الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

آلام وأفراح .. ليس ربيعا وأسوأ من الخريف

خالد زلط
خالد زلط

جهاد الخازن من الصحفيين المميزين في الوطن العربي، ويتمتع بمصداقية كبيرة لدى الجميع خاصة في الوسط الاعلامي، على المستوى الشخصي أنا أثق فيه كثيرًا، فردوده لا تثير غضب مؤيديه ومعارضيه على حد سواء، وأسلوبه في إثبات الحقيقة ساحر يعتمد على الاستنباط وتشغيل العقول، ذلك الرجل يعتبر الشجاع الوحيد الذي وصف أحداث الشرق الأوسط خلال السنوات الاخيرة، في لقاء جمعه مع مجدي الجلاد، رئيس تحرير جريدة الوطن وقتها، بعبارة "ليس ربيعًا وأسوأ من الخريف"، وعندما سُئل أيضا عما يحدث في سيناء وارتباطه بـ "حماس" وهو الفلسطيني ذو الجنسية اللبنانية، رد بقوة "أتمنى ألا تكون متورطة في ذلك" وهى إجابة ليس لها سوى مدلول واحد فقط والمخضرم سياسيًا يعرف مقصده، أما العوام "فليرحمهم الله أو يأخذهم أخذ عزيز مقتدر".

باختصار شديد هذا الرجل أستاذي دون أن يعلم، ومهما وصلت لن أصل إلى مكانته، ومهما فعلت لن أحظى بشعبيته، لكن يبقى الشيء الأهم والذي لاحظته متأخرًا، فجميع عناوين مقالاته يسبقها عبارة "عيون وآذان"، ومعنى هذا أن الحقيقة من وجهة نظره تعتبر واضحة ولا تحتاج إلى نقاش أو جدال، وربما رسالة لمن يقرأ مفادها "أنت لست أعمي أو أصم فكل شيء ظاهر وجلي"، ما فعله "الخازن" جعلني أفكر في كلمة أضعها قبل عناوين مقالاتي مثلما يفعل هو، وتمنيت حقا أن تكون "عيون وآذان" لكن ذلك لا يصح مطلقًا لأنه "الأستاذ الكبير"، وأنا "الصحفي الصغير"، فكرت كثيرًا واخترت كلمة "آلام وأفراح"، وقررت أن يسبق الألم الفرح لعل الله يأتي بالنور من رحم الظلام والابتسامة من جوف الحزن، وللمصادفة الغريبة وأنا أكتب تلك العبارة حدثت مشكلة كبيرة كادت أن تطيح بي من عملي الذي أقدره حقا، لكن شاء الله أن تمر مرور الكرام على اللئام، ما حدث جعلني أصر على ذلك المعنى وأكرره " آلام وأفراح" أنه بحق الأقرب والأوقع في دنيانا التي نعيشها، أتمنى من الله أن يتحول ظلامنا الطويل إلى نور عظيم، ويتبدل حزننا العميق إلى ابتسامة طفل جميل ...... "آلام وأفراح".