الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

دي بلد بتاعة شائعات .. صحيح


تذكرت مقولة رددها الفنان عادل إمام في بداية مسيرته الفنية والتي ظل يرددها طوال مسرحية "أنا وهو وهي" أمام النجم الكبير الفنان الراحل فؤاد المهندس في سيتنيات القرن الماضي وكانت شخصية دسوقي وكيل المحامي المغلوب على أمره "دسوقي أفندي" وتجسيده لدور شاب ناقم على أحواله المعيشية بسبب عدم إستكماله لتعليمه و التي قدمها عادل إمام بإقتدار وبصورة هزلية وطريفة للغاية في المسرحية سببا في لفت أنظار الجمهور اليه ..

 تذكرتها هذه الأيام بعدما زادت الشائعات في مصر وانتشرت وأصبحت أحد الطقوس اليومية في حياتنا وأصبحت تؤثر بشكل كبير ويتهافت الناس عليها كل صباح ويبحثون عن الجديد على مواقع السوشيال ميديا ويسارعون في نشرها بدون وعي ولا تفكير في خطرها وكثير من هذه الشائعات بعيد كل البعد عن المنطق والعقل وفي بداية الأسبوع الجاري ويوم السبت تحديدا قال الرئيس عبد الفتاح السيسي إن أجهزة الدولة رصدت خلال الثلاثة أشهر الأخيرة 21 ألف شائعة أطلقتها قوى الشر الساعية الى هدم الدولة من الداخل .. 

عشرات الشائعات إنتشرت في مصر خلال الفترة الماضية بسبب المكايدة السياسية التي تدفع منصات السوشيال ميديا وبعض القنوات المملوكة للإخوان وتوابعها وعلى رأسها الجزيرة لإختلاق الشائعات عن مصر بصورة عبثية تصل الى حد الكوميديا في بعض الأحيان وطالت كافة المجالات والحياة في مصر من الزراعة والأرز والموز الى البيض الي السمك الى المانجة كل شيء شوهوه وزرعوا فيه ديدان وسموم وسرطان وعندما تتحرى الحقيقة فيما يخص الموز مثلا ستجد أنه لم يتم منع زراعته ولا يحزنون بل كل ماحدث هو حظر زراعته في أراضي الوادي والدلتا مع السماح بزراعته في الأراضي الجديدة بشرط إستخدام نظم الري الحديثة وزراعة سلالات أقل شراهة للمياه ..
 والمشكلة أنه في بعض الأحيان وللأسف الشديد بعض القنوات المصرية والمذيعين المصريين يساهمون في نشر هذه الشائعات بهدف رفع نسب المشاهدة والسلام ولا يهمهم خطورة مايفعلونه وتأثيره على المجتمع المصري عندما يسارعون بعمل فقرات وإستضافة محللين وهميين للحديث عن شائعة ما وهم متأكدين من عدم معقوليتها ومخالفتها للمنطق ..

ما يجب أن نعلمه كإعلاميين ومواطنين أن سلاح الشائعات يأتى لنا من الخارج بهدف خلق جو من التشكيك فى القيادة السياسية، وتحويل القضية إلى حالة غضب فى الشارع، والمعروف أن القصة ليس لها علاقة من قريب أو بعيد بالبحث عن مصلحتنا، بل هى محاولات لتفكيك وحدة الشعب من أجل تدمير وطننا، وتخريب مجتمعنا فكريًا ونفسيًا واقتصاديًا وسياسيًا، بحثًا عن استعمار من نوع جديد لسرقة خير بلادنا، لذلك لابد أن يكون كل فرد منا رقيبًا على نفسه، ويقظًا أمام الشائعات المغرضة، خصوصًا إذا كانت تخص أمننا الوطنى فيجب التأكد من المعلومات عبر مصدرها الحقيقى، وليس من خلال صورة زائفة أو خبر منتشر على مواقع التواصل الاجتماعى .. والله المستعان ..

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط