الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ناصر خليفة يكتب: شيوع الخطاب في لبس وخلع الحجاب

صدى البلد

مازالت قضية "الحجاب" حديث الساعة مناظرات في كل النوافذ والمنافذ الإعلامية المكتوبة والمسموعة والمرئية، المصرية وغير المصرية ولا داعي لذكر أسماء لأشخاص بعينها من هؤلاء أو هؤلاء ، لكن لماذا الحجاب ولماذا كل هذا الهلع وهذا الصخب الإعلامي الملتهب إلى حد العراك والتطاول؟ هل لأنه زي يشير إلى هوية المرأة كمسلمة ؟ أم لأنه متعلق بالمرأة -وما أكثر قضاياها ! .. - لماذا اختزلت شؤون المرأة من حريتها واستعبادها، أو كرامتها وإنسانيتها، أو حيائها وسفورها، أو أخلاقها وانحلالها، كل ذلك وأكثر في لبس الحجاب أو خلعه ؟! والرفاق حائرون يتساءلون لماذا التركيز على ملابس المرأة؟ ولماذا ارتبط كل ذلك وغيره بالحجاب والنقاب ولم يرتبط بباقي أزيائها وملابسها؟!

.. كنت ومازلت وسأظل واحدا ممن يجلون المرأة ويقدرونها في كل حالاتها وفئاتها سواء كانت أما وأختا وزوجة وبنتا وعمة وخالة ،،،
فحقيقة أن النساء شقائق الرجال لا أحد يختلف عليها إلا الجهلة والمتعجرفون من جهة ومن يتاجرون بجسد المرأة من جهة أخرى .
.. كلنا لا غنى عنهن رجالا كنا أو نساء ، كلنا من رحم المرأة فكيف نهبط بشأنها إلى حد الاستهانة بدورها وموقعها، كلنا مذنبون في حقها حتى المرأة نفسها أخطأت كثيرا في حق نفسها وكيانها وقيمتها، عندما تهاونت في كرامتها، عندما جعلت من نفسها سلعة تباع لمن يدفع أكثر .. لا أنكر أن مجتمعاتنا الذكورية العربية 《البعض وليس الكل》 قد أهان المرأة وظلمها وجعل من الشرع شماعة ومبررا كي يتخذ منها جارية فما زالت ثقافة البعض مستوحاة من عصر الجواري وأن المرأة لا تزيد عن كونها أَمَة من الإماء وسبايا الحروب وجارية قادمة من سوق الجواري والعبيد ! 

وعلى الجانب الآخر ممن لايرون المرأة إلا جسد فلا تزيد المرأة عندهم أكثر من جسد بلا روح جسد بمفاتنه يتمايل فتتمايل معه النفوس المريضة التي لا تحمل غير غرائز الحيوانات ودنائة الرذائل وعبودية الهوى والإباحية ..

من الملاحظ أنه عندما يكون الحديث عن المرأة فسريعا ما يتطرق لموقعها في الإسلام وتشريعات المرأة في الدين وفقه المرأة، ليس فقط في مسألة الحجاب بل يسرع الكلام ليطرق أبواب أخرى كالتعدد والمواريث والولاية في الزواج ومشاكل الطلاق الى آخر تلك المتعلقات الشخصية بالمرأة في شريعة المسلمين لتجد فريقين لا يتحاوران بل يتناحران ! فريق يدعى التنوير آخذا على عاتقه قضية خلاص المرأة من عبوديتها للرجل في الإسلام ! والطرف الآخر مدافعا عن حرية المراة وكرامتها في الإسلام وأن المرأة في الإسلام كذا وكذا . 

وفي نهاية المطاف في كل نقاش وحوار تجد أن الأمر قد انتهى إلى لا شيء ! فلا المرأة اخذت حقها من العلمانيين في زمن العولمة والعلمانية ولا من الدين في زمن الإخوان والسلفية ! 

.عندما تختزل أهم قضايا المرأة في مسألة كالحجاب فهذا شيء عجيب ! في رأيي أن الحجاب لا يمثل كل زي المرأة، فهو مجرد قطعة قماش تغطي جزءا من جسد المراة، وهذا يعني أن المسالة ابسط وأقل من أن نتحدث فيها بكل هذه الحدة والإهتمام والرعونة وبعض والمزايدات!.

الحجاب والنقاب مسألة حرية شخصية للفتاة أو المتزوجة لا دخل لأحد فهي وشأنها فإذا ارتأت المراة أن الحجاب ضرورة لها ورغبة منها فلترتدي الحجاب دون اتهامها بالتعصب والإرهاب والأشياء أخرى .. وإن ارتأت إحداهن أن الحجاب يضايقها وليس له داعي وأنه لا يقدم ولا يؤخر عندها شكلا ومضمونا ، فلها ذلك دون اتهامها بالسفور والفجور وأشياء أخرى !
أيها الرجال ارفعوا عيونكم الفاحصة عن المرأة، لا تراقبوهن بالحجاب أو بدون حجاب .! فقط راقبوا ضمائركم وأعدلوا مع من لهن في رقابكم وذممكم حقوق مستحقة، اتقوا الله في النساء .

تنويه : اعرف واحدة منهن ارتدت النقاب بكامل إرادتها وخلعته بنفس كامل الإرادة .. والآن هي تفكر في لبس النقاب مرة أخرى ! تدرون لماذا كل هذه التحولات ؟ فقط بسبب كل الجدل المثار حول الحجاب والنقاب هل هو عادة أم عبادة ؟! هل هو حلال أم حرام؟! هل هو دليل على الأخلاق أم دليل على التزمت والتعصب ! 
أعتقد أني أجبتها في مقالي هذا وربما زادها المقال حيرة ..!