الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عبد الفتاح فليفل يكتب: ( شعارات لا تغنى ولا تسمن )

صدى البلد

أنا شاب فى العشرين من عمرى ، ولا شك أنني أتطلع لمستقبل أفضل ووطن يحترم الحريات ، ودولة تنادى بالتعايش مع كل الأديان تحت لواء الوطن الواحد ، وبالتأكيد لدي أحلام و طموحات ، فمنذ أن تفتحت عينى على هذا الواقع و بدأت أدرك ما هو الوطن وأنا أتجرع الكثير و الكثير من الأحزان والانكسارات ( كأي مواطن يحب بلاده ويعشق أرضه ).

فى بداية الأمر كنت أود دراسة الفلسفة و لكن أمرا ما جعلنى أذهب إلى كلية الحقوق ، فأنا الآن طالب بكلية الحقوق جامعة طنطا ، و منذ التحاقي بالجامعة وأنا أجالس الكثير من شباب الجامعة، عدد لا بأس به من الشباب الحالم المثقف ( و بالمناسبة أنا لست منهم و لكننى أنتصر دائما للجمال ) الذين لم يأخذوا - و لو فرصة واحدة - ليطرحوا ما لديهم من أفكار وكثير من طلاب الجامعة الباحثين فى الفكر الإسلامي و تشغلهم قضية تجديد الخطاب الدينى ، إلا أن هؤلاء الشباب لم يجدوا متسعا لأفكارهم ولا مجال لأبحاثهم التى يحتفظون بها فى أدراج مكاتبهم ، وفى تلك اللحظة و بعد أن أحزنتني أشياء كثيرة أولها أستاذ جامعى يسخر من نجيب محفوظ و يقول كان يستحق القتل ويحرم بشكل مخيف كل الفنون بل يحرم أيضا دراسة الأدب و الفلسفة و آخر يكفر نصر أبوزيد فى إحدى محاضرات الشريعة الإسلامية ، كل هذا جعلنى أتساءل لماذا لم تُتح الفرصة لهؤلاء الشباب الحالم فى مواجهة تلك الأفكار الظلامية التى يضخها هؤلاء الظلاميون فى عقول الطلاب؟.

وقلت فى نفسى لماذا لا يتم عمل مسابقة تنشر أبحاث هؤلاء الشباب الواعى وتخرجها إلى النور، إلا أنه خطر ببالى أن أقترح على وزارة الشباب تخصيص فرع فى مسابقة إبداع الجامعات لتجديد الخطاب الدينى على أن يتم تقديم أبحاث مفتوحة الموضوع أو محددة الموضوع حسب ما تراه لجنة تحكيم تختص بذلك ، وبالتأكيد أرسلت إلى مسئولة الأنشطة بوزارة الشباب أقترح عليها ذلك ، فى بداية الأمر أبدت ترحيبا كبيرًا ، و لكن أسابيع قليلة وبدأت فى الإهمال، لا أعلم أهو إهمال متعمد أم شيء آخر ، و مع ذلك لم أكف عن المحاولات فأرسلت إلى عدد كبير من المثقفين والمفكرين المهتمين بقضية تجديد الخطاب الدينى، منهم الذى امتنع عن الرد ومنهم من قال لى إن التجديد لا يمكن أن يخضع لسياسة المؤسسات ومنهم من قال لى إن الدكتور جابر عصفور فعلها من قبل وعندما وضحت له الفرق فرد قائلًا " تطوير مهم تحياتى ".

وفى وقت آخر لجأت إلى بعض الصحفيين الذين نشروا أخبارا عن تلك المبادرة وقد عبرت لهم عن سبب قيامى بذلك وهو " أن طلاب الجامعات أكثر من يتم استقطابهم من قِبَل الجماعات المُتطرفة، ويسهل انجرافهم إلى الأفكار المتشددة؛ لذا لابد أن يكون لهم دور يُمكّنهم من فهم صحيح الدين، حتى لا تقتصر قضية التجديد على مجموعة المفكرين الذين تُهاجمهم المؤسسة الدينية وتدَّعي عداءهم للدين".
 
وفى نهاية كل ذلك أرسلت إلى مسئولة الأنشطة مرة أخرى أسألها عن آخر التطورات فردت " لا لن يتم"
فماذا نصنع ؟ ولمن نلجأ للمثقفين الكبار الذين يعتبرون أنفسهم كهنة المعبد ، أم للمؤسسات التى لا تنتصر إطلاقا لأفكار الشباب ، وإن انتصرت فإنها تنتصر على مضض.
 
بالتأكيد أرهقتنا الشعارات والآن نريد شيئًا من الحقيقة.