الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أنت كبرت يا حاجة ....


إنت كبرت يا حاجة، عزيزي الرجل إياك أنت تقول هذه الجملة لأي إمرأة خاصة زوجتك، ستفتح على نفسك أحد أبواب النكد اليومي، فالمرأة مخلوق جميل ويرغب في أن يظل جميلا وصغيرا حتى آخر العمر.

البنت تحت سن السادسة عشر ترغب في أن تكبر في عيون كل من يراها، فمنذ سن الرابعة والبنت تحاول تقليد أمها فتضع طلاء الأظافر وأحمر الشفاه وتلبس الكعب العالي وتُصر على الذهاب مع أمها للكوافير وتصفيف شعرها مثل أمها، وبمجرد وصولها إلى سن السادسة عشر لا تترك شيئا يثبت أنوثتها إلا وتفعله، حتى أسلوب الكلام ونظرة العين وطريقة التنهيد، وإذا سألتها عن سنها في أغلب الأحيان تزيد سنة عن عمرها الحقيقي رغبة منها في إثبات نضجها الكامل، وبعد وصولها إلى سن الثلاثين سواء تزوجت أم لم تتزوج تبدأ في القلق كلما تذكرت عمرها الحقيقي وكأنها لا ترغب في تجاوز سن الثلاثين أبدا.

أما بعد سن الأربعين فإن المرأة ينتابها حالة من الفزع النفسي والخوف من ظهور التجاعيد في الوجه والترهلات في الجسم، وتبدأ النظر في المرآة كثيرا وفي أوقات متتابعة، مع الإكثار من استخدام الكريمات ومستحضرات التجميل الخاصة بإزالة التجاعيد حتى وإن لم تظهر التجاعيد بعد، في محاولة منها أن تتحدى الزمن وتنفي تقدم السن، وتكثر في أغلب الأحيان من وضع المكياج داخل البيت، وتنتظر لحظات خلو البيت من أبناءها لتفتح خزانة ملابسها الخاصة وتختار أكثرها إثارة من (وجهة نظرها)لترتديه وتنتظر زوجها، ويأتي الزوج ويقول لها بكل أسف وبمنتهى البساطة (إنت كبرت ع الكلام ده يا حاجة)، ياله من أحمق ذلك الرجل الذي لا يدرك أن هذه الجملة تعني قتل زوجته بسكين باردة.


ربما لا يكون الزوج أحمق ولكنه يرغب فقط في أن يبعدها عنه الآن حيث أنه مطحون في دوامة الحياة وليس عنده ما يقدمه لها في هذه الحالة، فيحاول إقناعها بأن الزمان ليس زمانها، ولكنه من وجهة نظري أحمق بالفعل حيث أن بإمكانه أن يرضيها بالكلام الحلو فقط، ألم يسمع المثل الشعبي القديم (الكلمة الزين تسد فـ الدَيْن).

وأنا أوصي هذا الرجل وأوصيكم جميعا بسماع أغنية (أنا مهما كبرت صغير)، والتي وضع كلماتها "مدحت العدل" ولحنها "حميد الشاعري" وغناها "عمرو دياب" في عام 1999، وأذكركم بكلمات الأغنية:

أنا مهما كبرت صغير .. أنا مهما عليت مش فوق
مش ممكن يوم نتغير .. ده الدنيا غروب وشروق
اليوم والأمس وبكرة.. فعيونكم كانت فكرة
شايلين في القلب الذكرى .. باين فعنينا الشوق
ياعيون بالحب توافي .. فاتت أيام و سنين
فاكرين العمر الدافي .. شايلين في القلب حنين
ومهما نقول مش كافي .. بقلوبنا إنتم عايشين ....... دُمتم بحب وفن.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط