الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سيساوي الهوى!


"الشعب هو البطل الحقيقي لأي إنجاز يتحقق على أرض مصر"، هكذا يذكر دائما الرئيس عبد الفتاح السيسي في كافة المناسبات والتي كان آخرها مؤتمر الشباب السادس الذي أقيم برعاية ومشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي بجامعة القاهرة يومي الثامن والتاسع من عشرين من شهر يوليو، ذلك المؤتمر الذي اختتم فعالياته بإجابة الرئيس عن أسئلة الشباب التي تم توجيهها لفخامته عبر الموقع الإلكتروني الذي كان قد تم تخصيصه لهذا الشأن.
 
إن المتابع الدقيق لما يحدث على أرض مصر يدرك دون عناء أن هناك تصميما على بناء دولة عصرية تليق باسم مصر وتليق بشعبها، يقوم عليها بكل إصرار وتصميم وعزيمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، تلك الدولة التي يهدف الرئيس أن تقوم مصر فيها بدور حضاري إنساني تساهم في صنع الحضارة الحديثة، وتسعى لتصدير القيم الإنسانية، ذلك الذي لا يمكن أن يتأتى إلا من خلال إنسان مؤمن بالحضارة الحديثة، ويمتلك القيم الإنسانية، متعمقا فيها هاضما لها، ذلك الذي لا يحدث إلا بتأهيل وتكوين الشخصية المصرية بما يُحْيى من قِيَمنا المصرية الأصيلة، وما يُضاف من قيم ومثل إنسانية عليا، كل ذلك كان في ذهن الرئيس وهو يعطي أوامره لوضع استراتيجية مصرية خاصة لبناء الإنسان، والتي تتشارك فيها العديد من المؤسسات، ابتداء من مؤسسة الأسرة انتقالا إلى المؤسسة التعليمية مرورا بالمؤسسات الدينية والإعلامية والاجتماعية والثقافية والرياضية، لتتضافر جميعا في تلك التنشئة المبتغاة، والتربية المنشودة. 

وكما يؤمن الرئيس عبد الفتاح السيسي بالشعب إيمانا مطلقا، فأنا أؤمن بقيادة الرئيس السيسي لمقاليد حكم مصر إيمانا مطلقا: فالرجل يقدم رؤية متكاملة لبناء دولة مصرية عصرية ويسير في خطوط متوازية ما بين بناء المؤسسات وإقامة المشروعات القومية العملاقة والإصلاحات الاقتصادية الهامة، والإصلاحات الاجتماعية، كما يدفع بقوة للوصول إلى صيغة ملائمة لفهم ديني صحيح يتفق مع العصر من الناحية والمفاهيم الإنسانية من ناحية ثانية مع الحفاظ على ثوابت الدين وجوهره من ناحية ثالثة، مطلقا مشروعا تعليميا جديدا تقدم مصر من خلاله نفسها للعالم في حالة عطاء متواصلة للبشرية، مصمما على إعادة إحياء الهوية المصرية في ثوب جديد يتفق والمتغيرات الحضارية في مصر والمنطقة والعالم، والذي يلعب التعليم الدور الرئيسي فيها. 

ولا يمكن أن تخطر في الذهن خاطرة إلا وتجد لها – ليس مجرد إجابة من الرئيس – تحليلا عميقا حال تناولها الرئيس في حديث، ما يؤكد أن الرجل دائم الفكر والتأمل في كل واردة وشاردة، ذلك الذي زال عجبه في ذهننا حينما رأينا بوضوح شديد الحرص المتناهي من الرئيس عبد الفتاح السيسي على تدوين الملاحظات طوال الوقت في المؤتمر السادس للشباب، والحرص على الرد على كافة الأسئلة، مهما بدا بعض منها وكأنه لغم لا يمكن الحديث عنه أمام كاميرات التليفزيون، مظهرا براعة فائقة في الإجابات ما يؤكد أن كافة قضايا المجتمع، وكل ما يشغل الشباب، هو في عقل وقلب الرئيس. 

لم يأت – في قناعتنا - حاكم منذ محمد علي مؤسس مصر الحديثة، برؤية متكاملة لإقامة دولة تليق بمصر العريقة وشعبها العظيم مثل الرئيس عبد الفتاح السيسي، والذي خطا خطوات هامة للغاية في هذا الطريق الصعب، والذي تحمل فيه شعبنا المصري مسؤوليات كبيرة تليق بعراقة أمة علمت العالم. 

لم أقتنع يوما أن الخطورة على بناء دولة عصرية تليق باسم مصر تأتينا من الداخل، فهذا الشعب العظيم دائم العطاء، قادر على التحمل، يعشق وطنه عشقا، وهو على الاستعداد للتضحية بكل ثمين من أجل رفعة هذا الوطن، ولكن الخوف ينتابني دوما على مصر ومشروعها الحضاري من الخارج، فهناك العديد من الدول والقوى لا تتمنى لمصر الخير، ولا تريد أن تعود مصر إلى دورها المحوري، ولا ترغب في أن تقدم مصر مشروعا حضاريا، ذلك الذي يهدد وجودها، والمتأمل للتاريخ يعلم أن الخطورة التي حاقت ولحقت بمشروع محمد علي، ومن بعده مشروع الرئيس جمال عبد الناصر، يدرك أن الخطر يأتينا من الخارج، وإن تم تصويره على أنه من الداخل. 

لدي أمل كبير وتفاؤل عظيم في أن ينجو - وقد لاحت ملامح النجاة - مشروع الدولة "السيساوية" من براثن المؤامرات الخارجية، وذلك بفضل التفاف الشعب حوله، وأن نصل – الشعب مع القائد – للنهاية السعيدة لهذه التجربة، وأن يستمر شعبنا في رسم هذه الملحمة المصرية الجديدة ملتفا حول قائده زُمَرًا، محققا معجزة أخرى تضاف في سجل معجزات شعبنا الذي اعتاد على سطر المجد وتحقيق الإعجاز، حينما يتحصل على قائد يؤمن به وزعيم يشركه في تحقيق واقعه، ورسم مستقبله، وها هو الزعيم قائم بيننا – الرئيس عبد الفتاح السيسي، وها هي المعجزة في طور التحقيق.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط