الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من الاكتئاب للسمنة المفرطة.. هكذا تقع السيدات في الفخ

صدى البلد

دوامة من الحزن سقطت فيها "ناهد" بسبب خلافاتها المستمرة مع زوجها وأهله الذين تسكن معهم في نفس العقار، وأمام عنف الزوج حاولت إشعال النار في جسدها لولا انتباه زوجها وإنقاذه لها، وبعد خضوعها للعلاج النفسي تحسنت حالتها مع حصولها على العقاقير المضادة للاكتئاب

"ناهد" اسم مستعار لسيدة في منتصف عقدها الثالث، طلبت حجب هويتها، وقالت لـ"صدى البلد" إنها بعد التزامها بتعاطي العقار تحسنت حالتها النفسية، ولكن في المقابل حتى وزنها حتى وصل إلى 120 كيلوجرام بزيادة قدرها 40 كيلوجراما، ما أدى إلى تدهور حالتها النفسية من جديد.


تقول "ناهد": "اضطررت إلى التوقف عن تناول مضادات الاكتئاب رغم احتياجي إليها، وبدأت في اتباع نظام غذائي لتخفيض وزني، رغم الضيق الذي أشعر به ورغبتي المستمرة في الانتحار". 

ثنائية العلاقة 

الاكتئاب والبدانة دليل على الآليات البيولوجية المشتركة" هذا هو عنوان الورقة البحثية المنشورة في دورية نيشتر العلمية في شهر فبراير الماضي، والبحث ليس الأول من نوعه في وصف هذه العلاقة لأن كل من الاكتئاب والسمنة هما عرضان شائعان كلا منهما يترتب على الآخر وكليهما يؤثر على الصحة العامة

وكشفت الورقة البحثية عن التأثير المتزايد المتوقع مستقبلا لكل من الاكتئاب والسمنة، شمل قراءة مستفيضة لغالبية الدراسات التي تناولت هذه المشكلة، ويصل عددها إلى 26 دراسة، كلها تؤكد على أن كلا من السمنة والاكتئاب يؤدي إلى الآخر

وأظهرت أن العلاقة الحميمية لديها قدرة على تقليل الميل للسمنة وبشكل أقوى في النساء منها لدى الرجال، وركز البحث على أثر الاكتئاب الثنائي القطب، والمتواجد بالأصل في مراحل الطفولة والمراهقة


وفقا للورقة البحثية فإن أحد العوامل الهامة المحتملة قد يكون العلاج المتزامن عن طريق الأدوية المضادة للاكتئاب، وفي دراسة واسعة النطاق بين 2545 شخصًا، ثبت أن حالة الاكتئاب ليست بالضرورة مرتبطة بالأدوية على الرغم من تسبب عدد قليل منها على المدى القصير في زيادة الوزن

وثبت أن هناك ارتباط بين الاكتئاب والسمنة بالنسبة لسمنة منطقة البطن، كما أن خطر الاكتئاب يكون أكبر عندما تكون السمنة مصحوبة بتمثيل غذائي متعثر (مثل ارتفاع ضغط الدم، أو مقاومة الإنسولين ). 

أعد فريق بحثي مكون من أربعة باحثين من قسم الطب النفسي، في جامعة أمستردام للعلوم العصبية ومعهد أمستردام لأبحاث الصحة العامة، وجامعة تولسا الأمريكية، وقسم الطب الباطني في المركز الطبي لجامعة ايراسموس في روتردام ومركز السمنة CGG. 


من خلال هذا البحث تم التعامل مع مصطلح الاكتئاب بأوسع معانيه بما في ذلك كل من الأعراض المشكو منها والمتلازمات السريرية، وتم تعريف السمنة من خلال التعريف الذي وضعته منظمة الصحة العالمية؛ حيث يعرَّف بأنه تراكم غير طبيعي أو مفرط للدهون قد يلحق الضرر بالصحة

علم الجينيوم 

وفي مقابلة مع دكتور يوري مالينشي الباحث في قسم الطبالنفسي في جامعة أمستردام للعلوم العصبية ومعهد أمستردام لأبحاث الصحة العامة، وقال لـ"صدى البلد" إن البحث هو استعراض رؤية خبراء الطب النفسي من خلال تلخيص الأدلة الوبائية الشاملة للربط بين الاكتئاب والبدانة، والتي تدعم بوضوح فكرة وجود علاقة قوية ثنائية الإتجاه بينهما

وأضاف أن البحث استعرض أحدث الأدلة من علم الجينوم التي تشير إلى المخاطر الجينيه المشتركة بين كل من الاكتئاب والسمنة


ولفت دكتور يوري مالينشي إلى أن العمل المشترك بين أكثر من باحث من تخصصات متنوعة ساهم في تسهيل استعراض الدراسات السابقة التي ناقشت العلاقة بين هذه الأمراض

استقراء جيد ينقصه التنظيم 

وفي تعليقه على الورقة البحثية قال دكتور محمد المهدي، أستاذ الطب النفسي في جامعة الأزهر، إن موضوع البحث تم تناوله في الكثير من الدراسات السابقة، وأصبح من شبه المؤكد تلك العلاقة مزدوجة الإتجاه بين الإكتئاب والسمنة، ولكن الجديد في هذا البحث هو إثبات هذه العلاقة على مستويات متعددة بيولوجيا ونفسيا وسلوكيا

وأشار المهدي إلى القيمة العلمية التي أضافها التنوع العلمي في تخصصات الباحثين وانتمائهم لمدارس علمية مهمة بين هولندا والولايات المتحدة؛ ما يعطي قيمة كبيرة للبحث وشمولية لجوانب الموضوع

يرى أستاذ الطب النفسي في جامعة الأزهر أن البحث يفتقد إلى استخدام أسلوب مبسط في عرض نتائجه تتمثل في وضع فقرات للمناقشة والملخص والخلاصة والتوصيات

ولفت المهدي إلى الحاجة إلى إجراء دراسات مستقبلية في نفس موضوع البحث تركز على الجانب العلاجي لمعرفة أنجع الوسائل العلاجية القائمة على الدليل الطبي للإكتئاب المصحوب بالسمنة أو العكس.