الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حظ ولا شطارة.. قصة قبول مضيفة طيران مصرية في شركة عالمية من أول اختبار..صور

أروى طارق - مضيفة
أروى طارق - مضيفة طيران مصرية

تصادف موعد امتحان الكلية مع يوم التقديم لمضيفات الطيران، لم يمنع أروى طارق من تحقيق حلمها منذ الطفولة، والتحليق في السماء والسفر من بلد إلى أخرى، فخرجت من لجنة الامتحان إلى اختبار القبول كمضيفة طيران.


«أنا كبرت لقيت نفسي بحب الطيارات وبعلق طيارة دبوس صغيرة في جاكيت المدرسة» نبع ذلك الإحساس بداخل أروى بحكم عمل والدها في القوات الجوية، فكان الحديث عن الطيارات أمتع القصص بالنسبة لها، كما تحكي المضيفة لـ«صدى البلد».

بدأت أروى رحلتها لتحقيق حلمها منذ الصف الأول الثانوي، من خلال جملة بسيطة على محرك البحث «google»: كيف أصبح مضيفة طيران؟، وما هي الدراسات اللازمة لأصبح مضيفة طيران؟

اكتشفت خريجة الإعلام، أن مجال مضيفات الطيران ليس له دراسة متخصصة في الجامعة، والأهم المواصفات الشخصية وإتقان اللغة.


ورفعت أروى طارق، الستار عن حلمها لأهلها لأول مرة وحددت شركة عالمية لمضيفات الطيران لتحقق حلمها بها، وكان الرد «انتي لسة مشوارك طويل وعندك ثانوية عامة وكلية، وفرصة قبولك في الشركة دي مش سهلة خالص».

لا تقبل شركة مضيفات الطيران التي وضعتها أروى نصب أعينها سوى 5٪ من إجمالي المتقدمين، لكنها أصرت على توجيه الدفة تجاه حلمها، لتحول حديث أسرتها من الإحباط إلى الإصرار على استكمال المشوار حتى النهاية.

ولأن وظيفة مضيفة طيران ليست لها دراسة محددة، قررت أروى الدراسة بكلية الإعلام، محبوبتها الثانية بعد وظيفة مضيفة الطيران، لكنها لم تنس للحظة حلمها، ولم تبتعد عنه.

تتلقى أروى طارق، رسائل يومية على مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن تتضمن سؤالا واحدا، «اشتغلتي على نفسك عشان تعدي مراحل القبول ازاي؟»، وتكون الإجابة محددة دائما «الإيمان بالله والثقة بالنفس مفتاح الوصول لكل شئ».

حرصت المضيفة المصرية، على التقديم بدورات تدريبية لتعلم اللغة الإنجليزية، منذ عامها الدراسي الأول بكلية الإعلام، لتقوية وإتقان اللغة لديها، فهي لم تتعلم بمدارس لغات كما يظن الكثيرون.


وبجانب تعلم اللغة الإنجليزية وممارستها بشكل مستمر، لا تغفل تصفح مواقع شركات الطيران المختلفة، لدراسة شروط القبول بعناية، وتحدد الشروط المتوفرة بها لتعزيزها، والشروط غير المتوفرة حتى تصل لحلمها.

اشتركت أروى، في العديد من الأنشطة الطلابية، في مجالات وكليات مختلفة، وشاركت في تنظيم الكثير من الحفلات والمهرجانات، وحصلت على دورات تدريبية في المهارات الشخصية، وكتابة السيرة الذاتية، «بنيت السي ڤي بتاعي خلال الـ٤ سنين بتوع الجامعة من غير ما اشتغل اي شغل بمقابل مادي».

وبمجرد تحقيقها لآخر شرط من شروط القبول وهو سن 21 سنة، قررت التقديم في أول ميعاد للمقابلات الشخصية في الشركة التي حلمت بالعمل بها كمضيفة طيران.

ورغم تصادف يوم المقابلة الشخصية بالشركة مع موعد أحد امتحانات آخر فصل دراسي لها، قررت التقديم، «وصلت متأخر وصدمت بأعداد المتقدمين اللي كانوا اكتر من ٧٠٠».

مقابلة شخصية من دقيقتين تحملان حلم حياتها، «كثفت تركيزي كله في اني ازاي اكون ظاهرة ومتميزة في الدقيتين اللي هقف فيهم قدام المسئولة عن اختيار المؤهلين».

طرحت الموظفة المسؤولة على أروى طارق سؤالين فقط، «وخدت السي ڤي وقالتلي لو اتقبلتي هتجيلك رسالة بدعوة ليوم الاختبارات خلال ساعتين».

مضت أروى 4 ساعات أمام شاشة الهاتف في انتظار رسالة القبول، إلا أنها لم تصل، لتفقد أمل أولى تجاربها في تحقيق حلمها.


استقيظت صاحبة الـ 25 عاما، في اليوم التالي «يوم الاختبارات النهائية» على مكالمة من زميل لها: «اسمك اتقال وسط اسامي اللي جالهم رسالة بالدعوة وحصل خطأ والرسالة موصلتش ليكي»، ليتبدل الحال رأسا على عقب، «في لحظة كأن مصباح علاء الدين مصمم يحقق حلمي»، كما تسرد لـ«صدى البلد».

وصلت إلى مقر الاختبار رغم عدم استعدادها نفسيا وتجهيزها بسبب مفاجئتها بالقبول، تمكنت من اجتياز الاختبار، ليتم اختيارها لتكون واحدة من 10 مقبولين ضمن ٧٠٠ شخص متقدم.

تحقق الحلم، وصعدت على الطائرة لتبدأ تدريب لمدة 6 أشهر تبعد فيهم عن أهلها لأول مرة، فترة تدريب قاسية وصفهتا المضيفة المصرية بأصعب مرحلة تعليمية في حياتها.

3 سنوات مضت تطير فيهم أروى طارق من بلد لأخرى، وتكتسب خبرات، وثقافات من كل البلدان، ليبقى جانب مظلم، لا يعرفه الكثيرون عن عمل المضيفات، «معاناة محدش بيعرفها ولا بيحس بيها غير اللي جربها، يعني عادي جدا تسافر رحلة ١٧ ساعة متواصلين تقضيهم جوة الطيارة، وتسافر في نهار، وتوصل بلد تانية في النهار لاختلاف التوقيت، والتأثير السلبي على صحة الجسم والساعة البيولوجية».