الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سمعت آخر مهرجان !!


إن الأغاني "الأكثر تحفيزا على الرقص" أكثر نجاحا من غيرها فى هذه الحقبة الزمنية علي مستوي العالم، الأمر الذي قد يفسر نجاح ظاهرة ما يُعرف بأغاني المهرجانات في مصر أيضا .

ماهى موسيقي وأغانى المهرجانات ؟
منذ فترة قد تقترب من الأربع سنوات ظهر علي الساحة الفنية ما أطلق عليه أغاني المهرجانات (نسبة لأن كلمة مهرجان تعنى الآن فى اللهجة العامية المصرية الصخب و الضجيج) وحيث أن مجتمع شباب العشرينات من العمر بفئاته التعليمية والثقافية المختلفة يميل إلي الصوت الصاخب و أنواع الموسيقى التى يطلق عليها موسيقي الضجيج فى الأغانى العربية والأجنبية علي حد سواء، فقد بدأ هذا النوع من الأغانى يلقي رواجا لدي هذه الفئة من المستمعين .

أصبحت المهرجانات بعد فترة قصيرة من ظهورها هى الأغنية الشعبية الرسمية بعد تراجع عصر الأغنية الشعبية التقليدية مع آخر إمتداد لها (الفنان حكيم ) ثم حلقة الوصل الذى مهد بأسلوبه فى الغناء لبداية المهرجانات شعبان عبد الرحيم(شعبولا ) إلي أن أصبحت هى الموسيقي السائدة في الأفراح والمفضلة لشباب العشرينيات وما تحت العشرين.

مع تنامى شعبية المهرجانات أصبحت منتشرة أيضا لفئات عمرية وثقافية أعلي باعتبارها نوعا من الترويح عن النفس أو تغيير روتين الحياة التقليدى وأصبح من المألوف سماعها فى أماكن ومناسبات مختلفة.

إنعكس هذا الانتشار بالطبع علي الدراما سواء السينما أو التليفزيون، وخاصة أن غالبية المنتجين الآن غير مهتمين بأى دور ثقافى أو توعوى، وبالتالي ظهر جيل من الأفلام يقدم المهرجانات كأساس لتوزيع الفيلم سواء بأداء مطرب شعبى أو بأداء ممثل بجوار بطلة الفيلم (راقصة فى الغالب).

يتكون المهرجان مثل أى أغنية من( الموسيقي،الكلمات)إلي جانب الرقص.
أما الموسيقي فهى عبارة عن نغمات متتالية بسيطة لا تتعدي الأربع نغمات وفى كثير من الأحيان تعتمد علي الكلمات المنغمة وليس الغناء الكامل، ومصاحبة آلات إيقاعية تساعد علي الصخب و الرقص، وكذلك بعض الآلات الشعبية البسيطة، ولكنها تؤدى بشكل صاخب أيضا، مع وجود صدي الصوت.

الكلمات : بالتأكيد تعتمد علي اللهجة العامية الركيكة، ليس لها هدف، ولا تحتوى مضمون، ولا تقدم رسالة، وإنما فى قليل من الأحيان تلخص حدوتة إنسانية لا ترقى لتتعلم منها شيء ولكن يحاول من يقدمها أن يقنع من يسمعها بأنها الحكمة نظرا لضحالة المحتوي والمستوي الثقافى للكاتب.

الرقص : هو الهدف الذى من أجله لاقت هذه الأغانى رواجا حيث من يسمعها ليس لديه هدف سوي قضاء بعض الوقت دون تفكير، أو تفريغ طاقات سلبية عن طريق الأداء الحركى .

الملفت للنظر أن التجربة أخذت شكلا من التطور، فنجد بعض المغنين الآن يتجهون لعمل أغانى مشتركة مع مغنين المهرجانات، وأن البعض الآخر يتصور أنه بإضافة بعض التلوين النغمى أو بعض الكلمات الراقية سيكون حقق المعادلة الرابحة .

بالتأكيد سيخيب ظن هؤلاء لأنها تجربة ستموت مع الوقت مثلما ماتت تجربة شعبولا مثلا، ألسنا فى عصر السرعة! أم أن السرعة لا تأتى إلا عند كل ما هو جيد، وتبطيء عند كل ما هو رديء!!

فقط علينا توضيح الطريق لأبنائنا، ليس بالضرورة الرفض و المنع، و إنما الحتمى هو تعلم كيف لا يتأذي وجدانهم وأن ليس كل ما نسمعه بالضرورة أن يتسلل لداخلنا.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط