الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

دعم إلكتروني واهتمام أمني.. متى تختفي ظاهرة خطف الأطفال في مصر؟

أطفال مخطوفين
أطفال مخطوفين

لم تتخيل أسرة الطفل عبدالرحمن خليل، أن يوم 20 مارس 2015، سيكون بمثابة كارثة هزت عائلاتهم، فلم تعد الأمور كما كانت حتى الآن، فعادة الأطفال من أبناء القرية اللهو أمام منازلهم ، و"عبدالرحمن" مثله مثل أبناء عائلته يلعب معهم، ولم تمر لحظات، حتى اختفى الطفل

ابنكم مات واندفن 

بحثت الأسرة عنه في كل مكان، ولكن دون أمل، انتظروا من يطلب فدية مالية، وبالفعل بعد أسبوع جاء لهم اتصال بطلب فدية، وسعت الشرطة للبحث، ولكن دون جدوى، وجاء عقبها رسالة من الخاطفين "بلغتوا الشرطه متدورش علي ابنكوا ده اتقتل و اتدفن".

"عبدالرحمن" كان عمره حينها خمس أعوام ونصف، ووالدته مازالت تعيش على أمل أن تجد ابنها، طرقت كل الأبواب، وتواصلت مع كافة "الصفحات الالكترونية" والتي تهتم بأخبار الأطفال المفقودة والمخطوفة، وزعت إعلانات بصوره في كل مكان، ومازالت في إنتظار طفلها.
دعم "إلكتروني"

مئات الصفحات الالكترونية تتولى الإعلان عن الاطفال المخطوفين او التي وجدت بالشوارع "تائهة"، وهناك صفحات تتولى تتبع المتسولين بالشوارع ونشر صور الاطفال الذين بحوزتهم، بمثابة بلاغات للجهات الامنية للتحقيق، وأيضا يتم نشر صور لبعض الخاطفين لتنبيه الأهالي بتوخي الحذر، ومن تلك الصفحات "اطفال مفقودة"، "اطفال مصر المفقودة"، "مفقودي مصر"، "معا لفعل شئ في ظاهرة الأطفال المفقودة"، ، "معا لمحاربة خاطفي الأطفال"، "الاعدام لخاطفي الاطفال". 

عودة 880 طفلا

وأبرز تلك الصفحات الالكترونية "اطفال مفقودة"، والتي نجحت في عودة 880 طفلا، من خلال نشر صور أطفال وإعلان أنهم مفقودين وأن أهلهم يودون المساعدة فى البحث عنهم، وفاق عدد متابعيها مليون ومئتي ألف متابع، ويتم نشر بلاغات وصور الأطفال المفقودين أو الذين تعرضوا للاختطاف، مع نشر مجموعة من البيانات حول الطفل وعائلته وأرقام هواتفهم للتواصل معهم في صورة العثور على أحد الأطفال أو التعرف عليهم، ليقوم فيما بعد متابعو الصفحة بتداول البلاغات فيما بينهم وتعميمها على مختلف مواقع التواصل الإجتماعي في سعي منهم للتعرف على الطفل.


الإعدام للخاطفين

وافق مجلس النواب مؤخرا، على تعديل المادة 289 من قانون العقوبات الواردة بمشروع قانون مقدم من الحكومة لتعديل قانون العقوبات، والتى تقضى بعقوبة الإعدام أو السجن المؤبد لمن يخطف طفلا إذا اقترنت جريمة الخطف بمواقعة المخطوف أو هتك عرضه.

تعديل القانون 

ونصت المادة (289) من قانون العقوبات بعد التعديل، على أن: "كل من خطف من غير تحايل ولا إكراه طفلًا يعاقب بالسجن المشدد مدة لا تقل عن عشرة سنوات، أما إذا كان الخطف مصحوبًا بطلب فدية فتكون العقوبة السجن المشدد لمدة لا تقل عن خمسة عشر سنة ولا تزيد على عشرين سنة، ومع ذلك يُحكم على فاعل جناية الخطف بالإعدام أو السجن المؤبد إذا اقترنت بها جريمة مواقعة المخطوف أو هتك عرضه".

