الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حدوتة برلمانية.. أم المقاتلين أول سيدة داخل البرلمان المصري

راوية عطية
راوية عطية

راوية عطية تاريخ من النضال

سياسية مصرية بارزة، اكتسبت شهرتها من كونها أول امرأة تكسب عضوية البرلمان بعدما فازت بعضوية مجلس الأمة في انتخابات سنة 1957 أول انتخابات نيابية عقب ثورة يوليو 1952، التي تحل ذكراها الـ66، الإثنين المقبل، فلك أن تتخيل برلمان يعج بالكثير من الرجال وليس به إلا سيدة واحدة هي راوية عطية التي سطرت رواية جديدة للمرأة بالعمل النيابي.

ولدت راوية 19 أبريل 1926 في محافظة الجيزة، ولم تكن غريبة عن السياسة حيث كان أبوها سكرتير عام حزب الوفد عن محافظة الغربية ودخل السجن بسبب آرائه السياسية، لكنها لم تيأس وأكملت مشوار أبيها السياسي.

وعلى عكس أغلبية النساء المصريات في الحقبة الزمنية التي عاصرتها، أكملت الفتاة المناضلة تعليمها وحصلت على شهادات جامعية في مجالات مختلفة وهي: الليسانس من كلية التربية جامعة القاهرة سنة 1947، دبلوم في التربية وعلم النفس، ماچستير في الصحافة، ودبلومة في الدراسات الإسلامية.

عقب التعليم يأتي العمل، وهو ما فعلته راوية عندما عملت في التدريس لمدة 15 عامًا وعملت في الصحافة فترة قصيرة لا تزيد عن ستة أشهر، إلا أن الباع الأكبر في حياتها المهنية كان للسياسة التي بدأت العمل فيها بعدما صدر دستور 1956 في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.



سباق أمام الرجال لحصد أول مقعد نسائي

استغلت السيدة الثلاثينية الحق الذي أتاحه دستور 56 للمرأة، والذي أعطاهم الحق لأول مرة في تاريخ مصر للإدلاء بأصواتهم وترشيح أنفسهن في الانتخابات البرلمانية، وبناء عليه رشحت راوية عطية نفسها لعضوية مجلس الأمة (الاسم السابق لمجلس النواب المصري) في انتخابات 1957 عن محافظة القاهرة.

خاضت المرشحة البرلمانية الانتخابات ونجحت في الوصول إلى قبة البرلمان بالحصول على 110807 صوت، لتسطر تاريخا جديدا باعتبارها أول امرأة في مصر والدول العربية كلها تنجح في الإنتخابات البرلمانية وتصبح عضو في البرلمان.

حاولت النائبة البرلمانية تحقيق رقم قياسي جديد في انتخابات مجلس الأمة عام 1959 بكونها أول امرأة تفوز بدورتين برلمانيتين متتاليتين، لكنها فشلت في تجديد عضويتها، وعلى الرغم من ذلك لم تيأس السياسية المكافحة وانضمت للحزب الوطني الديموقراطي وأعادت الكَرة مرة آخرى بترشيح نفسها لعضوية مجلس الشعب في انتخابات 1984 لتظفر بعضوية البرلمان للمرة التانية لكن ليس على التوالي.



لوحة الشرف العسكرية 

بجانب إنجازاتها في الكفاح السياسي، سطرت راوية إنجازات تاريخية في الكفاح العسكري، حيث كانت أول امرأة تعمل كضابطة في الجيش المصري وكان ذلك بعد العدوان الثلاثي على مصر، كما دربت راوية 4000 امرأة على الإسعافات الأولية والتمريض لجرحى الحرب ووصلت لرتبة نقيب.

وفي حرب أكتوبر سنة 1973، تولت راوية عطية رئاسة جمعية «أسر الشهداء والجنود» لذلك لقبت بـ«أم المقاتلين الشهداء»، ونتيجة لدورها في خدمة الجيش المصري حصلت راوية على عدة جوائز عسكرية.

نهاية رحلة العطاء 

حياة سياسية حافلة عاشتها النائبة المقاتلة منذ تخرجها وحتى وفاتها في مايو 1997 عن عمر يناهز 71 عاما، ومنذ ذلك الحين وحتى الآن شهد البرلمان تمثيلا نسائيا واضحا في كل دورة برلمانية حتى وصل عدد السيدات داخل مجلس النواب الحالي إلى 89 نائبة.