الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مدرسة السعيدية تتحول لسرادق عزاء لاستقبال تظلمات طلاب الثانوية

صدى البلد

المكان أشبه بالكابوس للكثيرين، لا تلمح ابتسامة أو ضحكة في الأرجاء، لتتحول مدرسة السعيدية بالجيزة إلى سرادق عزاء لطلاب الثانوية العامة الذين جاءوا من كل مكان لتقديم تظلمات على نتائجهم النهائية. 

وكان هذا الحال ينطبق على شيماء محمد الطالبة المقيدة بشعبة علمي علوم التي استيقظت منذ الصباح الباكر، فبالكاد استطاعت أن تغفو لساعتين قبل مشوارها الذي لم تتخيله طوال حياتها، وعلى مضض خرجت الفتاة مع والدها إلى مدرسة السعيدية لتقديم تظلم على نتيجتها بالثانوية العامة.

تقف الطالبة، بذهن شارد، تفكر بمجموعها الذي كان بمثابة الصدمة الكبرى، والصخرة التي تحطمت عليها أحلامها، فبعدما كانوا يلقبونها بالدكتورة شيماء أصبحت تبحث عن كلية تلتحق بها بعد حصولها على مجموع 75% بالثانوية العامة.

يتكفل والدها بإجراءات تقديم التظلم، بينما تسرح هي شاردة الذهن تنظر في الأرجاء وتتمتم قائلة: "أنا بابا صاحب معمل تحاليل، ومن حبي للكيمياء بنزل أشتغل معاه، بذاكرها أكثر من أي حاجة، انقص فيها 15 درجة إزاي!!".

يقف الأب بجانبها مذهولاً من الموقف الذي لم يتوقعه، نظرة الانكسار في أعين ابنته تدفعه لعمل أي شيء لإرضائها، يأخذ الأب شهيقا عميقا ويقول بعده: "إحنا شفنا المجموع قلنا في حاجة غلط افتكرناها 97 % طلعت العكس".

تنظر الفتاة لأبيها نظرة تحدٍ وغضب قائلة: "لو طلعت أنا غلطانة فعلا مش هكمل تعليم وهقعد في البيت"، مشيرة إلى أنها نقصت 10 درجات في مادة اللغة العربية فضلاً عن 15 درجة بالكيمياء ما حطم حلمها بالالتحاق بكلية طب الأسنان.

حال شيماء ليس غريبًا على الأجواء داخل مدرسة السعيدية، أجواء الحزن واليأس تسيطر على الأنحاء، نظرة انكسار في أعين أغلب الطلاب الذين يمشون يتمتمون بكلمات غير مفهومة، يرشدهم آباؤهم للطريق والإجراءات اللازمة لاستكمال تقديم التظلم. 

"انقص في مادة 40 درجة إزاي !!"، حالة من الذهول عاشتها ميادة مجدي، طالبة شعبة الأدبي، عقب إعلان النتيجة لتكتشف أنها رسبت في امتحان التاريخ.

بابتسامة سخرية تستكمل ميادة حديثها قائلة: "قلت لبابا انا جايبه ملحق تاريخ قالي بطلي هزار مش وقته ما صدقنيش غير لما شاف بنفسه وكدبنا الموقع واتأكدنا من شهادة المدرسة".

وعقب إعلان النتيجة، عكفت ميادة للجلوس في غرفتها، تنظر في مذكرات التاريخ التي حفظتها عن ظهر قلب، حتى إنها قامت بكتابتها على جدران الغرفة، استسلمت راضخة لمجموعها إلا أن والدها أصر على تقديم تظلم.

وتمنى الطلاب داخل مدرسة السعيدية، رجوع نظام تحسين المواد، حتى يتسنى لهم إعادة العام الدراسي وتحسين مجموعهم، حتى لا يكون عاما فاصلا في حياتهم ولا توجد فرصة لتعويضها.

فقالت إحدى الطالبات: "ليه لغوا نظام التحسين، طب يرجعوه ويدونا فرصة تانية ما يحكموش علينا من سنة واحدة".

وأضاف آخر: "نظام التحسين هو المنفذ الوحيد لينا أنا كان حلمي طب واتحطم بعد مجموع 70%، الغلطة مش مني نعيد تاني ونشوف الغلط فين".