الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د.عمرو حسن يكتب: الزيادة السكانية في مصر ... كل سنة دولة !!!

صدى البلد


الإرهاب والزيادة السكانية أكبر خطرين يواجهان مصر ويقللان فرص مصر للتقدم ، هذا ما حذر منه الرئيس السيسي قبل أكثر من عام ، ومازال يحذر منه رافضا تطبيق اي غرامات او "فيتو" على هذه الزيادة التي باتت قنبلة موقوتة تهدد المجتمع.

الموضوع ببساطة يا سادة أن معدل الزيادة السكانية في مصر يزيد سنويا بأكثر من مليوني نسمة وهذه الزيادة تعادل عدد سكان دولة مثل قطر ونصف الزيادة السنوية لقارة أوروبا ، بمعنى كل سنة بنخلف دولة كاملة و بنزيد زي نصف قارة إذا صح التعبير ، وعلى الجانب الآخر هحد حيقولي عندك دولة مثل الصين التي يتجاوز عدد سكانها 1.4 مليار نسمة تقريبا ، الصين سيطرت علي معدل الزيادة السكانية بعد الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الصينية بما يعرف بسياسة تحديد النسل و إرغام كل آسرة بطفل واحد فقط ثم طفلين بعد ذلك نجد أن المشكلة في مصر تكمن في معدلات الزيادة السكانية والتي تصل إلى 5 أضعاف الزيادة السكانية لبعض الدول المتقدمة ومن هنا تحولت هذه الزيادة إلى نقمة وليست نعمة .

في عام 1955وصل عدد سكان مصر 23.5 مليون نسمة بينما عدد سكان دولة مثل انجلترا كان 51 مليونا  ، يعني في سنة 1955 كان عدد سكان انجلترا اكثر من ضعف سكان مصر ، اما في عام 2018 وصل عدد سكان مصر أكثر من 100 مليون نسمة بينما انجلترا ظلت 66 مليونا و نصف فقط.

يعني في 63 سنة زدنا اكثر من 77 مليون نسمة تقريبا بينما انجلترا زادت 15 مليون نسمة ، معني كده أن معدل الزيادة السكانية في مصر أكثر من 5 أضعاف معدل دولة زي انجلترا و ده معناه أن اي تقدم اقتصادي حيحصل مستحيل أن احنا نحس بيه علشان الزيادة السكانية بتآكل التقدم الاقتصادي ده ، في مصر قد ترى العجب العجاب في الفيوم توجد قرية اسمها "العاشرة" كل سيدة هناك تلد حوالي 6 أو 7 أطفال، كل الولادات بتبقي في البيت و دايما القصة بتختم أن آخر ولادة بتبقي صعبة و بيحصل فيها مشاكل و بيتولد طفل أتعرض لنقص في الأوكسجين و ده بيعمل ضمور في المخ و بيبقي فيه طفل مش حيتحرك و لا يتكلم و لا حيبقي منتج لما يكبر وده واقع مرير لازم نكون مستعدين له مشكلة الناس هناك أكبر من ثمن الدواء، المشكلة انهم غلابة لدرجة انهم معهمش ثمن المواصلات لمستشفى ابو الريش.

لذلك أصبح تنظيم الاسرة هو الدواء المر الذي سيتجرعه الكثيرين لضمان حياة اسرية سليمة وحياة اقتصادية رغدة لهذا الوطن ويجب ان يصبح على اولوية اولويات الدولة المصرية فهناك الكثير من أبناء مصر في شتى بقاع المعمورة يعانون من مشاكل صحية كثيرة بسبب تسونامي الزيادة السكانية ، حيث أظهر المسح السكاني الأخير لمصر في عام 2014 يعاني طفل من يبن كل خمسة أطفال مصريين بالتقزم ( التقزم: قصر القامة بالنسبة لعمرهم ويعكس سوء التغذية المزمن ) ، وده تفسير علمي واضح بعد زيادة الشكوى في الكليات العسكرية و الشرطة إن مش لاقيين ناس جاهزين طبيا بسبب انتشار التقزم ، الأنيميا و سوء التغذية.

مشكلة الزيادة السكانية يا سادة ليست نهاية المطاف بل هي بداية العذاب فمن خلال مشاركاتي المستمرة في القوافل الطبية للتوعية الصحية بالأطفال في بعض مناطق مصر ومنها الخصوص كنت أجد الآتي : الأطفال في الفئة العمرية من سن 12 عاما متسربين من التعليم السبب ان اغلب الأسر هناك مكونة من 6 أو 7 أبناء و الزوج بيهرب من المسئولية و بيتجوز ست جديدة و يترك زوجته وابناءه يواجهون مصيرهم ، فتضطر الأم باجبار ابنائها على ترك التعليم والاتجاه الى سوق العمل في سن صغير ، كما ان الفتيات يقدمن على الزواج في سن 12 و 13 عام لتبدء هذه الفتاة مأساة جديدة ، كما ان هروب الزوج بسبب الانهاك الجسدي لزوجته بعد ولادات متكررة 6 او 7 مرات ويتجه الى الزواج من اخرى وهلم جرا .

كلمة أخيرة اود التأكيد عليها ان مشاكل المجتمع المصري لن تحل إلا من خلال حل مشاكل الزيادة السكانية التى بدورها ستنعكس ايجابا على كل مشاكلنا ، البلد اللي مش حتخرج من مصيدة الزيادة السكانية ، ستزداد فقرًا وجهلًا ، ومرضًا و يزيد فيها معدلات البطالة و الجريمة وستفقد مصر استقلالها السياسي كما حدث وقت حكم الخديوي إسماعيل.

لابد ان تكون الزيادة السكانية هي الشغل الشاغل للدولة المصرية والحكومة.