الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قصف أمريكي مكثف ضد الفلسطينيين منذ مجىء ترامب



لا يفهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن القضية الفلسطينية ليست صفقة يمكن إنهاءها على جلسة عشاء أو عقد عمل يمكن إتمامه بمكالمة تليفونية.

لا يعرف ترامب أن الارتباط العربي والإسلامي الشعبي بفلسطين تحول على مدى العقود الماضية إلى علاقة بالدم. ففلسطين تمثل مقدسًا لا يمكن القبول بتدنيسه وتمثل شرفًا للأمة العربية والإسلامية وإحساس دائم بالانكسار فيها أمام إسرائيل ونكبة لوحدها تنتظر الشعوب العربية والاسلامية أن تتحول إلى نصر قريب مهما مرت العقود والأزمان.

يتصرف ترامب منذ مجيئه إلى منصبه وكأن خلافًا سياسيًا لا أكثر ولا أقل واقع في الأراضي الفلسطينية بين السلطة الوطنية الفلسطينية من جهة والحكومة الإسرائيلية من جهة أخرى. وأنه قادر على حل هذا الخلاف بالضغوط والابتزاز والمناورة!

لا يفهم للأسف معنى أن فلسطين قضية. ومعنى أن الارتباط بها ثأر عربي على مختلف الجبهات. ولذلك تأتي كل قراراته تجاه القضية الفلسطينية خاطئة وتجره سريعًا وتجر المنطقة برمتها إلى انفجار مهول.

آخر هذه القرارات الفجة الغبية، قرار إدارة ترامب إغلاق مقر منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن بدعوى أنها لا تساهم في تحقيق السلام وانتقدت خطة أمريكية للسلام قبل أن تراها بأعينها على الأرض!

وهى مبررات واهية لإغلاق مكتب المنظمة في واشنطن. وتمهيد من جانب إدارة ترامب لإغلاق السفارة الفلسطينية نفسها في واشنطن.

الموضوع ضغط أمريكي متواصل في إطار عملية شاملة ضد القضية الفلسطينية. يريد ترامب من خلالها وأثناء ولايته الأولى أن يحقق لنتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي أحلامه كلها جملة واحدة في تقطيع أوصال القضية الفلسطينية مرة واحدة. والوصول بها إلى الحائط كى لايكون أمام الفلسطينيين باب إلا القبول بالسير في الطريق الأمريكي وركوب العربة الأمريكية المفخخة تجاه القضية الفلسطينية برمتها!

مكتب المنظمة في حد ذاته لم يكن مشكلة ولكن مسماه بأنه مقر منظمة التحرير الفلسطينية هو المقلق لإدارة ترامب. فالاسم يعني وجود مكتب رسمي داخل واشنطن يعمل دبلوماسيًا لتحرير فلسطين من الاحتلال الاسرائيلي فيها. وصفقة ترامب المسماة صفقة القرن لا ترى في وجود إسرائيل داخل الأراضي الفلسطينية احتلال ولكنه حق لليهود!!

القضية الأخرى أن قرار إغلاق المكتب يأتي بعد أيام قليلة من إصدار واشنطن قرارا صادمًا بوقف تمويل وكالة غوث وتشغل اللاجئين الفلسطينيين" الأونروا" رغم الأدوار الانسانية والتعليمية والصحية والخدمات الاجتماعية المهولة التي تقدمها المنطمة منذ قرار انشائها عام 1948 وبدء أعمالها فعليًا في عام 1950، في رعاية نحو 5 ملايين لاجىء فلسطيني في العديد من الدول العربية.

والولايات المتحدة الأمريكية كانت أكبر مانح منفرد لوكالة الأونروا وتساهم بنحو 30% من ميزانياتها السنوية وقدمت في عام 2016 نحو 368 مليون دولار للوكالة وقرار وقف تمويلها ضربة في مقتل لملايين اللاجئين الفلسطينيين الذين ترعاهم الأونروا بمدارس ووحدات صحية وخدمات تعليمية وغيرها.

ولم يكن هذا فقط هو كل ما اتخذه ترامب تجاه القضية الفلسطينية من قرارات قد كان قراره الصدمة بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس هو أكثر القرارات عدوانية من جانبه خصوصا وأن القدس مدينة ذات وضعية خاصة.

وازاء هذه القرارات الأمريكية الموجهة ضد الفلسطينيين..فإن السؤال الآن عن المتوقع من جانبهم؟

الحقيقة أن كل السيناريوهات تشير الى أن إدارة ترامب تلعب بالنار في قضية حساسة وغير مدركة لقراراتها الضاغطة على مشاعر الفلسطنيين وحياتهم. خصوصًا وأنه ليس هناك بديل عربي قوي قد يساعد الفلسطينيين على الخروج من هذا المأزق.

الواضح أن مياها كثيرة تغلي تحت قدر القضية الفلسطينية وعلى الجميع ترقب حدوث إنفجارات ضخمة ما لم يتم إستيعاب القرارات الضّالة لإدارة ترامب وإيقافها عن أخذ المزيد.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط