الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الكذب الإلكتروني سمة العصر.. دراسة تكشف التلاعب بمستخدمي مواقع التواصل في عشرات الدول.. وباحثون يحذرون من تأثيرها الخطير

تطبيقات التواصل الاجتماعي
تطبيقات التواصل الاجتماعي

حكومات وأحزاب تلاعبت بمستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في 48 دولة
روسيا والصين وأوزبكستان الأكثر استخداما لمواقع التواصل لتشكيل الرأي العام
نصف مليار دولار أُنفقت منذ 2010 على حملات التلاعب بالرأي العام

تعد وسائل التواصل الاجتماعي وسائل الإعلام الحقيقية والأكثر تأثيرًا في الوقت الراهن، حيث بات الكثيرون يعزفون عن متابعة وسائل الإعلام التقليدية كالتلفاز والجرائد والإذاعة، مفضلين استقاء المعلومات والأخبار من تطبيقات التواصل الاجتماعي وحتى الدردشات الشخصية عبرها.

وكما كان الحال مع وسائل الإعلام القديمة، التي كانت أداة الحكومات والأحزاب لتشكيل وتوجيه الرأي العام، بل وتضليله كذلك، اكتشفت تلك المؤسسات مدى ما يمكن أن تحققه من انتشار وتوغل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، التي يتزايد عدد مستخدميها يومًا بعد يوم.

كشفت دراسة أجرتها جامعة "أكسفورد" البريطانية أن حكومات وأحزابا سياسية نفذت "حملات تلاعب" بمستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في 48 دولة خلال العام الماضي.

وأشارت الدراسة إلى أن الأخبار غير المرغوب فيها والحسابات المزيفة تنتشر بسرعة في العالم عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وقالت سامانثا برادشاو، مؤلفة التقرير في بيان، إن أغلبية هذه النوعية من الأخبار تنشرها الأحزاب السياسية خصوصا في فترات الانتخابات.

وأضافت أن "هناك الكثير من الأحزاب السياسية التي تعلمت من استراتيجيات التي تم استخدامها خلال الانتخابات الرئاسية الأمريكية في 2016، وكذلك في حملة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "بريكست"، وأن الكثير من الحملات استخدمت نظام التجسس "البوت" والأخبار غير المرغوب فيها والتضليل لاستقطاب والتلاعب بالناخبين.

ووصف الباحثون التلاعب بوسائل التواصل الاجتماعي بأنه "تهديد خطير" للحياة العامة، والتي تتسبب في تقويض الثقة في الإعلام والمؤسسات العامة والعلم.

وأشاروا إلى أن التريند أصبح مثيرا للقلق عند الوضع في الاعتبار أن معظم الناس يستقون أخبارهم من الإنترنت، وأوضحوا أن روسيا تعتبر من الدول الأساسية التي تنتشر فيها حملات منظمة وواسعة النطاق من التلاعب بوسائل التواصل الاجتماعي.

وتنتشر حملات التلاعب هذه باستخدام منصات التواصل الاجتماعي التقليدية مثل "فيس بوك" و"تويتر".

ووجدت الدراسة أن حملات التضليل تنتشر على تطبيقات المحادثات مثل "واتساب" و"تيليجرام" و"ويشات"، في خمس دول من بين الدول الـ 48 التي شملتها الدراسة.

وتتركز حملات التضليل أكثر في دول الجنوب، حيث تنتشر الأخبار والمناقشات وتنظيم الفعاليات السياسية بكثافة أكبر على مجموعات الدردشة الجماعية.

وتُعد الصين أكبر دولة تعتمد على وسائل التواصل الاجتماعي لتشكيل الرأي العام، حيث تشكل فرقًا لنشر الأخبار والانخراط في المناقشات السياسية، تتراوح تقديرات عددها بين 300 ألف ومليوني فرد.

وبعد الصين تأتي أذربيجان، التي تعتمد على 50 ألف عنصر لتولي هذه المهمة، ومن بين الدول التي تخصص فرقًا لتشكيل الرأي العام على الإنترنت أيضًا إيران وأوكرانيا وفيتنام.

وتنفق الدول والمؤسسات مبالغ طائلة لتمويل حملات التضليل على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث كشفت الدراسة أنه منذ عام 2010 أنفقت الحكومات والأحزاب أكثر من نصف مليار دولار على تطوير وتنفيذ حملات نفسية وحملات للتلاعب بالرأي العام على وسائل التواصل الاجتماعي.