الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فضيحة رويترز التي عملت بها


أظهر تحقيق لمنظمة "انترسيبت" الإعلامية الأمريكية مؤخرًا، أن أزمة شديدة تواجه مؤسسة طومسون رويترز، بسبب إبرام عقد يقدر بملايين الدولارات مع إدارة الهجرة والجمارك الأمريكية وشرطة الهجرة (آيس) للكشف عن المهاجرين غير الشرعيين.

وأكدت تحقيقات صحفية للمنظمة أن مؤسسة طومسون رويترز، الشركة الأم لخدمة وكالة الأنباء "رويترز"، قدمت خدمات خاصة لتزويد شرطة الهجرة ICE ببيانات حول المهاجرين كجزء من عقد اتحادي يقترب من 30 مليون دولار.. ووفقًا للتحقيقات، فإن تلك الخدمات تتمثل في "تحديد هوية الأجانب ومكان تواجدهم".

يُذكر أن مراسلي وكالة رويترز قد شاركوا في تغطية مكثفة وحاسمة للمعاملة القاسية للمهاجرين المحتملين بموجب السياسات التي وضعها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.. وفي هذه الأثناء، قامت رويترز بتزويد إدارة الهجرة والجمارك في الولايات المتحدة ببيانات حول المهاجرين.

يؤكد موقع "انترسيبت" أن منظمة "الخصوصية الدولية"، وهي مجموعة مراقبة، أرسلت خطابًا في الأسبوع الماضي إلى الرئيس التنفيذي لشركة طومسون رويترز جيمس سميث للتعبير عن القلق بشأن تلك العقود المبرمة بين إدارة الهجرة ICE واثنتين من الشركات التابعة لها. فشركة طومسون رويترز تبيع لـ ICE خدمة مراقبة وتنبيه مستمرة كما توفر بيانات فعلية لدعم تحديد أماكن الأجانب وهويتهم كجزء من عقد بقيمة 6.7 مليون دولار.. أما شركة West Publishing، وهي شركة تابعة أخرى، توفر لـ ICE “الالتزام بالاحتجاز والترحيل” للمهاجرين.. هكذا باعت رويترز بيانات المهاجرين للشرطة الأمريكية

حقيقة أشعر باستياء أقرب لعدم التصديق، فوكالة رويترز كانت محطتي الثانية بعد وكالة أنباء أسوشيتيد برس العالمية التي عملت بها في الخارج، كمتدربة في بداية عملي الصحفي، وقد تعلمت فيها الأخلاق الصحفية والمهنية في الأداء والحيادية والدقة وأهمية المحافظة على المصادر إذا توجّب الأمر.

رويترز هي وكالة أنباء عالمية لجمع المعلومات المتخصصة للمحترفين في قطاع خدمات المال والإعلام والأسواق العالمية المختلفة.. ويعتبر البعض أن المعلومات التي تقدمها رويترز عالية الخصوصية ومصدر ثقة.. ويبني عليها العديد من متخذي القرارات في العالم قراراتهم.

تأسست رويترز في آخر عام 1851 عن طريق مؤسسها رجل الأعمال الألماني جوليوس رويتر، وقد بدأت بالأخبار المالية، ثم توسعت في عام 1858 لتغطي الأخبار العامة كذلك. ومن الأخبار الأولى المهمة التي غطتها وكالة رويترز آنذاك الحرب الأهلية في الولايات المتحدة الأمريكية بين عامي 1861 و1865.

يقع مقرها الرئيسي في ثلاثة ميدان التايمز بنيويورك، كما تبلغ عائداتها السنوية حوالي 12 مليار دولار وفقًا لإحصاء عام 2011 كما يبلغ عدد العاملين بها 55 ألف عامل مُوَّزعين علي نحو 100 دولة حول العالم.. ما بين مقيم ومراسل.. وفي كثير من الأحيان يكون ذلك على حساب حياتهم، ففي مايو عام 2000 قُتل المراسل الأمريكي كورت شورك، في كمين أثناء أداءه لمهامه في دولة سيراليون.

من كل قلبي: هل نستطيع القول أن البيزنس كان وراء هذه الصفقة؟ لا أعتقد وهذ ا رأيي المتواضع، فما تحققه الوكالة العالمية ليس بالقليل.. كما أنه وفقًا لإحصائية عام 2012، فإن طومسون رويترز أضيفت لقائمة Ethisphere، من الشركات الأكثر أخلاقية للسنة الرابعة على التوالي.. فتُرى من كان وراء هذه الصفقة مع إدارة الهجرة والجمارك الأمريكية وشرطة الهجرة ICE وهل تستحق الصفقة المجازفة من مؤسسة عملاقة في حجم رويترز بسمعتها ومكانتها ومهنتها التي طالما تعلمنا منها الكثير.. أسئلة أعتقد على أصحاب الأمر أن يجيبوا عنها.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط