الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هنا لندن.. هنا الإمام


التعايش والحوار وقبول الآخر"، ثلاث قواعد حاكمة للعمل الكبير الذي يقوم به فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين خلال السنوات الماضية، هذا العمل الذي أعاد طرح رؤية الإسلام الوسطي المعتدل والحقيقي للعالم في ظل هجمة شرسة على الدين الإسلامي يقوم بها للأسف من يدعون الانتماء للدين الحنيف من المتطرفين والدواعش والإخوانجية المجرمين وحلفاؤهم من أصحاب الأجندات المتطرفة والمعادية للإسلام في الغرب.

حضور الإمام أعاد الأمور إلى مسارها الطبيعي في العلاقة بين الإسلام والغرب خلال سنوات قليلة، وأصبح للعالم الإسلامي رمز حقيقي يحمل رسالة الدين الحنيف الحقيقية للعالم بعد اختطافه على يد تنظيم الإخوان الإرهابي واخواته من التنظيمات الإرهابية.

هذا الحضور لمسه الجميع في الزيارة الأخيرة لفضيلة الإمام الأكبر للندن، فالجميع هنا يتحدث عن عبقرية الإمام ولا يخلو أي حديث على هامش منتدى شباب صناع السلام الذي تستضيفه العاصمة البريطانية، فالإمام نجح في جسر الهوة بين العالم الإسلامي والغرب التي بدأت في الاتساع منذ الهجمات الإرهابية في 11 سبتمبر 2001، وصعود المتطرفين إلى خشبة مسرح الأحداث العالمية واستغلال البعض في الغرب من الدواعش والإخونجية للدعاية لصورة المسلم الإرهابي وإشعال العداء والفتنة..

فرق شاسع بين صورة الدواعش القتلة ومظاهرات اليمين المتطرف في الغرب ضد المهاجرين المسلمين وبين صورة لقاء فضيلة الإمام الأكبر والدكتور جاستن ويلبي كبير أساقفة كنيسة كانتربري في مطار هيثرو.. صورة تعكس لقاء العقلاء من أبناء الأديان السماوية ورحابة البحث عن المشترك من أجل سلام الإنسانية.

والصورة الثانية كانت في لقاء فضيلة شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين مع الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانية في قلعة وندسور التاريخية.. ففي هذا اللقاء أعاد الإمام الأكبر التأكيد على حمله لرسالة السلام والمحبة إلى العالم، مشددًا على أن الأزهر الشريف يفتح نوافذ الحوار والتواصل مع الجميع سعيًا لترسيخ قيم التعايش والحوار وقبول الآخر.

إن الإمام الأكبر هو حامل راية الوسطية والتعايش في العالم الإسلامي فهو الرمز الذي جاء في اللحظة المناسبة للحيلولة دون اختطاف صورة الإسلام في العالم على ايدي المتطرفين بل أصبح حجر زاوية لتعزيز الاستقرار والسلام العالمي..

إن فضيلة الإمام الأكبر عندما يقبل الإقامة خلال وجوده في لندن بقصر لامبث مقر اسقفية كانتربري إنما يبعث برسالة إلى العالم والمسلمين أننا جميعًا أخوة في الإنسانية وأن الدين الحنيف رسالته الحقيقة هي السلام وليس الدمار والقتل كما يزعم المجرمون من الدواعش والإخونجية.

هنا في لندن تشعر بالفخر لوجودك في حضرة الإمام الأكبر، فالجميع ينتظر أن يلتقي ويتحدث مع شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين، والرجل بتواضعه الجم يلبي دعوة الكثيرين متحدثا بابتسامته الكاريزمية عن سماحة الإسلام وقادرًا على نقل رسالة الدين الحنيف بأبسط الكلمات التي تحمل في عمقها فلسفة رجل علم ورجل دين وإنسان مسلم متواضع لا يبحث سوى عن رضا الله سبحانه وتعالى ونشر قيم الإسلام العظيمة في العالم.

إنك هنا في لندن بجانب الإمام الأكبر تتعلم كل لحظة كيف يكون الحوار مع الآخر وما هي قيم التعايش، ليس بالكلمات فقط ولكن بكل تصرف بسيط، فالدرس هو أن المسلم الحقيقي هو الذي يدعو للإسلام بتصرفاته وأخلاقه وليس بالخطابة الرنانة والترهيب ونشر الخوف والفزع بين الناس.

إن زيارة الإمام الأكبر إلى لندن بها الكثير من الدروس التي تعلمتها شخصيًا، فهذا الرجل العظيم يمثل مدرسة للاعتدال والإنسانية والأخلاق، ولا تزال كلمة صديق هنا ترن في أسماعي عندما هبطت طائرة شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين في مطار هيثرو عندما قال "هنا لندن .. هنا الإمام".
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط