أبناء زايد .. كفيتو و وفيتو

لم أرى مثل تلك المحبة و اللهجة الصادقة النابعة من القلب لمعالي الوزير القرقاوي و هو يتحدث عن مصر , لم يكن ممسكا بورقة ليقرأ منها و أنما كان ممسكا بروح المحبة والأخوة بين البلدين الشقيقين و اضعا نصب عينيه العقاب المصري و النسر الإماراتي رمز الدولتين و هما يحلقان سويا نحو مستقبل أفضل للشعبين تحت سماء الوطن العربي الشقيق ترشدهما قيادة حكيمة و محبة للوطن و رافضة ومحاربة للإرهاب .

كان التعليم هو محور الحديث في المؤتمر الذي عقد تحت اسم " جائزة مصر للتميز الحكومي 2018" , والذي أقيم بحضور معالي دولة رئيس الوزراء الأستاذ الدكتور مصطفى مدبولي , والذي حمل على عاتقه مهمة الإصلاح والتطوير الشاقة فى ظل , ظروف عصيبة و جافة تمر بها المنطقة , والذي وجه باحتضان كافة أشكال التطور التكنولوجي و المعرفي و أمر بسرعة تطبيقه فى مصر , وبما أن التعليم يعد الركيزة الأساسية لأي محاولة للنهوض والتقدم في أي دولة تملك الإرادة والتصميم على اللحاق بركب الأمم، كانت مصر ولعقود طويلة قبلة للتعليم والثقافة، ومركزًا لنشر التنوير في محيطها الإقليمي والدولي، وأضحت الثقافة المصرية هي الثقافة السائدة في المنطقة والمؤثرة في شعوبها، وكانت الجامعات المصرية قبلة للطلاب الدارسين من كل أنحاء العالم.

في رأيي أننا نحتاج إلى التعامل مع قضية الترويج لمنتجنا التعليمي بمنظور أكثر حداثة، وموائمة لمعطيات الواقع حولنا، فالتعليم أضحى سوقًا تتنافس الدول على الاستثمار فيه بشراسة، ومصدرًا هامًا من مصادر الدخل القومي لكثير من الدول.

 
بحكم عملي كملحق ثقافي ورئيس للبعثة التعليمية، أعتبر أن ما جاء بكلمة السيد القرقاوي, خلال المؤتمر بشأن التعليم المصري يمثل دعاية عالمية للمنتج التعليمي المصري ولابد من استخدام هذه المضمون كمفهوم لإطلاق حملة للترويج للتعليم المصري في كافة المحافل الدولية.

فشهادة مسؤول رفيع المستوى في دولة متقدمة مثل الإمارات في حق التعليم المصري لا بد أن يتم الاستفادة منها بالشكل الأمثل، فمعالي الوزير قال إن مصر لها فضل كبير في بناء الإمارات، وأن هناك الكثير من الوزراء كانوا يدرسون في الجامعات المصرية، وأضاف أن للمدرسون المصريون فضل كبير في تعليم أبناء الإمارات،وأن مصرهي التي أعطتنا الأدب والفكر والفن والجمال ستظل دوما منارة للعلم ونهرا لاينضب من المعرفة الأصيلة، فحقيقة حملت كلمات سيادة الوزير الكثير من العرفان لمصر ودورها وهي كلمات تدل على طيب أصل الأشقاء الإماراتيين وحفظهم للجميل.

وبذكر الترويج للتعليم المصري لا يسعني سوى أن أقدم كل التقدير والاحترام إلى الأستاذ الدكتور خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالي والبحث العلمي على جهوده المتميزة و الفاعلة في تطوير التعليم على كافة المستويات، وسعيه الدؤوب على محاربة الرتابة وتذليل كافة المعوقات والعقبات والسلبيات التي تواجه المنظومة التعليمية، كما ألمس جهوده بصدد الترويج للجامعات المصرية وإعداد قواعد لتطوير نظم التنسيق والقبول بالجامعات المصرية، بالإضافة إلى اهتمامه الخاص بملف الوافدين ومحاولاته الجادة لرفع كفاءة التعليم المصري إقليميا ودوليًا حتى تعود القاهرة قبلة التعليم مرة أخرى ويعود التعليم لدوره كأحد مصادر الدخل القومي وتعود مصر مركزًا لنشر التعليم والثقافة في ظل التحديات التي تواجه مصر في طريقها نحو المستقبل بخطوات ثابتة.

ولا يسعني إلا أن اتقدم بخالص الشكر و التقدير معلنة إعجابي , بما قامت به وزارة التخطيط من تنسيق و تنظيم للمؤتمر تحت رعاية معالي وزيرة التخطيط السيدة الفاضلة و القديرة الأستاذة الدكتورة هالة السعيد التي طالما تألقت في عمادة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية , لتدير دفة الوزارة , وتخرج لنا بمؤتمر هو الأروع من نوعه و يضاهي في فخامته أكبر المؤتمرات العالمية , لترفع أسم مصر عاليا بمجهوداتها الجبارة و الحكمية و الأنيقة .