لا حصر بالأعداد 

ولا يوجد حصر بأعداد الاطفال المفقودين أو المخطوفين، إلا أن منى منير، عضو مجلس النواب، أكدت أن عدد المبلغين عن حالات خطف الأطفال نسبتهم لا تتجاوز 30 بالمئة من حالات الخطف، موضحة أن "سبب عدم الإبلاغ هو عدم وجود وعي عند الأهالي والخوف من تهديدات عصابات الخطف، نافية وجود دراسات دقيقة تحدد نسبة لعدد حالات خطف الأطفال في مصر".

"40 بالمئة من عدد سكان مصر هم من الأطفال بداية من سن يوم ووصولًا إلى 18 سنة، وأن هذا العدد ليس بالقليل، والتسيب الأمني الذي حدث في فترة عام 2011 شجع الكثير من العصابات على ارتكاب جرائم خطف الأطفال".تضيف "منير.

رصد "القومي للأمومة".

وفي بيانات سابقة، أعلن المجلس القومى للأمومة والطفولة، أنه تم رصد عددًا كبيرًا خلال الربع الأول من العام الحالى 125 حالة خطف واتجار بالأطفال، وأوضح المجلس "خلال عام 2011 وبعد ثورة 25 يناير وما أعقبها من انفلات أمنى حدث فى هذه الفترة، ارتفعت معدلات خطف الأطفال والاتجار بهم، سواء بالأعضاء البشرية أو بالتسول أو حتى لطلب فدية".

ورصد المجلس القومي للطفولة والأمومة، في التقرير الصادر عنه في الفترة بين يناير ٢٠١٣ إلى مارس ٢٠١٤، عدد إجمالي ٦١٢ حالة اختطاف واختفاء أطفال بأسباب مختلفة، منها حالات اختطاف أسرية، تمت من قبل أحد الوالدين، أو استئجار أم تشكيل إجرامي، ومنها حالات ابتزاز لطلب فدية من الآباء.

بلاغات الخطف

وبدأت بلاغات خطف الأطفال في الارتفاع على خط نجدة الطفل بداية من عام 2014 وحتى النصف الأول من عام 2015 ليبلغ متوسطها 14 بلاغًا شهريًا، وبلغت نسبة بلاغات خطف الأطفال بشكل جنائي 50.6 % من إجمالي البلاغات الواردة، بينما انخفضت نسبة خطف الأطفال كطرف في النزاع الأسري لتصل إلى 49.4% من البلاغات الواردة، من خلال الخط الساخن 16000 لنجدة الطفل.

مشكلة دولية 

وكشفت أحدث الإحصائيات أن تجارة الأطفال على مستوى العالم تصل إلى 1.2 مليون طفل، وأن شبكات التجارة بالأعضاء البشرية تزهق سنويًا أرواح آلاف الأطفال سواء بالقتل العمد أو خلال إجراء عمليات جراحية لنزع بعض أعضائهم.

وتعد أمريكا من الدول التي تنتشر فيها ظاهرة خطف الأطفال بشكل كبير، إذ يقدر المركز الوطني الأمريكي للأطفال المفقودين والمستغلين الذين يتم اختطافهم سنويًا في الولايات المتحدة بـ 800 ألف طفل.

روشته الحل 

قال الخبير الأمني اللواء أشرف أمين، خلال تصريحات صحفية ، إن خطف الأطفال يكون في الغالب أما للتسول أو للاتجار بالبشر، وبالتالي فيجب إصدار قانون بالقبض على أي متسول معه طفل في الحال وإجراء تحليل DNA لإثبات النسب الحقيقي، مع ضرورة أخذ بصمة للطفل على شهادة ميلاده لمنع خطفه والهرب به خارج البلاد عبر المنافذ الشرعية.

نصائح للأم 

ونصحت داليا الشيمي، معالجة أسرية، أن على الأم ألا تجعل ابنتها ترتدى من الذهب، وأن لا تخرج بصحبة عدد كبير من الأطفال، مع عدم إعطاء الأطفال موبايلات حديثة او أموال، حتى لا يصبحوا فريسة للخطف وطلب الفدية.

"إعطاء الطفل نصائح بعدم التحدث مع الغريب، وان يقاوم بصوت مرتفع حال تعرض أي غريب له او اصطحابه، ومنع تناول او شرب أي شئ من شخص غريب".. تضيف الشيمي.