الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

"الحرب نعمة" في مفردات النظام الإيراني


التصريحات الأخيرة التى صدرت عن العديد من المسؤولين والسياسيين ورجال الإعلام الايراني – بإيعاز من قادة طهران- في التصدي للدفعة الأولى من العقوبات الأمريكية على طهران تثير الدهشة الممزوجة بالتقزز.

فمعروف أن إيران تعيش وضعا اقتصاديًا صعبًا وهناك انهيارات متوالية في الريال الإيراني لدرجة أن سعر الدولار الواحد وصل إلى أكثر من 120 ألف ريال إيراني!

وهناك مظاهرات في طهران وفي نحو 70 مدينة إيرانية أخرى ضد الأوضاع الاقتصادية المتفاقمة منذ ديسمبر 2017 الماضي.

وعليه فالذي كان منتظرًا من النظام الإيراني الحاكم هناك أن يفكر في حل المعضلة الإقتصادية لا أن يتركها تتفاقم بمزيد من التشدد فيما يخص الملف النووي – وللعلم هو لم يصل إلى شىء يذكر فيه باستثناء بعض الأبحاث والتجارب وطهران لا تمتلك صاروخا نوويًا ولا حتى مسمارًا ذريًا- أو أن يتشدد في الإبقاء على المعسكرات والميليشيات الإرهابية التي نشرها على طول امتداد أربعة عواصم عربية.

وما حدث انه ترك بغباء باب المفاوضات وركب طريق الحرب، التي قال الإعلامي الإيراني المتطرف علي رضا فرقاني – أحد المسؤولين في حكومة أحمدي نجاد- إنها نعمة وإنهم يبحثون عنها حتى يعطوا درسًا للأمريكان والإسرائيليين في استمرار تهديدهم باللجوء للخيار العسكري!

فرقاني كان يتحدث باسم الجنرال محمد علي جعفري قائد الحرس الثوري الإيراني وقاسم سليماني الجنرال الأشهر لفيلق القدس وكلاهما هددا بإغلاق مضيق هرمز والهجوم على القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط في حال اندلاع أي حرب. ورفض جعفري دعوة ترامب تحديدا للقاء قادة إيران وقال له مباشرة " إنك ستموت قبل أن تحقق أمنيتك بلقاء قادة إيران!"

هكذا ركبت إيران طريق الحرب التي تعتبرها نعمة في مواجهتها مع الولايات المتحدة الأمريكية من جهة. وفي مواجهتها للسعودية ودول الخليج العربي من جهة أخرى والتي تجاهلت بدورها قبل ساعات دعوة الحوار التي أطلقتها وزارة الخارجية الإيرانية خلال موسم الحج.

الحرب مع إيران في ظل هذه الأوضاع وما لم تحدث المعجزة قادمة بأسرع من الريح. صحيح أنها لن تُسقط إيران ين يوم وليلة ولكنها ستظل الكابوس المزعج للمنطقة ما لايقل عن 5-10 سنوات. تدفع فيها الدول العربية أثمانًا باهظة كما سيدفع فيها الملالي عمره. لأنه من الصعب لو قامت الحرب أن يبقى النظام الإيراني في مكانه. لأنه لا يواجه الحرب بمنطق أن المسلمين الأطهار يواجهون الكفار الصليبيين الذين تقودهم أمريكا!

فالإيرانيون يعرفون تمامًا أن خامنئي يكذب وان الحرب هذه المرة لن تكون جهادًا ولن تكون حربًا مقدسة كما هى الأكاذيب التي يرددونها. ولكنها ثمنا لعناد الملالي وثمنًا لتمسكه باستمرار رعاية الميليشيات الإرهابية في لبنان والعراق وسوريا واليمن.

أما التهديد الإيراني الذي صدر عن فرقاني نفسه باستهداف 112 قاعدة أمريكية في بلاد عدة فالكلمات أكبر من الملالي نفسه وفي حال اندلعت الحرب فإن طهران ستكون مشغولة بجمع أشلائها قبل اي حسابات أخرى.

أزمة بعض النظم الاستبداية المتطرفة أنها تنسى كثيرا أنها دولا متخلفة تنتمي للعالث الثالث.

نحن لا نساند ترامب، لكننا نبحث عن عواصمنا وحقوقنا ولا يمكن أن نكون سعداء باحتلال الملالي لدمشق وبغداد وصنعاء وبيروت.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط