الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

محبتك جنون.. وضحكتك جنون


فى عام 1988 طل علينا صوت رائع، دافئ، ولكنه متمرد، يريد أن يترك الكون، والزمان، والمكان، ويذهب إلى كوكب آخر، ظنا منه أنه سيجد بهذا الكوكب الجديد المدينة الفاضلة التى رسمها بصوته لكل من استمع للأغنية وقتها، من شدة تأثير صوته، وصدق تعبيره، ظل الكثيرون من المستمعين يرددون الأغنية بحماس شديد، كأن فى الذهاب لكوكب آخر خلاصهم، كانت أغنية الفنان (مدحت صالح) كوكب تانى.

كان مدحت صالح أصدر ألبومين أو أكثر ويعرفه الجمهور، ولكن أغنية (كوكب تانى) بكل الشهرة التى نالتها، والجوائز التى حصدتها، جعلته فى مكان آخر من الشهرة، حتى أنه كان يغنيها فى حفلاته بمختلف مناسباتها، وأصدر ألبوم يحمل اسم الأغنية نفسها فى نفس العام.

يضم هذا الألبوم أغنية أخرى تسمى (محبتك جنون) لم تنل نفس الشهرة فى ذلك الوقت، ولأننى من الجيل الذى تربى على أغنيات هذا الجيل، أريد أن أتناولها معكم بنوع من التحليل الفنى.

عندما تستمع لألبوم يحمل اسم كوكب تانى تكون مهيأ بشكل معين للاستماع، وعندما تبدأ موسيقي أغنية (محبتك جنون) فأنت يقينا قد وصلت هذا الكوكب.

تبدأ الأغنية بموسيقى الوتريات ثم تدخل الفيولينة (الكمان) لأداء اللحن الأساسى بطبقة صوتية عالية كآلة منفردة، واختيار الفيولينة وتلك الطبقة كصوت منفرد يدخل بك إلى عالم الحب فورا، ومن جمال اللحن والتوزيع أنه لا يعتمد على الآلات الإيقاعية طوال الأغنية، فالآلات الإيقاعية تعطى إحساسا بانضباط حركة اللحن بينما هو كان يؤكد على أن يترك خيالك يرسم سرعة دقات قلبك مع وقع الموسيقي عليه وعندما يبدأ الغناء تجد صوت المغنى هو البطل وتتواري الموسيقي فى الخلفية لتكمل الصورة، وفى ذلك تأكيد على كل كلمة، ومعني يريد توصيله، ثم يتبادل أداء الفواصل الموسيقية بين آلتى الجيتار والفيولينة والباص بأسلوب النبر، ليعطيك شعور دقات القلب النابض، ويستمر اللحن هكذا إلى آخر الأغنية، أما الكلمات فتشعر معها أنه قد أتي إليك بطل قصتك هذا الذى تحلم أن يكون إحساسه بك تماما كما تقول كلمات الأغنية.

(محــبـتـك جــنون وضحـكـتـك جــنون، وقضيتى ف هواكي أكون أو لا أكون، أكون حارس جمالك، وأكون فارس خيالك، واتحـــمل المهـــالك، عــلـــشــان أجــمل عيــــــــــــــون، يا قمـر كــل اللـــيالي، يا ســهرتى وموالي، حبك على قلبي غـالي، ولا يــــوم أبـــدا يهـون، يا رحلتى وحكايـــتى، حبك أصبح هوايتى، ف عنيا وقلبي إنتى، وملكت بيكى الكون،... إلخ).

الأغنية من كلمات: سيد عبدالظاهر، وألحان: على رضا، إنتاج عام 1988.

أدعوكم للاستماع للأغنية والاستمتاع بذوق رفيع للفن المصرى وصوت دافئ جميل لمدحت صالح، لعل ذلك يعودنا على الاستماع بشكل مختلف.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط