الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

متفوقون لكن راسبون.. مخترعة نظارة المكفوفين تفاجأ برسوبها في الثانوية بمدرسة stem.. وتؤكد: حصلت على 84% لكن نظام التقييم ليس رحيما.. ودراستنا كلها معاناة وآخرتها إعادة السنة

صدى البلد

حالة من الحزن والصدمة أصابت الطالبة رؤى طه التي تدرس بالصف الثالث بمدرسة المتفوقين في العلوم والتكنولوجيا بالإسماعيلية، بعد أن حصلت على مجموع 84%، ولكنها راسبة ومجبرة على إعادة السنة.

حكاية رسوب 44% من دفعة 3 ثانوي بسبب "نظام التقييم"
حكت رؤى قصتها قائلة: "النجاح فى مدارس المتفوقين ليس بالمجموع، بل يعتمد على أن يكون الطالب حاصلا على أعلى من نسبة 60% من درجة فى الورقة الواحدة وليس المادة الواحدة".

وأوضحت رؤى أن طلاب مدارس المتفوقين يمتحنون فى كل مادة امتحانين "يعنى عندنا 14 ورقة بنمتحنها"، وأضافت: "إذًا أي طالب فشل في الحصول على أكثر من 60% من درجة الورقة الواحدة بسبب سؤال أو سؤالين بيشيل المادة كاملة"، وهنا إذا رسب الطالب في مادة أو اثنين يمكنه أن يمتحنهما في الدور الثاني.

وتابعت: "أما لو الطالب رسب في أكثر من مادتين يصبح راسبا تماما ومجبرا على إعادة السنة كلها".

وأكدت رؤى أن المجموع النهائي لدرجات طالب مدرسة المتفوقين يحسب بناءً على درجات الأسئلة التي نجح الطالب في الإجابة عليها بشكل صحيح، بالإضافة إلى مجموع المشروع العلمى الذي قدمه الطالب، بالإضافة إلى مجموع أعمال السنة والحضور.

وقالت إن نظام تقييم الطلاب بمدارس المتفوقين نظام لا يعقله إنسان رحيم، مؤكدة أن نصف الدفعة راسبون بملاحق وبعضهم سيضطر لإعادة السنة رغم أن جميعهم متفوقون.

ندمنا على الالتحاق بمدارس المتفوقين
وقالت رؤى: "إحنا السنة دي حصل عجايب فى نتيجتنا، وكل واحد فينا ندمان إنه كمل فى مدارس المتفوقين دى، أنا ندمانة إني بنيت عليها طموحاتي في يوم من الأيام".

وأوضحت أن "مدارس المتفوقين فى العلوم والتكنولوجيا بلا مستقبل، وفكرة التعامل مع طلابها على أنهم عباقرة أصابتنا بالإحباط، لأنهم ينسون أننا في الأصل بشر".

وأضافت: "أنا كان كل حلمي أدرس طب بشري وأتخصص مخ وأعصاب بره مصر".

اخترعت نظارة للمكفوفين وأصبحت من الراسبين
وقالت: "عندما دخلت مدرسة المتفوقين، عملت مشاريع مبيعملهاش طلبة التخرج والماجستير"، لافتة إلى أنها اخترعت نظارة للمكفوفين، وشاركت في مسابقات واكتسبت مهارات، واجتهدت وقدمت في منح داخل وخارج مصر.

وأوضحت أن مدارس المتفوقين تأخذ من الطلاب أكثر مما تعطيه لهم، حيث تأخذ منهم جهدا بدون عون أو مساعدة، ومصاريف طائلة للمشاريع العلمية تصل لآلاف الجنيهات.

ظلم في الدرجات وسوء معاملة

وقالت: "عانينا من الظلم في الدرجات، وسوء المعاملة عندما كنا نتأخر 5 دقائق عن موعد الطابور، وعانينا من الشحططة واللف على الجامعات في القاهرة والمحافظات الأخرى للحصول على معلومات خاصة بأبحاثنا ومشروعاتنا".

وأشارت إلى أنه على الرغم من أن مدارس المتفوقين كل دراستها معتمدة على البحث على الإنترنت، إلا أن خدمة الإنترنت كانت سيئة في المدرسة واضطر الطلاب لأن يستخدموا "فلاشات" خاصة يتم شحنها بمئات الجنيهات شهريا.

امتحانات معقدة في مستوى الحاصلين على ماجستير ودكتوراه
وأكدت أنه "بعد كل هذه المعاناة، جاءت الامتحانات صعبة ومعقدة ومن خارج المنهج، وجاءت الأسئلة في مستوى الحاصلين على الماجستير والدكتوراه، وبالتالي كانت النتيجة رسوبا في الثانوية وإعادة السنة، دول ولادك المتفوقين يا مصر!!".

نصيحة بالتحويل من مدارس المتفوقين

وأخيرا وجهت رؤى نصيحة لزملائها الطلاب الجدد: "حولوا من مدارس المتفوقين".

جدير بالذكر أن أولياء أمور الطلاب فى مدارس المتفوقين فى العلوم والتكنولوجيا تجمعوا صباح أمس، الاثنين، فى وقفة احتجاجية أمام مقر مجلس الوزراء احتجاجا على نسبة الرسوب التي تعرض لها طلاب الثانوية بمدارس المتفوقين بعد أن بلغت نسبة النجاح 56% فقط.

وقدم المحتجون ورقة مطالب واستغاثة لمسئولي رئاسة الوزراء - حصل «صدى البلد» على صورة منها - أكدوا خلالها أن الطلاب فوجئوا بأن نسبة رسوب طلاب الثانوية بهذه المدارس وصلت لـ44% رغم أن طلاب هذه المدارس متفوقون وحاصلون على نفس الدرجات في امتحانات القبول.

وطالب المحتجون بتدخل رئاسة الوزراء وإعادة تقييم وتصحيح أوراق امتحانات الطلاب من جانب مستشار المادة، والتحقيق الفوري في كارثة رسوب هذه النسبة الكبيرة من الطلاب، وغحالة مسئولي كنترولات تصحيح امتحانات مدارس المتفوقين للتحقيق، كما طالبوا باحتساب النجاح على الدرجة لنهائية للمجموع الكلي للمادة العلمية وليس على كل جزء في المادة مثلما حدث.

وقال المحتجون إنه لابد من مراجعة الدرجات الخاصة بأعمال السنة والمشروع والامتحانات العملية المرسلة من المدارس للكنترول، وأن يكون التنسيق مرحلة واحدة لكل طلاب مدارس المتفوقين سواء الناجحين أو الراسبين.

ومن جانبه، أكد الدكتور رضا حجازي، رئيس قطاع التعليم العام بوزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، أن نسبة النجاح في الصف الثالث الثانوي بمدارس المتفوقين خلال العام الدراسي الحالي 2017/ 2018، بلغت 56% فقط.

وأوضح "حجازي"، في تصريح خاص لـ"صدى البلد"، أن هذه النسبة أقل من نسبة النجاح التي تم تسجيلها العام الماضي.

وقال إنه من حق طلاب الثانوية بمدارس المتفوقين أن يتقدموا بتظلمات ابتداء من غد ولمدة 30 يومًا مثلهم مثل طلاب الثانوية العامة، بنفس الضوابط المعلنة في هذا الإطار.

وشدد حجازي على أن الوزارة سوف تحاسب كل مدراء مدارس المتفوقين على ضعف مستوى طلابهم بهذا شكل هذا العام.