الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إعلام .. بامتياز!


نعيش حالة من الفوضى الإعلامية بلا ضوابط أو معايير، ولا تحكم سياسة الفضائيات سوى الأهواء والميول الشخصية ومنطق السمع والطاعة .. وفى مُناخ كهذا يتشوق الفرد إلى استنشاق هواء نقى عناصره مكونة من حرية الكلمة وجرأة الطرح والمعالجة المختلفة للقضايا والموضوعات .. وأهم عنصر ينتظره المواطن فى منزله أو على المقهى وهو يشاهد أى مادة إعلامية أن يستشعر تغييرا إيجابيا فى الواقع وبصيص أمل داخل النفق المظلم المفروض علي حياته بصورة يومية!

ولدينا نموذجان لبرنامجين قررا كسر المألوف والتمرد على التابوهات المتوفرة بغزارة داخل البلاتوهات والاستوديوهات الفاخرة المعتمدة على دنيا الترفيه والمسابقات ومقابلات نجوم الفن والرياضة التقليدية .. الأول صناعة الصحفى الماهر محمد غانم بعنوان "الجدعان" في قناة القاهرة والناس، وذكاء الفكرة فى نُبلها عندما يشير الإعلامي الوطنى والمهنى بأصابعه ومعلوماته إلى نوعية صادقة من الأيدى العاملة ورجال التحدى في قطاعات حيوية ومؤثرة في عجلة الإنتاج كالزراعة والصناعة والثروة الحيوانية والمشروعات التجارية الموازية للعملاقة التى رسمتها الدولة .. وينزل الإعلامي الشاب إلي الحقل، ويتجه بميكروفونه وكاميراته مع طاقم العمل إلي المصانع والصوامع ليكشف أوجه القصور ويبرز من القادر علي الفعل ومن المقصر فى أدائه وواجبه ليتحول إلي عين أخرى حارسة لموارد وكنوز هذا الوطن البشرية والمادية .. ويضرب "غانم" ابن مؤسسة الأهرام العريقة مثلا يُحتذى به إذا أردت أن تحصل على مشروع إعلامى يضع الحقيقة دون تزييف أو تضليل أمام الرأي العام أولا، والنظام السياسى ثانيا ليسترشد بهذه البوصلة لمعرفة وتمييز "كتائب" الإنجاز والنشاط من دُعاة التهليل وأبواق السلطة!

أما النموذج الثاني فصاحبه شاب آخر من رجال "صاحبة السعادة" إسعاد يونس، وأراد أن يستفيد من خبرة أستاذته فقدم لنا وجبة إعلامية خاصة علي قناة النهار في البداية، وحاول الانتشار بها مؤخرا لتصل إلى كل الشرائح الاجتماعية، فلم يجد الإعلامى والصحفي الدؤوب أحمد فايق سوى "مصر تستطيع" عنوانا مناسبا ومعبرا لبرنامجه المحترم ليخترق الحواجز ويضئ الطريق أمام أبطال وأعلام من خيرة عقولنا وباحثينا في شتى العلوم ومجالات الهندسة والذرة والاكتشافات الزراعية والصناعية .. وإيمانا منه بأن عبور أي دولة للمستقبل لا يتم إلا بالتخطيط والوعي الثقافى والإنسانى وسلاح العلم وثقافة العمل، سارت حلقاته في فلك النابغين داخل مصر وخارجها، وسارع بتسليط الضوء علي نماذج التزمت العمل الصامت في سبيل الوصول قيمة حقيقية ونتائج مذهلة تفيد بلادها بل والبشرية كلها .. ولايزال المشوار مستمرا، والطريق مكتظا بنقاط مضيئة تحتاج إلي "بصيرة إعلامية" لايمتلكها إلا من أحب هذه الأرض .. وأخلص لها!.

- هل يمكن أن يدلنى أحد علي نوعية أخرى فى محيطنا الإعلامى تستحق تقدير امتياز؟!.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط