الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لم تكن الأولى.. من هو سلطان البهرة الذي تبرع ثلاث مرات لصندوق تحيا مصر؟

سلطان البهرة مع الرئيس
سلطان البهرة مع الرئيس السيسي

زيارة مفضل سيف الدين، سلطان طائفة البهرة في الهند للبلاد، لم تكن الأولى من نوعها، والتي رافقه خلالها شقيقه الأمير قصي وجهي الدين، ونجلاه الأمير جعفر الصادق، بهدف توطيد العلاقات العلاقات بين البلدين ورعاية ترميم المساجد الأثرية، وكذلك رعاية أنشطة الطائفة الخيرية المتنوعة، وتقديم مساهمة مالية في صندوق تحيا مصر تقدر بعشرة ملايين جنيه.

عدد الزيارات
سبق وزار سلطان البهرة، البلاد مرتين الأولى عام 17 أغسطس 2014، وقدم مساهمة مالية لصندوق تحيا مصر تقدر بـ10 ملايين جنيه، والمرة الثانية 19 يوليو 2016، وتبرع خلالها أيضا بـ 10 ملايين جنيه لصندوق تحيا مصر، ليصبح إجمالي ما تبرع به 30 مليون جنيه.

أصول "البهرة"
وحول أصول تلك الطائفة، فقد سُئل مفتي مصر الأسبق الدكتور عطية صقر عام 1997 عن أصل طائفة البهرة المسلمة التي تعيش في الهند أجاب قائلًا: "البهرة طائفة من الشيعة مركزها الآن "بومباى" بالهند ويقرب عددهم من مليون ونصف المليون، والبهرة أصلهم فاطمى، خرجوا من مصر والدولة الفاطمية قائمة، ويحاول البهرة أن يكون طراز حياتهم فاطميًا".

معنى البهرة
وتداول الكتاب معنى كلمة البهرة أنها "معناها الوسط من كل شىء أو الوسط من الطريق"، إلا أن معظم التعريفات أكدت أن الكلمة تعنى "التجارة" باللغة الجوجارتية التى ذكرت فى ذلك أن الدعاة الفاطميين حين نزلوا على الساحل الغربى للهند "ساحل بحر العرب" سألهم أهل الهند: "من أنتم؟"، قالوا: "جئنا للتجارة" والتجار فى اللغة الهندية المحلية كانوا يسمون "وهرة" وبلغة الهند الواو والباء مترادفتان فسموا "البهرة" فاسمها مشتق من اللغة "الغوجاراتية" السائدة فى غربى الهند.



أعدادهم عالميا
وحسب بعض الإحصاءات غير الرسمية، فإن عدد البهرة في العالم يقدر، بنحو 12 مليون شخص، وتنتشر الطائفة في 500 مدينة وقرية في الهند ومراكزهم الرئيسية هناك بومباي، وجاجارت، ومهرا شاترا، ووراجستران، وتاميلاندو، وسورت ويقدر عددهم اليوم بحوالي مليوني نسمة، ويوجد حوالي 300 ألف يعيشون في باكستان وبريطانيا وسيلان ويوجد في تنزانيا وكينيا وفي دول الخليج كالكويت والإمارات" دبي"، واليمن، وأخيرًا في مصر أساس فكرهم، وأفراد الطائفة في مصر ليسوا بالعدد الكثير، وأغلبهم ينتمى إلى جذور غير مصرية وبالتحديد أصول هندية وباكستانية وإيرانية.

كتاب عن البهرة
الدكتورة سعاد عثمان، أستاذ علم الاجتماع والمتخصصة فى الأنثروبولوجيا والفولكلور، لديها بحث فكري وميداني، فى كتابها "الطوائف الأجنبية فى مصر" والصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، ويتكون من ثلاثة فصول حول "البهرة"، ويتضمن الكتاب معلومات عن البهرة، وأبرزها أن دار الإفتاء المصرية أصدرت فتوى برقم 610594 فى تعريف طائفة البهرة بأنهم "إسماعيلية مستعلية يعترفون بالإمام المستعلي ومن بعده الآمر ثم ابنه الطيب، ولذا هم يسمون بالطيبية، وهم إسماعيلية الهند واليمن تركوا السياسة وعملوا بالتجارة، فوصلوا إلى الهند فاختلط بهم الهندوس الذين أسلموا وعرفوا بالبهرة".

أعدادهم في مصر
وحول أعدادهم في مصر، ذكرت "عثمان" خلال كتابها "التقديرات تشير إلى أن المقيمين منهم فى مدينة القاهرة قرابة ألف نسمة، وقد يصل لـ 15 ألفا، ومعظمهم يقيمون منذ السبعينيات، وبعضهم يقيم لسنوات قليلة من 2 لـ 4 سنوات ثم يغادر ليأتى آخرون محله، ومن ناحية أخرى يتوافد الآلاف للسياحة الدينية على مدار العام، وبوجه خاص فى أوقات مراسمهم واحتفالاتهم، وتؤكد المؤشرات تزايد أعدادهم فى السنوات القليلة الماضية.



أعياد "البهرة"

ويقال إنه بدأ توافد البهرة إلى مدينة القاهرة فى السبعينات فى عهد الرئيس "أنور السادات"، حسب ما ورد بكتاب الطوائف الاجنبية في مصر، وزادت أعدادهم فىى الثمانينيات، ومنذ وصولهم إلى أرض مصر أقاموا فى منطقة القاهرة الفاطمية، ويفضلون الإقامة فى أحياء محددة من مدينة القاهرة فى مقدمتها حى المهندسين، ويقيمون أفراح العيد كل عام يوم 18 من شهر ذى الحجة بمناسبة إحياء ذكرى "غدير خم" فيصومون هذا اليوم ويغتسلون ويصلون ركعتين عند الغروب ويأتى عامل الداعي لأخذ العهد والميثاق من كل بهرى للاستمرار على عقائد المذهب ثم يقوم كل فرد بتقديم ما يستطيع من النذور والصدقات إليه.

والعيد الثانى من حيث الأهمية عند البهرة، يعقدونه خلاله مجالس منظمة في الأيام العشرة الأولى من شهر محرم إحياء لذكرى استشهاد الإمام الحسين، وهى مناسبة يلقى فيها الداعى نفسه أو من يفوضه الخط والمواعظ، ويحتفلون به فى الجوامع مثل جامع الحاكم والجيوشى والحسين إلى جانب مقر احتفالاتهم بحى المهندسين.



علاقاتهم برؤساء مصر
وحول تاريخ علاقتهم مع الرؤساء، فقد شهد عام 1966 منح الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، سلطان البهرة الدكتور محمد برهان الدين درجة العالمية الفخرية في العلوم الإسلامية تقديرا لجهوده الخيرة في العمل علي توثيق الروابط الكريمة بين المسلمين. 

وقام الرئيس محمد أنور السادات بمنح وشاح النيل للدكتور محمد برهان الدين عام 1971، وافتتح معه الجامع الأنور بالقاهرة، عام 1981 بعد ترميمه من قبل "البهرة"، وفي عام 2005 التقى محمد برهان الدين الرئيس الأسبق حسني مبارك بمدينة شرم الشيخ، وفي مايو 2007 قام بزيارة خاصة لمصر زار خلالها مزارات آل البيت وتفقد أحوال الطائفة ومشروعاتها في مصر واختتم الزيارة بلقاء الرئيس الأسبق مبارك، وتم تكريم برهان الدين بـوشاح النيل مرة ثانية على يد حسني مبارك. 

ولكن شهد وصول جماعة الإخوان المسلمين إلى الحكم، إصابة أبناء الطائفة بالإحباط، وقرروا الانغلاق على أنفسهم خوفا من تعرضهم للاضطهاد، وهجر العديد منهم للهند المقر الرئيسي للطائفة، إلى أن عادت علاقتهم الوطيدة بعد تولي الرئيس محمد عبد الفتاح السيسي حكم البلاد.