محمد خالد يكتب : نقطة نظام

تتلخص الفكرة عندهم في التخصص والخصوصية، أما نحن فتجدنا نغرق في العامية والتعميم
ستجد في كل مجال هناك المتخصصين، يعلم كل واحد دوره جيدًا وأين حدوده ومن هنا يستطيع التحرك داخلها بكل حرية

على النقيض سترى لدينا كل المجالات يقوم بها كل شخص، نعم كل شخص لديه خبره في مختلف المجالات
ناهيك عن فتاوى كل من هب ودب في الأمور على اختلاف أشكالها ، يمجّد الشعب المصري ويقدّس فكرة "سمك، لبن، تمر هندي"

وهي الفكرة التي تجعله يريد أن يعرف شئ عن كل شئ ... ويفتي في كل شئ عن شئ ستصدم حين تجده في السياسة خبير استراتيجي بل وسياسي مخضرم، وفي الرياضة محلل كروي بارع

أما الفن ممثل معجون بمياة الفن تمتزج موهبته بالخبرة العملية، فهو يعرف كيف يُخرج العمل باحترافية أفضل من المخرج صاحب العمل ولا أخفيكم سرًا ستراه في الاقتصاد خبير متمكن من أرقامه وأدواته وأحكامه

أما عن شئون الدول فيجتمع بهذه الشخصية أجهزة مخابرات مجمتعة مع بعضها البعض سويًا، وكل شخص كأنه أقوى جهاز مخابرات مركزية تُعرف بالـ C.I.A متنقلة هذا فيما يخص التخصص لديهم والعامية لدينا
فما بالك بما بُعرف بالخصوصية والتعميم يمتلك كل انسان في بلاد الغرب دائرة تُسمى بالخصوصية، وهي الدائرة المحيطة به وحده، لا يستطيع أي شخص أن يخترقها فهذه منطقة خاصة محظورة به تسمى الـ Privacy
أما نحن نحب التعميم في كل شئ، حتى وإن كانت خصوصية الآخرين بل ومحاولة اقتحام دائرتهم الخاصة وحشر الأنوف رغمًا عنهم

أكتر ما يُدهشني أنه عندما تُخبر شخصًا ما بأنه غير مُصرح له بدخول هذه المنطقة لما لها من خصوصية كما أنه لا يمتلك تصريح يؤهله للدخول تجده يُعافر لاقتحامها أكثر، ليس ذلك فحسب بل ويحشر نفسه فيها
كأنه يحاول الكشف عن الغموض المحيط بها أغلب الشعب لا يعرف الحدود ولا أن يفصل بين هذا وذاك
إذا تحدثت معه في موضوع محدد يُجرجر قدميك إلى مئات المواضيع الآخرى
ولديه براعه في الإفلات من ذلك الموضوع للهروب إلى غيره
حقًا إن كل ما يفصل بين الغرب والعرب نقطة فقط
هم يعترفون بالنقص ... ونحن نغترف بالجهل
هم يتفاهمون بالحوار ... ونحن نتفاهم بالشجار!