الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خطر الحرب وعرض ترامب لقاء قادة إيران



جاء العرض المقدم من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، استعداده لقاء قادة إيران بدون شروط مسبقة. ليلقي الكرة في ملعب نظام الملالي الحاكم في طهران. خصوصًا مع تأكيد ترامب "أنه مؤمن بالاجتماعات خاصة في الحالات التي يكون فيها خطر الحرب قائمًا.

وهو ما يؤكد جديته في عرضه، لمعرفته من واقع منصبه كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية أن الحرب واقعة لامحالة مع إيران إن لم يرجع نظام الملالي عن أعماله العدوانية – الإرهابية في المنطقة والتي تهدد الدول العربية والمصالح الأمريكية العليا.

خاصة أن نظام الملالي الإيراني، يتصرف من خلال هذه الأعمال بما يفوق قدراته وامكانياته. فطهران ليست قوة عظمى وإنما دولة تنتمي للعالم الثالث. والشعب الإيراني ومع الظروف الاقتصادية المتدهورة الآن وتردي العملة الإيرانية ووصول الدولار الواحد إلى نحو 113 ألف ريال إيراني قد يأكل أوراق الشجر وقد يئن من مجاعة رهيبة إن تورط نظامه الحاكم في حرب حقيقية أمام الولايات المتحدة الأمريكية.

أما القضية من جانبنا في الدول العربية، فليست شماتة في الأوضاع الاقتصادية الإيرانية المتردية وسعادة بالمظاهرات العارمة المستمرة في طهران على مدى الثمانية أشهر الماضية تنديدا بالفساد وتردي الأوضاع الاقتصادية وشيوع الفقر، والتي زادت سوءًا بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي وستزداد بؤسًا مع إعلان واشنطن إعادة تفعيل عقوباتها الاقتصادية على طهران 7 أغسطس المقبل.

القضية ليست شماتة في أوضاع إيران. ولكن رغبة في نزع فتيل الإرهاب والحرب عن المنطقة وإستعادة دولٍ عربية تفترسها ميليشيات إيران وعصاباتها ووقف الدم.

ورفع السيف المسلط كذلك على طهران وإنهاء توتر عربي – فارسي موجود منذ ثمانينيات القرن العشرين الماضي منذ الحرب العراقية – الإيرانية.

والإشكالية التي تظهر في عرض الرئيس الأمريكي ترامب لقاء قادة إيران موجودة داخل طهران وليست عند ترامب.

لأن نظام الملالي قد يتعامل مع هذا العرض، باعتباره خدعة من ترامب أو محاولة لإسقاطه في الفخ أو تحقيق نصر سياسي أو إعلامي على إيران!

لكن الإشكالية أن الملالي يجد صعوبة حقيقية في التراجع عن برنامج ثورته الإرهابية – عفوا المسماة الثورة الاسلامية عام 1979. والتي تنص على نشر مبادىء الثورة في الخارج والتمدد في دول الجوار!

فالنظام الإيراني أمام معضلة حقيقية وسط جمهورد وداخل بنيته السياسية. وامام تحدٍ رهيب عن متطلبات الواقع التي تفرض عليه الاستجابة لعرض ترامب وإنقاذ طهران من مصير مخيف إن لم يكن بسبب الحرب فسيكون ذلك بسبب العقوبات الاقتصادية والوصول بصادرات البترول الإيراني للصفر في نوفمبر القادم.

ويضاف لهذه الهواجس والتحديات، أن لقاء ترامب وكما يعرف جيدا قادة إيران بدءًا من المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي والرئيس حسن روحاني، لن يكون لقاءًا فارغا – في حال حدوثه- ولكنه معبأ بالمطالب الأمريكية الواضحة في مقدمتها تفكيك فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني وسحب عناصره وجنوده وهم بعشرات الآلاف من سوريا ووقف أنشطته الإرهابية.

والملالي يتباهى بفيلق القدس الذي يقوده الجنرال الشهير قاسم سليماني ويعتبره اليد الطولى للنظام، فبه أخضع العديد من الدول وجند ميليشيات وعصابات عدّة منهم الحوثيين في اليمن وميليشيا حسن نصر الله في لبنان وميليشيات شيعية متعددة في سوريا ونحو 70 ميليشيا جنّدها في العراق تم جمعها تحت راية الحشد الشعبي العراقي.

إن المدقق في عرض ترامب لقاء قادة إيران، يجد أنه في الظروف السياسية الحالية هو طوق نجاة للملالي من ظروفه المتدهورة ومحاولة سياسية أخيرة من أعلى مستوى في الولايات المتحدة الأمريكية لإقرار السلام مع إيران ونزع فتيل الحرب ومحاولة ضم طهران في النظام الشرق الأوسطي الجديد..

على العقلاء في إيران أن يفكروا في عرض ترامب وألا يكون رفضهم هو بداية تكسير عظام إيران وفتح باب للحرب المجنونة في الشرق الأوسط.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط