب الحادث واعترافه بأنها ثالث مرة تحدث في نفس المكان، أي أن الخلل واضح ومعلوم!!

وإن كنت أتعجب وأستاء من شماتة البعض ممن لا أقر أنهم مصريون قلبا وقالبا، بل أشك في طبيعة جنسيتهم، ممن يشمتون ويفرحون في الحوادث والمصائب التي تصيب البلاد، وآخرها حريق مصنع للبتروكيماويات قرب مطار القاهرة الدولي، فلا شك أننا نعيش في وطن ونحتوي بترابه وبطبيعة الحال المصائب التي تحل به تصيبنا، وإن كان لا ينفي أن ما يحدث وكأنها لعنة وحلت، في ظل فشل واضح لا تعقبه أي مبررات غير أن المسئولية أكبر من المسئول!!

وبعيدا عن انعدام المسئولية يأتي ماهو أكثر، بعض التصريحات المستفزة وآخر ما تفوه به بعض السادة المسئولين الحاليين حيال مصلحة المواطنين ومع أول قرارات تتخذها كل وزارة، كانت الفاجعة، مثال تصريح لوزيرة الصحة من إقرارها بإذاعة النشيد الوطني في جميع المستشفيات والقسم للأطباء من أجل تعزيز الوطنية، وأي وطنية سيادتها تقصد الانتماء إلى الوطن أعزز مما تصف، فهل يرتبط الانتماء بالأناشيد والأغاني أم بالعمل والوفاء والمسئولية التي وكلت لصاحبها والعمل والتضخية من أجل ذلك الوطن!!! فقد تركت سيادتها شكوى المرضى من نقص الأدوية وإهمال الأطباء ومستشفيات ضعيفة الإمكانيات، وأطفال ومرضى تتعرض للخطر بسبب عدم توفير سرير في الرعاية، وغيره، وأقرت بسماع الأناشيد!!

ومن وزيرة الصحة إلى وزير التموين، فالأمر لن يختلف كثيرا، لنرى منظومة التموين ولما تحتويه من مشاكل خاصة ببطاقات التموين والخبز ومشاكل المواطن مع منافذ البيع وتوفير بعض السلع من عدمه ومنع إضافة المواليد الجديدة، كل ذلك يتجاهلها المصيلحي كالعادة ليتفرغ بل ويكتفي بإضافة الفيتامينات على رغيف الخبز!! وأي خبز يا سادة المليء بالفيتامينات لتغذية المواطن، وإن فكرنا قليلا بحسن النية ممن الممكن أن نرى أن الوزير كان في نيته تعويضه عن نقص البروتينات على طاولة الفقير بالفيتامينات من أجله إصحاحه!!!

ففي حقيقة الأمر؛ كان أولى من أن يتصدروا لتصريحات وقرارات تثير من عضب الكثيرين لا قيمة لها، الاهتمام بمصلحة المواطن وبناء الدولة، وبناء المجتمع ليس ارتجاليا، والوزارة ليست محل تجارب فهي مرحلة تنفيذية، وأين الرقابة التشريعية وأعضاء البرلمان من كل هذا!!! فلنترك الشعارات والسلام الجمهوري إلى جانب ولنعمل ما ينفع مصر وأهلها، وبدلا من أن نطلق الشعارات نعلم الموظفين كيفية المعاملة الحسنة للمواطنين فهذا أكبر دليل على المواطنة وحب البلاد والانتماء.

فالتثقيف السياسي ورفع روح الانتماء للوطن له مؤسساته المنوط بها لرفع روح الانتماء للوطن، فلندع هذه المؤسسات بإنماء الروح الوطنية للمجتمع، ولنبتعد عن العبارات الرنانة التي وإن أكدت لا تؤكد على رفع روح الإنتماء، وإنما عن افتقاد لبرنامج واضح واستراتيجية جيدة تعمل على أرض الواقع، ومن الواجب والمعروف على كل مسئول قبل أن يصدر أي قرار أن يدرسه جيدا.

وأخيرا، لم أدرك حقا ما يحدث لنا وما شهدناه فقط في بضعة أيام من حوادث وحرائق كما يصفونه البعض "لعنة المصريين"، أم أن المصريين هم من حل عليهم اللعنة من قرارات وتصريحات المسئولين!!! ولكن ما نتمناه في النهاية أن يرفع الله الغمة ويحفظ بلادنا أرضا وقيادة وشعبا من كل شر وتدبير.